ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

بالصور..مناقشة صرخة البجعة لسكينة فؤاد باتحاد كتاب مصر.

الكاتبة سكينة فؤاد
الكاتبة سكينة فؤاد

 شعبة السرد برئاسة الكاتبة رانيا أبو العينين وبإشراف د. علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
أقامت ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "صرخة البجعة'' للكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، والتي صدرت عن دار الأهرام للطبع والنشر عام ٢٠٢٣.
وتتضمن المجموعة ثمانى قصص (الزين والزينة، شجرة العائلة، على محطة القطار، البنت التى أكلت شفتيها، منشورات فرعونية، مرجيحة الأسطى باهي، العفريتة، فنجان نجاح)، حرصت صاحبة "امرأة يونيو" و "ترويض الرجال" و "بنات زينب" وغيرها من الأعمال، على وجود المرأة بشكل فاعل ومؤثر كبطل للأحداث في سبع قصص  منها،
واستضافت الندوة أ.د سعيد شوقي أستاذ النقد الأدبي والناقدة والمخرجة الإذاعية د. ناهد الطحان والناقد د. صلاح شفيع؛ وذلك لمناقشة العمل، 
وعقب ترحيبها بضيوف الندوة، تحدثت الكاتبة رانيا أبو العينين عن الطابع المميز لكتابات سكينة فؤاد، وتلك الحميمية التي تربط بينها وبين المشاهد عبر أحد أشهر أعمالها على الإطلاق، وهو "ليلة القبض على فاطمة" والذي قدم فنيا في الثمانينيات من القرن الماضي، مشيدة بمكانة فؤاد المرموقة في مجالي الصحافة والكتابة الإبداعية على حد سواء، كما أشارت إلى الأسلوب الرصين واللغة الثرية التي تميز أعمال الكاتبة بوجه عام. 
وقد تحدثت د. ناهد الطحان عن العنوان ومدلوله والذي يرمز إلى الظهور الأخير، وأن ذلك المصطلح كان موجودًا في اليونان القديمة، وتمت الاستعانة به كتيمة في الفنون والآداب الغربية، وقد سبق للمسرح وأن قدم "أغنية البجعة". وأشارت الطحان أنها قرأت تلك الصرخات وكأنها التحذيرات المتتالية التي تدق ناقوس الخطر وتشير إلى مختلف الآفات الاجتماعية، وأن امتهان الكاتبة للصحافة ساعدها على كشف عوالم جديدة ومتباينة لاسيما عوالم المرأة، وساعد على وجود تلك المشهدية البصرية التي ميزت المجموعة.

وفي كلمته ذكر د. صلاح شفيع  أنه منذ مطالعة العمل شعر بذاتية سكينة فؤاد تطل من بين السطور؛ حتى بدت وكأنها تتحدث عن نفسها، وحول القصص والتي تباينت في عدد كلماتها؛ حتى أن بعضها قد يصنف نقديا على كونه رواية قصيرة، مثل قصة " العفريتة" والتي تعد بطانة رائعة لعمل روائي، وأكد أن عشق الكاتبة للوطن بات سمتا مميزا لأعمالها، متخذًا من قصة الزين والزينة؛ التأويل لمقصده؛ إذ يمكن اعتبارها محاكاة لأسطورة إيزيس وأوزوريس في مصر القديمة، وكم تمنى أن تسهب الكاتبة في ما يوضح دقة الاستعانة بالرمز واستغلاله الأمثل،
كما كان يتمنى من الكاتبة توظيف الأسطورة بشكل أكبر، والتأكيد على أهمية وجود وحدة " الزمان والمكان، والشخصيات، والحدث"، وإن كان الاهتمام بالشخصية المحورية جاء على حساب العناصر الأخرى،
بينما تحدث الناقد د. سعيد شوقي عن الأثر الذي تركته الصحافة على تقنية الكتابة عند فؤاد؛ فهذا الإيجاز والقدرة الساحرة على النفاذ إلى قلب الحدث يعد من أهم السمات لديها. 
بيد أن فكرة المباشرة أو المقالية قد انتقلت كذلك إلى متن العمل؛ وهي ما عرفها شوقي بأنها أحيانا قد تقطع الحدث لذكر موضوعات أخرى وتفسيرها، مسترشدا بقصة "شجرة العائلة"، وأن أسلوب الكاتبة في بعض القصص مال ناحية المعلوماتية بشكل لافت، إضافة إلى أن كونها صاحبة قضية وطنية في عالم الصحافة؛ قد القى بظلاله على اللغة التي مالت نحو الخطابية والمباشرة الذي تمت ملاحظته في أسلوب السرد.
وتم الاتصال بالكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد عبر الهاتف، والتي عبرت عن سعادتها بمناقشة المجموعة في اتحاد كتاب مصر، وقدمت شكرها للمناقشين، واستمعت إلى أسئلتهم؛ مما منح الندوة تفاعلية نتجت عن تنوع الرؤى.
وتمنى د. سعيد لو تم وضع تواريخ للقصص، وأبدى ملاحظته حول وجود المرأة في أغلب قصص العمل، كما سألت د. ناهد الطحان، الكاتبة الصحفية القديرة عن شخصية الصحفية والمبدعة بداخلها وأيهما كانت الأقرب إليها والأسبق ظهورًا؟
 لتجيب أن المبدعة كانت بداخلها الأسبق والأعنف حتى في توجيهها نحو قضايا وطنية كثيرا ما أثارتها وناضلت من أجلها أثناء عملها الصحفي. 
وأجابت فؤاد بأن اهتمامها ليس بالمرأة فقط؛ وإنما بالإنسان كما أنها مهمومة بقضايا المجتمع بكل فئاته وأطيافه والتي  تناقشها من خلال المرأة؛ حين يكون من الصعب إخراجها من المعادلة. 
وبسؤالها عن اهتمامها بذكر التاريخ المصري القديم، عقبت فؤاد أن ذلك يحدث لإيمانها الشديد بوجوب معرفة التاريخ مصر القديمة إن أردنا الحفاظ على الهوية الوطنية.
وفي نهاية مداخلتها كررت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد شكرها إلى النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر وشعبة السرد والسادة النقاد والحضور الكريم.
وسكينة فؤاد كاتبة صحفية وروائية مصرية ولدت بمدينة بور سعيد في الأول من سبتمبر عام ١٩٤٥، وحصلت على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام ١٩٦٤، لتلتحق بالعمل الصحفي فور تخرجها، وقد شغلت خلال مسيرتها عدة مناصب منها مدير تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ولديها مقال أسبوعي في جريدة الأهرام، كما تكتب في بعض الصحف الحزبية وعرف عنها اهتمامها بالعديد من القضايا الوطنية، ومن أهمها قضايا الأمن الغذائي وسلامته، 
كما كانت من أعضاء الفريق الاستشاري المعاون لمحمد مرسي إبان فترة حكمه؛ إلا أنها قدمت استقالتها احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل (نوفمبر ٢٠١٢).

تم نسخ الرابط