الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

دراية الطبيب بطب الأعشاب والطب التجاريبي؛ مما يحمد له، ويميزه عن أقرانه، فهو الطب القديم الذي كان يسود العالم قبل ظهور عصر الأدوية الكيماوية، ومعلوم ما للأدوية الكيماوية من آثار جانبية ضارة في كثير من الأحيان!.

إن الطبيب يدرس الطب بمنأى عن معرفة هذا النوع الآمن من الطب، ومن ثم يتبارى الأطباء في وصف الأدوية الكيماوية التي تنهك الجسد وإن عجلت بشفائه!.

وبسبب هذا التقصير في معرفة هذا النوع من الطب؛ ظهر ما يسمى بخبراء التغذية العلاجية، والطب البديل، وأقبل الناس عليهم إقبالا شديدا، وصار عند العشابين الكبار أقسام خاصة للتداوي بالأعشاب، فسحب البساط من تحت أقدام الأطباء، وكانوا أولى به من غيرهم!.

أقول هذا من واقع تجارب شخصية مع بعض الأطباء، وصفوا لي أولا بعض الأعشاب النافعة، ثم أضافوا إليها بعض الأدوية الخفيفة، فكان أكثر اعتمادهم على الأعشاب!.

وقد لاحظت تصاعد هذا الاتجاه لدى الأطباء كبار السن، وهم أول من يلجأ إليه في علاج أنفسهم!.

إن سعي الطبيب إلى معرفة الجديد في تخصصه؛ ينبغي أن يكون من بينه معرفة الجديد في التداوي بالأعشاب الطبية!.

كما ينبغي أن يهتم بإرشادات الوقاية في الطعام والشراب والنوم وسائر التصرفات؛ فإنه من الملحوظ اهتمام أكثر الأطباء بوصف الأدوية الكيماوية لا غير، والطبيب الحاذق هو الذي لا يحوج المريض إلى أن يسأله عن إرشادات الوقاية، ولا يترك في نفسه سؤالا حائرا إلا أجاب عليه؛ فإن أكثر المرضى ناس بسطاء، لا يستطيعون التعبير عما في أنفسهم، وغالبا ما يقع الندم منهم بعد الخروج من عند الطبيب على أنهم لم يسألوه عن بعض الأمور، فيضطرون إلى العودة إليه مرة أخرى، وقد يكونون من بلاد بعيدة!.

إن تعالِي الطبيب عن الكلام مع المريض؛ ليس من علامات النبوغ، ولا من أمارات الأستاذية، بل العكس هو الصحيح، فالطبيب إنسان قبل كل شيء، ويجب عليه أن يشكر المرضى؛ لأنهم مصدر رزقه، وسبب نجاحه في مهنته ومواصلة العمل فيها!.

وقد حدثني بعض مشايخنا من أهل الله؛ أنه دخل على الطبيب المختص بعلاج أعضاء هيئة التدريس، فظل يسأله عن أمور والطبيب مشغول عنه بكتابة الدواء، وينظر إليه شزرا، غير عابئ بالزي الأزهري الذي يلبسه هذا الشيخ الجليل الوقور، ولا بحديثه معه، فما كان من الشيخ إلا أن أهانه، وأفهمه أنه ليس على قدر المسؤولية، ولا أهلا للأمانة، ثم تركه، وانصرف.

تم نسخ الرابط