مالاتعرفه عن فوائد التاريخ والجغرافيا بعد مهاجمة تامر أمين

طالب الإعلامي تامر أمين، في إطار حديثه عن نظام الثانوية العامة الجديد، وقيام وزير التربية والتعليم، بإلغاء بعض المواد الدراسية من مرحلة الثانوية العامة للشعبة الأدبية بشكل خاص، مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة، وذلك من خلال برنامجه "آخر النهار" المذاع على شاشة قناة "النهار" بتسائله«إيه لازمة واستفادة الطلاب من دراسة هذه المواد؟» موضحًا: «مواد مالهاش لازمة في سوق العمل» ومضيفاً «ليه طالب ثانوي يدرس تاريخ؟ ليه يدرس جغرافيا؟ يدرس فلسفة ومنطق ليه؟ هيعمل بيهم إيه؟ وهيفيده بإيه دخول الكلية؟ وهيفيد سوق العمل بإيه، آخره إنه هيحاول يدور على إنه يشتغل مدرس تاريخ أو فلسفة»ومعرباً بسخرية  «أنا مش شايف فايدة لتدريس اللغات.. اللغة دلوقتي بتتدرس في شهرين على النت وشكرًا، ده للي عايز، لكن أخرجه بعد 4 سنين بيدرس أدب ومسرح انجليزي يعمل بيه إيه».

الرد على الانتقادات بفوائد العلوم الإنسانية

فهذه العبارات غير دقيقة فسنعرض في هذا التقرير فوائد دراسة العلوم الإنسانية والاجتماعية، مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة

فقد أثبتت الدراسات والبحوث أن العلوم الإنسانية والاجتماعية، مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة، لها أهمية كبيرة في حل المشاكل الإنسانية والاجتماعية والعلاقات الدولية والعالمية.

دور العلوم الإنسانية فالفهم الذاتي والمجتمع

إن دراسة التاريخ والجغرافيا والفلسفة تساهم في فهم أنفسنا وهوياتنا، وتحدد مواقفنا تجاه الناس والعالم من حولنا، وتفهم تأثير بيئتنا وموقعنا الجغرافي على تطور الثقافة والحضارة والنظم السياسية والاجتماعية، وتساهم في تحسين المستقبل.

دراسة أكسفورد تكشف فوائد خفية للعلوم الإنسانية

وقد وجدت دراسة نشرتها جامعة أكسفورد في عام 2023، والتي تتبعت المسار المهني لـ 9000 خريج من أقسام العلوم الإنسانية في الجامعة بين عامي 2000 و2019، أن دراسة العلوم الإنسانية ساعدت هؤلاء الخريجين على تطوير القدرة على التكيف مع سوق العمل المتغير وتقديم مساهمة أوسع في المجتمع وجدت الدراسة أن العديد من هؤلاء الخريجين قد أثرت دراستهم للعلوم الإنسانية في إحساسهم بالرسالة العامة والتزامهم بالمساعدة في معالجة القضايا المهمة التي تواجه البشرية، مثل الاستجابة للتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي، وتغير المناخ، والطلب على الطاقة، والآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي.

ثمرة دراسة العلوم الإنسانية التفكير النقدي والإبداع

إن دراسة العلوم الإنسانية تعزز التفكير النقدي والإبداع، ولهذا السبب يتم تدريسها في الجامعات التقنية المتخصصة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وهو أحد أبرز وأشهر الجامعات التقنية في العالم.

تحديات العصر تحتاج إلى حلول إنسانية وعلمية

ووفقًا للموقع الرسمي للمعهد، فإن العلوم الإنسانية والفنون والعلوم الاجتماعية لا يقتصر دورها على تثقيف المهندسين والعلماء والباحثين فحسب، بل هي أيضًا حيوية لقدرة المعهد على الابتكار، وبالإضافة إلى المعرفة والمهارات التقنية المتقدمة لحل مشاكل العالم، يشكل الكون عبقرية العلوم والهندسة والتفكير العميق والرصين حول الكون الذي يشكل عبقرية العلوم والهندسة.

ويضيف المعهد "لا تقتصر مشاكل العالم بأي حال من الأحوال على المختبر أو طاولة العمل أو جدول البيانات من تغير المناخ إلى الفقر إلى المرض، فإن تحديات عصرنا دائمًا ما تكون ذات طبيعة وحجم إنساني. إن القضايا الهندسية والعلمية متجذرة دائمًا في واقع إنساني أوسع، من التقاليد الثقافية العميقة إلى قوانين البناء والتوترات السياسية.

ستيف جوبز: الفنون والعلوم الإنسانية قلب الابتكار

ويستخدم عمالقة التكنولوجيا الفائقة علماء الاجتماع وعلماء النفس لفهم احتياجات المستهلكين وسلوكهم. فعلى سبيل المثال، قال ستيف جوبز، أحد مؤسسي شركة آبل "في الحمض النووي لشركة آبل، التكنولوجيا وحدها لا تكفي، بل التكنولوجيا الممزوجة بالفنون الليبرالية والعلوم الإنسانية هي التي تحقق النتائج التي تثير حماستنا".

الجغرافيا والتاريخ في خدمة الوطن مثال استرداد طابا

ومن المهم توضيح الدور الكبير الذي يلعبه خبراء الجغرافيا والتاريخ في حياتنا. فعلى سبيل المثال، ضمت اللجنة المصرية لاسترداد طابا خبراء الجغرافيا والتاريخ بالإضافة إلى خبراء عسكريين وقانونيين ودبلوماسيين (الذين كان من الضروري أن يكونوا على دراية بالتاريخ والجغرافيا والصراع العربي الإسرائيلي).

وكان من بين هؤلاء الخبراء الدكتور يوسف أبو الحاج إبراهيم، أستاذ الجغرافيا في جامعة عين شمس، والدكتور يونان ربيب رزق، مؤرخ الصراع العربي الإسرائيلي. الدكتور يونان ربيب رزق مؤرخ معروف وأستاذ التاريخ المعاصر في جامعة عين شمس. وقد كان له دور فعال في التوثيق التاريخي والجغرافي للحقوق المصرية في أرض طابا.

العلم و الفلسفة وجهان لعملة واحدة

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن كثيرًا من أفكارهم العلمية كانت مستوحاة من الفلسفة والتفكير الفلسفي والمنطقي. فقد كان كبار علماء المسلمين في الطب والرياضيات مثل الخوارزمي وابن سينا والرازي من الفلاسفة أيضًا. وقد عبّر ألبرت أينشتاين، صاحب النظرية النسبية، عن امتنانه لأفكار الفيلسوف ديفيد هيوم قائلاً "لولا هذه الدراسات لما توصلت إلى هذه النظرية".