روح الثقافة المصرية الخالدة عند محسن أبو العزم في عدد جديد لمجلة مصر المحروسة
صدر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، العدد الأسبوعي الجديد من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية المعنية بالفنون والآداب، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.
في مقال رئيس التحرير تكتب د. هويدا صالح عن رواية" الإيبس.. طائر الأشمونين المضيء" للكاتب سفيان صلاح هلال، وترى أن الكاتب نجح بشكل كبير في توظيف الأساطير المصرية وموتيفات التراث الشعبي والخطاب الصوفي، بشكل أفاد النص وأثراه، وتجلى ذلك من خلال الإسقاط على بعض القضايا الواقعية سواء الأزمات الطائفية أو الخلاف الفكري والأيديولوجي بين الخطاب الصوفي والفقهي.
مشيرة أن المؤلف استطاع أن يعبر من خلال تلك الرواية عن الهوية الثقافية للشخصية المصرية برد حاسم على دعوات أصحاب الحركات الأيديولوجية التي تسعى لسرقة التاريخ المصري القديم.
ويناقش الناقد الجزائري إبراهيم المليكي رواية "الساحرة في رواق الزاوية" للكاتب الأردني مصعب البدور وهي متتالية روائية تجمع بين الفانتازيا وروح الصوفية عبر ثلاثة شهود وكأنها فصول منفصلة متصلة، كما يكشف "المليكي" في مقاله عن فلسفة مصعب البدور في أثر الكلمات ودورها في تحديد مصير الإنسان.
ونطالع في أبواب المجلة التي تصدر بإشراف الإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي، عددا متنوعا من المقالات، ففي باب "علوم وتكنولوجيا" يتحدث الباحث الفلسطيني حسن العاصي عن "إدمان التكنولوجيا وتدمير العقول" وكيف يمكن للتكنولوجيا تغييب وعي الإنسان وسرقته من واقعه ودفعه إلى مساحات من الفضاءات الإلكترونية بشكل يجعله منفصلا كلية عن هذا الواقع، مشيرا إلى أن الأفراد بحاجة إلى حل أكثر منهجية لسيطرة الإنترنت على حياتهم.
وفي باب دراسات نقدية يكتب حاتم عبد الهادي عن "ما بعد حداثه السرد السيموطيقي في رواية الحقيقة البكماء" للكاتبة العراقية سحر الرشيد التي اعتمدت فيها على أسلوب
ما بعد الحداثة لاستجلاء حقيقة الأحداث، عبر مسيرة السرد السيميائي، ومعادلات الذات والموضوع، والخطاب العجائبي، الأمر الذي يعكس روح الجمال لدي الكاتبة التي تهفو إلى التكثيف، وتسارعية الأحداث، والانتقال بسرعة عبر سينوغرافيا المشاهد، وكأنها تكتب للسينما بأسلوب بارع، وجميل.
وتترجم سماح ممدوح مقالا في باب "كتاب مصر المحروسة" بعنوان "أليس مونرو" للكاتبة سارة سميث التي ترى أن قليلا من الكتاب امتلكوا شغفا مطلقا بالقصة القصيرة مثل الكاتبة الكندية الحائزة على جائزة نوبل أليس مونرو، التي قدمت كثير من المجموعات القصصية منها "المتسولة"، بجانب محاولتها الوحيدة في عالم الرواية عام 1971 بعنوان "حياة الفتيات والنساء" والتي تضم عددا من الحكايات المترابطة.
وفي باب شعر يرصد الكاتب أكرم مصطفى الصوفية في ديوان "آنستُ ظِلًّا" الذي تسعى فيه الشاعرة العمانية رُقيَّة بنت عليّ الحارثيّة، لرصد تجليات الوجدان الصوفي، من خلال التوجه إلى الذات الإنسانية المحملة بالكثير من القلق الوجودي، وتحاول أن تقيم تصالحا وسلاما بينها وبين العالم.
وفي باب أطفالنا يرصد الكاتب الأردني محمود الدخيل تجربة شعرية بعنوان "قصتي سأرويها شعرا" للشاعرة العُمانية عائشة بنت الفزارية وهو ديوان شعر للنشء، ويحتوي عددا من القصائد التي تهدف إلى تهذيب النفس وتربيتها على الفضائل.
وفي باب قصة قصيرة يكتب الباحث اللبناني وسام قدوح عن المجموعة القصصية "الحصان" للأديبة الأردنية هند أبو الشعر، وتعد إضافة نوعية في الكتابة القصصية في الأردن، لاتسامها بالتجريب والتجديد والتميّز الفني والجمالي، ويطرح "قدوح" أيضا الدراسة النقدية التي قدمها الباحث محمود فليح عن المجموعة لرصد بنائها الفني، وكيف استخدمت الكاتبة تقنيات جديدة للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية، والدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع.
وفي باب "كتب ومجلات" يقدم الكاتب محمود المصري قراءة في كتاب "المُتلقّي المُذعن" للأكاديمي والباحث الأردني زياد صالح الزعبي الذي يقدّم قراءة ناقدة لعدد من النصوص وطروحاتها وأفكارها.
أما في باب ملفات وقضايا يستكمل حسن العاصي فتح الجزء الثالث من ملفات الهجرة وعرض الجذور النفسية المناهضة للتكامل الأوروبي والهجرة.
وفي باب خواطر وآراء يكتب محمد حسن الصيفي مقالا بعنوان "طابور عابر للحدود" ويذكر خلاله تجربته في إحدى المصالح الحكومية لإنهاء ورقة مهمة لأحد أفراد العائلة.
وفي باب حوارات تجري هبة البدري حوارا مع الصحفية سارة أبو شادي الفائزة بجائزة مصطفى وعلي أمين التابعة لمؤسسة أخبار اليوم - فئة الشباب، وذلك لبراعتها في كتابة الموضوعات التي تركز على القضايا إنسانية ومجتمعية بأسلوب خاص.
فيما تتناول الناقدة هبة الهواري في باب فنون تشكيلية التجربة الجمالية للفنان التشكيلي محسن أبو العزم وكيف تأثرت أعماله بروح ثقافته وشخصيته القومية، ومن أهمها الأعمال التي قدمها في ملتقى الأقصر الدولي لفن التصوير في دورته الثانية عشرة وعكست أصالة الحارة الشعبية والبيئة المصرية في صعيد مصر.