هَلْ تَذْكُرِينَ الشَّمْسَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابٍ مِنْ إِبَاءْ
وَالنَّارُ تَتَّقِـدُ فَلَا تَـرْضَى بَدِيـلًا بِالبَقَـاءْ
نارٌ وَلُودٌ عَاقِرٌ وَلَدَتْ لَهِيبًا مِنْ ضِيَاءْ
عَقَرَتْ فَلَمْ تَلِدْ الرّمَادَ وَلَا سُكُونَ الانْطِفَاءْ
كَيْفَ امْتَطَيْنَا حُلْمَنَا المِغْوَارَ فِي قِمَمِ العَلاءْ ؟
هَلْ تَذْكُرِينَ ؟
كَيْفَ اشْتَهَيْنَا نَصْرَنَا نَمْضِي بِهِ كَيْمَا نَشَاءْ ؟
كَيْفَ الْتَقَى أُسْدُ المَعَامِعِ حُلْمَهَمْ ضَافِي الرِّدَاءْ
وسُيُوفُهُمْ أَغْمَادُهَا لا تَرْتَجِي مِنْهَا لِقَاءْ
مَنْ لِي بِأُسْدٍ مِثْلِهم بِالحَقِّ قَدْ رَفَعُوا اللوَاءْ؟!
وَقَد ارْتَقَتْ أَمْجَادُنَا الْخَضْرَاءُ تَسْتَبِقُ الْبَهَاءْ
عَلْيَاءَ تَنْتَزِعُ الْمُحَالَ فِي شُمُوخٍ وَازْدِهَاءْ
هَلْ تَذْكُرِينَ ؟
هل تذكرين رشيدَك نَاجَى السَّحابةَ فِي السّماءْ
لنْ تَبْلغَ المُلْكَ الذَّي لا يُرتجى مِنْهُ انْقِضَاءْ
كَيْفَ اكْتَسَى المَجْدُ التَّليدُ بوَهْجِهِ خَبْوَ الرِدَاءْ ؟
وَقَد امْتَطَى صَوْتُ العَويلِ البَائِسِ صَوْتَ الغِنَاءْ؟
وَعَوَى كَشَيْطَانٍ مَرِيدٍ بَيْنَ أَصْدَاءِ الفَضَاءْ
وَغَدَا النَّعِيُّ مُبَشَّرًا يَزْهُو بِأَسْلابِ البَلاءْ
يا أُمَّتي ؟
إنّي أَرَى إِقْدَامَ عَمْرٍو قَضّه دَاءُ الخَواءْ ؟!
مَالِي أَرَاكِ تُراودِينَ اليَأْسَ عَنْ أَمِلِ الرّجَاءْ ؟!
شَبَحُ الدُّجَى وَالنُّورُ هَلْ كَانَا عَلَى حَدٍّ سَوَاءْ ؟
هَلْ يَسْتَوِي الْمِلْحُ الأُجَاجُ بِكَوْثَرٍ عَذْبٍ رَوَاءْ ؟
شَطّ الهَوَانُ بِدَرْبِنَا مَا بَيْنَ ضَعْفٍ وَاِنْكِفَاءٌ
يا أُمَّتي ؟
يا أمَّةَ الحقِّ المبينِ الحَقُّ يَمْحَقُ كُلَّ دَاءْ
فالْحَقُّ إِنْ أَخْفَيتَه سَيُطِلُّ مِنْ رَحِمِ الْخَفَاءْ
فَلْنَرْتَجِ مِنْ قُوةٍ ورِباطِ خيلٍ ذا الشفاءْ
يا أُمَّتي اسْتَيْقِظِي إَنِّي أَرَى شَبَحَ العَفَاءْ
وغُرَابُ بَيْنٍ عَابِسٌ قَدْ نَاحَ فِي لَحْدَ الْفَنَاءْ ؟
والنَجْمَةُ الزَّرْقَاءُ تَعْوِي فِي الصَّباحِ وفِي المَساءْ
يا أُمَّتي ؟
يا أُمَّتِي إِنَّ الْفَتَى تَعِبٌ وَقَدْ سَئِمَ الرَّجاءْ
لَجَّ به الشَّوقُ إِلَى حُلْمِ التَّقَدُّمَ لِلْوَرَاءْ
لَجَّ به الشَّوقُ إلى حُلْمِ التَّقَدُّمَ لِلْوَرَاءْ
——————-
الشاعر والناقد اللغوي الأستاذ الدكتور أسامة سليم رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب مصر بالإسماعيلية ووكيل كلية الآداب.