كانت المباراة السابقة بين الأهلي والبنك الأهلي والتي فاز فيها البنك على الأهلي ب٤ أهداف مقابل ٣ وجاء هدفها الرابع في الدقيقة الأخيرة لتكون هي الهزيمة الحاضرة أمام الأعين سواء بالنسبة لطارق مصطفى المدير الفني للبنك الأهلي الذي أدار المباراة من المدرجات لحصوله على الإنذار الثالث أو الخواجة كولر الذي أراد أن يخفف من هذه النقطة السوداء في سجل إدارته للمارد الأحمر ولأنه يعلم قوة لاعبي البنك واندفاعهم - خاصة من كان يلعب في الأهلي من قبل - ورغبتهم في ابراز قدراتهم وتسجيل الأهداف في مرماهم القديم لأسباب يطول شرحها في هذا التحليل السريع..
فقد استعد لهذه المباراة بالذات وكأنها بطولة في كأس الكئوس لهذا الموسم ..يجب أن يفوز بها الأهلي مهما كانت الظروف المعاكسة ..ولذلك فقد لعبها بالقوة الضاربة فيما محمد عبد المنعم الذي كان لابد من إراحته بعد حصوله على لقب أكثر لاعبي الأهلي لعبا في المباريات المحلية والافريقية والدولية لأكثر من ٥٠ مباراة هذا الموسم..
**خاب توقعي أنها ستكون مباراة الأهداف الثقيلة أو العديدة من الفريقين رغم أن الفتى الذهبي وسام أبو علي أكد مكانته كهداف للدوري الممتاز بهدف رائع في مرمى البنك بتسديدة مباشرة في الدقيقة ٨ ..
**لكن للأسف سارت مجريات المباراة متحفظة..هجوم متسرع من الأهلي وضياع للفرصة تلو الأخرى بينما نجح لاعبو البنك في الدفاع الرشيد مع الضغط على مرمى الشناوي عندما سنحت لهم الفرصة وكسبوا بالفعل الاستحواذ لمصلحتهم (بنسبة ٥٣% في مقابل ٤٧% للأهلي )
**ويبدو أن مرور الوقت دون أن يعزز الأهلي الهدف شجع لاعبي البنك على تنظيم عدد غزوات على مرمى الشناوي ..بعضها شتتها الدفاع والبعض الآخر نجح الشناوي في الإمساك بالكرة حتى وصلنا للدقيقة ٩٠ حيث لاحت فرصة خطيرة من هحمة مرتدة لكريم بامبو لاعب الأهلي السابق وضعها في مرمى الشناوي باقتدار واحتسبها الحكم أمين عمر ولكن الفار أبلغه عن شبهة التسلل ١٠٠% ومن جميع الجهات فألغى الهدف ليبقى بمثابة "ذيل" للمباراة التي يستحق فيها الأهلي الفوز بجدارة لو حكمنا عليها بعدالة قوانين الكرة لكن هذا هو ما تعود عليه الأهلي ولاعبوه وجماهيره من بعض المتشككين الذين يروجون بعد كل فوز للأهلي أن السبب هو التحكيم سواء كان مصريا أو أجنبيا..لا فرق..يحاولون تشويه صورة الفريق والإقلال من مشروعية الفوز وهم يعلمون جيدا أن ما يقولونه انعكاسا لعقد نفسية وعجز عن الإجابة عن سؤال هام ومنطقي يتمثل في قدرة الأهلي على حصاد المباريات ولماذا تزداد رغم العقبات ؟
**ولأننا حاولنا كثيرا لقت نظر هؤلاء إلى أن الرياضة فوز وهزيمة وأن الفوز لا يتحقق بالعزيمة فقط بل من خلال منظومة متكاملة ..كشف الأهلي سرها ولغزها منذ إنشائه قبل اكثر من ١٠٠ عام وفي النهاية الأرقام لا تكذب كما عودنا الخبراء.
**نعترف أن أداء الأهلي اليوم لم يكن مثل أدائه أمام بيراميدز ربما لاختلاف المنافس والغرض من المباراة ولكن أدى اللاعبون المطلوب منهم بدليل أن تغييرات كولر التي بدأت في الدقيقة ٦٧ تناولت لاعبين فقط عمر كمال عبد الواحد و كريم نيدفيد بدلا من أكرم توفيق وحسين الشحات ..
**وعلينا ألا ننسى أن الفريق قد لعب منذ يومين فقط مباراة قوية فاز فيها بالأربعة وأنه ينتظره يوم الأحد مباراة أمام المقاولين العرب وهي حاسمة في عودة الدرع في حالة احتفاظ الأهلي بالفارق مع بيراميدز والذي أصبح اليوم ٥ نقاط كاملة ..
**إن معركة النسر الأحمر للحفاظ على الدرع هذا العام ..سواء من حيث المنهج أو النتيجة او اكتشاف المواهب وفي المقدمة وسام الذي أعاد للأهلي لقب هداف الدوري بعد طول غياب ..تستحق التسجيل في كتاب يصدره النادي وقبلها مؤتمر للخبراء يبحثون ويمحصون كيف حصلت المعجزة ..مشيرين بالتقدير إلى الجماهير الوفية..اللاعب رقم واحد..دائما وأبدا..