علي خلفية نتائج الثانوية العامة وتنسيق الجامعات الخاصة والجامعات الأهلية والجامعات الدولية للعام الجامعي الجديد ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥ م . سأتناول بعض المتناقضات والخيبات التي نعيشها في وقت نحن أحوج فيه إلى الوضوح والشفافية والموضوعية، في وقت نصرخ فيه بأهمية تنمية الوعي وتأصيل الانتماء .
في السطور القليلة التالية سأتناول سريعا بعض المتناقضات والخيبات التي نعيشها في ملف الثانوية العامة والتعليم الجامعي للعام الحالي ٢٠٢٤ - ٢٠٢٥ :
أولاً : تقف الجامعات الحكومية ( مأوي وملاذ المتفوقين من فقراء مصر) وعددها ٢٧ جامعة حكومية عاجزة أمام طوفان الجامعات الخاصة والبالغ عددها ٣٢ جامعة خاصة والجامعات الأهلية (المسماة خطأ جامعات حكومية) والبالغ عددها ٢٠ جامعة والجامعات الدولية والبالغ عددها ١٠ جامعات دولية في ظل حقيقة ثابتة وهي أن الجامعات الخاصة والأهلية والدولية هي الجاذبة للفئات الأكثر ثراءا في مصر، حيث تفتح أبوابها علي مصراعيها لتلبي رغبات أبناء الأثرياء في دخول كليات الطب بكافة أنواعها بأقل نسبة من المجموع وبما يقل عن نحو ١٥ ٪ : ٢٠٪ عن تنسيق كليات الطب في الجامعات الحكومية . .مما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين طلبة الثانوية العامة ...هذه واحدة .
ثانيا : إن الدولة قد افسحت المجال لدخول الطلبة الوافدين من السودان وسوريا للالتحاق بكليات الطب في مختلف الجامعات المصرية الحكومية بتنسيق ٧٥ ٪
وبرسوم دراسية ٦٠٠ دولار سنويا بما يعادل ١٨ الف جنيه
وهو مبلغ أقل بكثير من اقل رسم لبرنامج مميز باحدي الكليات الأدبية بالجامعة المصرية والذي يدفعه الطالب المصري ..هذا من ناحية أخري
ثالثا : نحن بهذه الأخطاء وتلك السياسات حرمنا معظم الفائقين من طلبة الثانوية العامة من دخول كليات الطب في الجامعات الحكومية مع ارتفاع تنسيق كليات الطب في ظل ظاهرتي الغش الجماعي وغش السماعات . وفي المقابل تم تمكين أبناء الأثرياء ممن حصل علي مجموع يتراوح بين ٨٠ ٪ : ٨٥ ٪ من أن يلتحق باحدي كليات الطب في ال ٣٢ جامعة خاصة أو في ٢٠ جامعة أهلية أو في ١٠ جامعات دولية ...فضلا عن تمكين الوافدين من السودان وسوريا من دخول كليات الطب في ال ٢٧ جامعة حكومية بفارق ٢٠٪ عن مثيله من أبناء مصر
رابعا : عن أي انتماء ومواطنة ووطنية نتحدث في ظل هذه المتناقضات والخيبات وال ٣ ورقات .
ياسادة ، التعليم هو قاطرة التنمية في مصر . اليوم يخرج علينا السيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم بخارطة طريق جديدة للتعليم في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي في مسار تطوير التعليم قبل الجامعي وفقا لرؤيته . ونحن مع أي تطوير للتعليم واضح المعالم . غير أن تطوير التعليم - إذا أردنا التطوير فعلا - يبدأ من مرحلة رياض الأطفال حتي يتسني بناء شخصية الطفل في مرحلة مبكرة .
وعلي الوزير أن يعلم أن التطوير لابد وأن يصاحبه تطهير ومحاسبة ومساءلة عن التواطئ من قبل وزارة التربية والتعليم في مواجهة الغش الجماعي والتصدي لظاهرة سماعات الغش .
اعود فأقول ، إن التعليم هو قاطرة التنمية . بتطويره تتقدم الدول ..وباهماله أو التخبط في مباراته تتأخر الدول .
ا . د / محمد حجازى