الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الدكتور عبد الملك مرتاض ، ناقد أدبي جزائري متميز،  يمسك بتلابيب التراث ويجعله منصته التي ينطلق منها إلى النظريات والمناهج الحداثية يشرح ويحلل ويكشف عما فيها من جوانب تتفق مع تراثنا، وما فيها مما يخالف ذلك التراث.
يتميز أسلوبه في الكتابة بالسلاسة والوضوح والبعد عن الغموض والتهويمات التي نراها عند عدد من نقاد الحداثة، كما يتميز أداؤه الشفاهي بموسيقا السجعات التي تتوالى على لسانه في سليقة وعفوية تجعلها بعيدة عن التكلف والصنعة، مما يجعل المتلقي منجذبا إليه  لا ينصرف عنه بعدما هشت أذنه إلى موسيقاه المنبعثة من أسلوبه، وهذا أمر لا يؤتاه إلا ناقد بسطت له اللغة أجنحتها فامتطاها وحلق معها حتى استبانت له كثيرا من خصائصها وصفاتها.
شاءت إرادة الله أن يرحل عنا هذا الأديب الناقد في ظرف شديد الصعوبة على الأمتين العربية والإسلامية حيث إن الجميع في شغل شاغل بما يدور في الأراضي الفلسطينية بصفة عامة وغزة العزة بصفة خاصة، وكان هذا الظرف الاستثنائي سببا في أن يمر علينا حدث وفاة هذا العالم القدير دون أن ينتبه إليه كثيرون وبخاصة نقاد الأدب، فانسحب من بيننا بهدوء دون صخب أوضجيج وكأنه هو الذي أراد أن لا يشغلنا بأمر رحيله عن الراحلين في غزة من آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، فهم الأولى والأحق بالاهتمام والرعاية من أي شيء آخر حتى ولو كان يوم رحيله هو.
وهذا شأن كبار النفوس وأصحاب الهمم من الوطنيين المخلصين.
رحم الله الدكتور عبد الملك مرتاض.
وأسكنه فسيح جناته.

تم نسخ الرابط