ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أتمنى أن أقرأ دراسة في علم الاجتماع أو النفس تهتم بالبحث في نسب الطلاق التي من أهم أسبابها شبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة ( الفيسبوك)، لقد صار الأمر جللا، والخطر داهما، فمعظم ما يؤدي إلى الطلاق اليوم كثرة صداقات السوء الفيسبوكية، حيث فتحت تلك الصداقات باب الشر بين الشباب والفتيات، فاندفع كثير منهم بلا وعي إلى بناء صداقات تؤدي بالطرفين إلى الوقوع في الخطأ والخطيئة، فالزوج والزوجة يحدث بينهما خلاف - وهذا أمر طبعي- فيذهب كلاهما إلى هاتفه ليجد فيه الزوج الصديقة وتجد الزوجة الصديق ليحكي كل منهما لأصدقائه الذين لم يشاهدهم، ولم يجلس معهم  أدق أسرار حياته/ها  وأسباب خلافاته، وهنا يستغل الصديق أو الصديقة هذا الخلاف ليقوم أو تقوم بدور الشيطان في التحريش بينهما، فيشعر كل من الزوج والزوجة أن هناك من هو أفضل منهما للآخر، فيسرعان إلى الانفصال ظنا منه أنه سيرى من الزوج أو الزوجة البديل/ة ما يُسَره ويسعده بعدما سمع منه معسول الكلام وأطيبة، وإنها والله لكذبة فما بني على باطل فهو باطل.
والأدهى والأمَرُّ أن من أخطر الأسباب التب تفسد العلاقة بين الزوجين، ما قد يحدث من علاقات محرمة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي يقوم بين الزوج  مع الصديقة، والزوجة مع الصديق.
ومما  ساعد على هذا الانحدار الأخلاقي في الحياة الزوجية - مع الفيسبوك-  تلك الكاميرات التي يحملها جهاز الهاتف، أو الخفية التي يدسها الزوج أو الزوجة  في بيتهما ليراقب كل منهما الآخر في داخل البيت ، بل في غرف نومهما، لينقلا من خلال تلك الكاميرات كل ما يحدث بينهما من خلافات زوجية وغيرها من الأسرار التي يحرم الاطلاع عليها على صفحات التواصل الاجتماعي محاولا أن يثبت /تثبت حجم المعاناة التي يعيشها كل طرف منهما، ليجلبا تعاطف ودعم من يشاهدونهما على صفحتهما العامة.
ومن هذا وغيره مما يحدث بين الزوجين وينشرانه على شبكات التواصل الاجتماعي، أو بما يحدث من علاقات مشبوه محرمة من كليهما مع الآخر، يتم الانفصال، وتدمر الأسرة، ويشرد الأبناء.

أسرار حياتنا 
 

لقد هانت علينا أسرار حياتنا فأصبحت شبكات التواصل تعج بتلك الأسرار، كما هان علينا استقرار حياتنا وحياة أبنائنا عندما أصبح صديق / صديقة السوء هما الحكم  على استمرار الحياة الزوجية أو فشلها، مع أن الله يقول :{ فابعثوا حكما من أهله وحكما من  أهلها}.
إننا الأن في أشد الاحتياج إلى علماء  الاجتماع، وعلم النفس لدراسة أثر شبكات التواصل على الأسرة المصرية، ليقف المجتمع على حقيقة ما يحدث، ثم تقديم الحلول المناسبة التي تحافظ على كيان البيت المسلم وتمنع عنه انهياره وتدميره بواسطة صفحات التواصل الاجتماعي، التي حققت لأعداء الامة مأربهم، فمنذ أن كان الإسلام ونبيه - صلى الله عليه وسلم - وهم يعلمون أنهم إن استطاعوا أن يشيعوا الفاحشة في المسلمين، ويفرقوا بين المرء وزوجه فإن المجتمع المسلم سينهار وينهزم بكل سهولة من غير حرب ولا قتال، وقد جاءت شبكات التواصل الاجتماعي لتحقق لهم مالم يستطيعوه منذ أن كان الإسلام وحتى عهد قريب.
إن على المجتمعات الإسلامية ان تتنبه إلى هذا الخطر الداهم وتسعى جادة إلى منعه او التقليل من خطره.
وليس هناك ما يمنع من وجود تشريعات جديدة تحمي المجتمع من هذا التفسخ الأسري وبالتالي المجتمعي بسبب هذه الشبكات التي أصبحت حبلا من أخطر حبائل الشيطان المتينة التي تحتاج إلى عزم وإرادة مجتمعية ودينية وسياسية لمواجهتها خوفا من أن لا يبقى لنا أهم سبب من أسباب الاستقرار والأمن والأمان. 

تم نسخ الرابط