ads
الخميس 21 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أنها ظاهرة كل عام... أو مشكلة يعاني منها الشباب والآباء مع مقدم كل إجازة صيفية... بعد عام دراسي شاق.. حيث يتنافس فلذات الأكباد منذ دخول الحضانة على صعود سلم التعليم.. يحملون حلم النجاح والفلاح ليس أمام الأسرة مشكورة أو مجبرة.. إلا تلبية طلبات الأبناء من دروس خصوصية وكتب خارجية.. ومتابعة أون لاين... على النت للمناهج والمواد... ناهيك عن التعامل مع السناتر البديل الذي فرض نفسه على ساحة الدروس الخصوصية... بعد أن أصبحت فقط لمن يستطيع. عام دراسي وأيام تتكرر من المعاناة... لا تخلوا من طرائف أو مفاجآت... بعدها ينتظر الجميع ظهور النتائج للترتيب ما هو قادم... سنة أعلي أو مرحلة دراسية جديدة.. أو الالتحاق بحلم الجامعة.. وبينها بالطبع حلم التخرج الذي أصبح وشيكا وماذا بعد ؟.. مرحلة فاصلة ينتظرها الجميع... آباء وأبناء.. أقارب وأصدقاء... بل المجتمع كله... حيث نتاج فرصة العمل وانضمام سواعد شابة جديدة إلى قطاعات الإنتاج والخدمات. وقد يسأل البعض انه التطور المعتمد للتعليم والتأهيل.. ذلك القطاع الذي يحظي بأولوية وأهمية كبري.. بالنسبة للدولة والمواطن معا ... في إطار منظومة تتصدر الحوار وتحظي بكل الاهتمام... نعم المشكلة هنا حول ظاهرة التعامل المعتاد مع الإجازة الكبيرة (إجازة الصيف والخيط الرفيع الرابط بين تركها تمضي مع سلوكيات الاستراحة من التعب والمشقة.. التسلية والجلوس على المقاهي.. ودور السينما والمسرح.. والخروجات مع الأصدقاء.. وبين قطاعات شبابية تمتد ساحتها .. تنحاز للاختيارات الايجابية.. حاملة خطة صيفية أما العمل والتدريب صيفا .. حتى السفر للخارج لجمع المحاصيل في جنوب أوروبا .. أو تنفيذ برنامج مركز لاستكمال الشخصية وسماتها .. أو التدريبات الرياضية في الأندية والساحات الشعبية.. وربما يفضل بعض الآباء من أصحاب المهن... الاستعانة بالأبناء في إدارتها خلال الإجازة... لعله يلفت النظر ويطمئن الأب على استمرار النشاط.. وهناك من يجمع بين الاثنين معا .. مثل الذهاب إلى الشواطئ.. وممارسة مهنة التصوير للرواد .. أو بيع المأكولات والمنتجات الخفيفة للرواد.. أو يشارك في التنظيم ومراقبة البحر للحفاظ على الصغار.. وهذه الأنشطة قد تتجاوز الإجازة كمشروعات للشباب.. يقوم بها خلال العام الدراسي ويوفق
وقته مع المذاكرة والمكسب الحلال. ومازال القادمون من الريف.. يفضلون قضاء الإجازة الصيفية في القرية مسقط رأس الآباء .. انهم أنصار الطبيعة الخضراء... الحريصون على تجديد صلاتهم مع الجذور.. يلتقون بأبناء العم والخالة.. يقتربون من الشخصية الريفية.. ويقدمون سمات المدينة لمن يعيش في القرية
أساس الحضارة والنماء.. نحن لا نعارض هذه الممارسات والاختيارات.. خاصة المفيدة منها . ونتحفظ فقط على اهدار الوقت الذي يمارسه البعض دون أن يلتفت إلي أهميته البالغة في مجال أساسي يحدد شخصية الانسان.
ونعني بذلك عملية بناء الشخصية لتتكامل مع اسهامات المدرسة والجامعة والأسرة.. أتحدث مثلا عن لغتنا العربية الجميلة التي هجرها العديد من الشباب والفتيات.. سواء باستخدام الملفات الأجنبية.. أو استنباط ما يشبه اللغة.. مجرد مصطلحات يتداولها الشباب.. لخبطة في التعبير بل في الكتابة بدمج الحروف بالأرقام... وهؤلاء يتجاهلون الكنوز المتاحة أمامهم... والتي صنعت عبقرية الأجداد.. اتحدث عن كتب التراث المليئة بالحكم والأمثال والحكايات والسلوكيات وقبلها نتحدث عن القرآن الكريم... كتاب الله العظيم... الذي نزل هدي وبينات لجميع الناس.. ونعلم ان حفظ القرآن الكريم لمن استطاع وآراء.. نفحة ونعمة من الله سبحانه وتعالي.. وكلما حفظ المرء جزءاً من الأجزاء الثلاثين.. سطعت أمامه أنوار الطريق.. وعلت مكانة المرء المعنوية.. وأموره الحياتية.. وأصبح أكثر اقبالا وتفاؤلا .. وإنتاجا وحصادا باذن الله.. هنا يمتلك الإنسان هذا الكنز النفيس.. ويجيد لغة الآباء والأجداد.. ليعبر بها كما يريد.
التعبير الرشيد .. وعند الله كثيرا أن مصر المحروسة تنظم في جميع المحافظات مسابقات بين الشباب والكبار في حفظ القرآن الكريم.. وكم من مواهب أفرزتها هذه المسابقات.. وحصلوا على هذا الفضل العظيم. وحتي لا يـ يهتز الخيط الرفيع.. تؤكد لملايين الطلاب الذين يمضون الآن إجازة الصيف.. أن حسن توزيع الوقت بين الراحة والجد أمر مطلوب ومحمود .. لا تنسوا دور الثقافة والقراءة في تكوين الشخصية.. وان
بقيت الحياة هي الجامعة الأم للجميع

تم نسخ الرابط