ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

هل يجوز للزوجة التفتيش في هاتف زوجها..الإفتاء تُجيب

خلف الحدث

أكدت دار الإفتاء المصرية أن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.

 

كما أشارت إلى عددٍ من المنهيات والمحظورات الشرعية المفروضةِ صيانةً لشئون الناس وأحوالهم وأسرارهم:-

 

-سوء الظن: وهي التهمةُ والتَّخَوُّنُ لهم في غير محله، وهو على هذا النحو محرمٌ شرعًا؛ كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: 12].

-تَتَبُّعُ عورات الناس ومعائبهم بالبحث عنها والخوض فيها، وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تنبيه المسلمين على خطورة الخوض في أعراض الناس والتنقيب عن عوراتهم، مخبرًا من يستهين بذلك بأنه يسعى لهتك الستر عن نفسه إن استمر في ذلك، فيفضحه الله تعالى ولو كان في جوف بيته، فعن ثوبان رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» رواه أحمد.

-وأيضًا التجسس: وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التجسس لأنه يفسد العلاقة الطيبة بين الناس ويسبب الكراهية والبغضاء، وقد وردت أحاديث كثيرة  في ذلك؛ منها ما ورد عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفقٌ عليه.

ولايقتصر التجسس على البحث عن العورات والمعائب فقط، بل يشمل النظر فيما يخص المسلم من مكتوب أو نحوه؛ روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ» رواه أبو داود.

وهناك فرق بين التحسس والتجسس الوارد في الحديث الشريف: وقد ذكر العلماء بأن التحسس هو الاستماع للحديث، والتجسس هو البحث عن العورات. بينما يرى البعض أنهما بمعنًى واحدٍ؛ وهو طلب معرفة الأحوال والأخبارالغائبة.
وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (16/ 119، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا»

وإذا كان حكم التجسس عمومًا هكذا، فمن المؤكد أن يكون بين الزوجين أشد تحريمًا؛ لعِظَم وقداسة عقد النكاح؛ وقدقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]، وقد ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» رواه ابن ماجة وأبو داود.

-استماع المرء إلى حديث قومٍ وهُم له كارهون؛ حيث تَوَعَّدَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مَن يفعل ذلك بقوله: «وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ؛ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ -الرصاص المذاب- يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري.


الدكتور أحمد ممدوح يوضح حكم التجسس بين الزوجين

 

وأكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال استضافته في برنامج" من القلب للقلب" على قناة mbc مصر، أن التجسس منهي عنه، موضحًا أن التجسس هو التفتيش عن عيوب الناس بخفاء، حيث حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التجسس وقال:" أن من تتبع عورات المسلمين فضحه الله في عقر بيته"، كما أخبرنا أيضًا" إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم وكدت أن تفسدهم".

وأوضح أن النهي عن التجسس على عيوب الآخرين، يغلق باب عظيم من الشر، كما أنه يعطي فرصة للإنسان من أن يستدرك فرصة الخطأ إذا وقع
فيه وعدم تحقق الإنسان من ظنه السيئ بأن يتغير قلبه على غيره أو لديه معلومة وينقلها للآخرين.

وأكد أن تجسس الزوجة على زوجها أنه مخالفة للنهي قول الله عزوجل" ولا تجسسوا"، فمن يبحث عن شئ يُعاقبه الله عزوجل بأن يجد ما يبحث عنه، مشيرًا إلى أن تفتيش كلا الزوجين عن الآخر حرام شرعًا، كما ذكر أن تسجيل المكالمات الهاتفية بدون إذن الطرف الآخر حرام شرعًا.


كما حث على مراعاة الخصوصية بين الزوجين وأن يكون بينهما مودة ورحمة كما قال الله تعالى" ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".

تم نسخ الرابط