الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لأجلك يا مدينة الصلاة أُصلي ، لأجلك يا بهية المساكن يازهرة المدائن يا قدس يا مدينة الصلاة، يا ليلة الإسراء يادرب من مروا إلى السماء عيوننا إليك ترحل كل يوم .... كلمات شدت بها فيروز لتُحرك القلوب وتُدمع العيون، إلا أن القلوب تَحجّرت، والعيون جَمُدت، وأصاب العالم أجمع الصمم عن صراخ الأطفال وآهات المصابين وبكاء الثكلى، بل إنه أغشى بصره عن مجازر الإبادة الجماعية ، وصار قلبه أشد قسوة من الحجارة التي تسقط وتنهار جهارًا نهارًا على رؤوس الفلسطينيين أمام آلات الدمار الإسرائيلية.

فقد استشهد السلام في بلد السلام وسقط العدل حين هوت مدينة القدس على مرأى ومسمع من العالم بأسره.

ووقف العالم مكتوف الأيدي مُقَيد الفكر وهو يعلم أنه يؤسس لأنشودة جنائزية حين تراجع الحب والسلام واستوطن الكُره والحرب حين سقطت حقوق الإنسان وفشلت الأمم المتحدة وشُلت يدا مجلس الأمن بحق الفيتو الذي يمتلكه شركاء الصهاينة.

ووا أسفاه على المسجد الأقصى القبلة الأولى والحرم الثالث ومعراج نبينا المصطفى إلى السماء؛ فقد وقفت الأمة الإسلامية جمعاء عربية وغير عربية لا تحرك ساكنًا وهي تشاهد أحفاد القردة والخنازير وهم يدنسون المسجد الأقصى ويُهدمونه بحثًا عن هيكل سليمان المزعوم، وقفوا وهم يشهدون على تشييد مدينة داود وتزوير التاريخ وسرقته بأيدي مَن احترفوا تحريف الكَلم عن مواضعه.

وقفت مصالح المسلمين وحبهم للدنيا حائلًا بينهم وبين التصدي لعبدة الطاغوت نسل قتلة الأنبياء.

وقف المسلمون كثرةً ولكن لم تغنِ عنهم كثرتهم من تداعي الأمم عليهم، فهم كثرة تكالبت على الدنيا فلم تغنهم دنياهم فتقاتلوا فيما بينهم وتناحروا عليها فهلكوا قبل أن يُهلكهم أعداؤهم، وصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم( يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. 

فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن.

 فقال قائل: يا رسول الله ، وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت)

ولنتبين مدى هذا الضعف والهلاك فلننظر إلى خريطة العالم الإسلامي شرقًا وغربًا من أفغانستان إلى باكستان مرورًا بالسودان والصومال وصولاً إلى العراق واليمن ، وانتهاء بالأراضي الفلسطينية المحتلة وما يحدث فيها من إبادة جماعية لشعبها الأعزل واستباحة للأرض والعرض ، فلنتأمل العدد الهائل من الضحايا من قتلى ومصابين ومشردين ومهددين بالجوع والمرض من جراء الصراعات العرقية والطائفية التي يقتل فيها المسلم  المسلم حتى في الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال.

فهلّا في هذا الوقت العصيب تَهبّ الأمة الإسلامية وتَئدما بينها من فتن وفرقة  فتتحد وتُوحِّد كلمتها لتكون لها المهابة بين الأمم فلا يقدر أي معتدٍ أثيم على استباحة أراضيها وتدنيس مقدساتها وإذلال أبنائها، هلّا تتحد في تحقق وعد الله لهذه الأمة بدخول المسجد الأقصى وتدمير بنيان الصهاينة الذي بنوه على جثث الشهداء وبثروات الأرض المنهوبة من أصحابها.

نسألك يا الله في نهاية هذه السنة وقبل مطلع العام القادم أن تجتمع أمتنا الإسلامية على كلمة سواء وتعتصم بحبل الله جميعًا وتُعِد ما استطاعت من قوة لترهب بها أعداء الله مغتصبي الحقوق أعداء السلم والسلام ، ونسألك يا رحيم بنا أن تلطف بأهل فلسطين وتمدهم بمدد من عندك يَجبُر كسرهم ويداوي جراحهم ويؤلف بين قلوبهم فيقفون صفًا واحدًا في مواجهة الصهاينة الملاعين، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك سبحانك يا أرحم الراحمين وناصر المستضعفين.

تم نسخ الرابط