اتمخطري يا خيل .. ديوان شعري جديد يجسد القضية الفلسطينية
تتميز قصائد الإعلامي والشاعر الكبير محمد رمضان، بأنها خليط من المشاعر، التي تبحث بين ركام الواقع العربي، من حرب الخليج ما قبلها إلى الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
وفي الوقت الحالي، لا يكف قلم الشاعر الكبير عن خلط المشاعر بتراب وطننا العربي، بلغة سهلة وألفاظ بسيطة وربما تكون
دقيقة أيضا، ينشر الشاعر الكبير ديوانة الجديد بعنوان "اتمخطري يا خيل" والذي يتضمن أكثر من أربعين قصيدة، ويسلط “رمضان” الضوء على أبرز هذه القصائد في هذه السطور التي خصّ بها “خلف الحدث” :
من أمجاد يا عرب إلى راعي البقر يرعى البشر وصولا إلى درة الديوان وجوهرته "اتمخطري يا خيل"، ومن قانا إلى بطرس غالي، كان لازم ديانا تموت، عشان تكون، حواديت الحسين، إنتهاءا بالرباعيات كانت هذه أبرز القصائد التي جاءت بديوان
"اتمخطري يا خيل".
كواليس اسم الديوان
وبسؤال الشاعر “رمضان” حول اسم الديوان، والذي يثير شغف القارئ لمعرفة سر هذه التسمية التي ربما تعود بشكل ما إلى أغنية الفنانة ليلى مراد، قال الشاعر "اتمخطري يا خيل، هى بالفعل استلهام من أغنية اتمخطرى يا خيل، إنما يعود القصد اللغوي من كلماتها تهكمًا على من أتوا لبلادهم على دبابات وبوارج أمريكية، كأنهم يتبخترون في صحبتهم للمحتل، وهو
ينزل بأرضهم مثل ما حدث في معظم البلدان العربية من مساعدة بعض الخونة للمحتل الأجنبي والتي عبر عنها .
الشاعر في مطلع هذه القصيدة قائلا:
جانا المجوس
على أرضنا اتمخطري يا خيل
جانا المجوس على أرضنا والدنيا ليل
وكنا ليهم ميمنة وكنا ليهم ميسرة
وكنا الدليل
يظهر اهتمام الشاعر بالواقع العربي جليا في الديوان ، البداية كانت أمجاد يا عرب، هى القصيدة الأولى في الديوان، والتي تتحدث عن الواقع العربي المهين، من أقدم قصائده كتبت عند بداية النزاع السياسي بين العراق والكويت مرورا بحرب الخليج عام 1990 حتى حرب البوسنة والهرسك والتي مطلعها :
قضينا الليل
في برد وذل ومهانة
وكا الخلق دفيانه
لان الصبح بيليل
وفيض الفيض بقا قليل
وسيف الحق بيميل
وحتى الشمس بردانه
الشاعر محمد رمضان و غزة على ثلج مجروش
إن الأدب لا يفترق عن واقع الشعوب، بل هو التعبير الأمثل عن المأساة، مصورا المشاهد التي تختزلها عيون الأطفال و يجسدها ضعف الكبار، في هذا السياق كانت غزة حاضرة وبقوة بين كتابات الشاعر خاصة في ظل استمرار الإبادة الجامحة التي يعيشها سكان القطاع، جاءت قصيدة "غزة مش غاية إسرائيل" .
والتي تعبر عن رأي شخصي للكاتب، وتتبعها قصيدة " من قالكم روحوا على غزة" في ذات المنحى، إنما اعتبرت قصيدة " ابو رغال" ترميز للخيانة في إسقاط تاريخي على أول خائن عربي.
دل أبرهة على الكعبة ليهدمها لتسليط الضوء على حلقات التاريخ التي تتكرر بشكل متتابع، فيما أظهرت قصيدة "غزة على ثلج مجروش" غضب وأستياء الكاتب من الصمت الذي يمارسه الحكام في وطننا العربي والإنشقاق عن مأساة مدينة كاملة بصوت مزيف .
الشعر في هذه الأيام
في نهاية الحديث أحببنا أن نتعرف على رأي الكاتب في الشعر في الوقت الحالي، خاصة مع ظهور جيل جديد من الشباب، ممن يكتبون على نفس لهجة الكاتب حدثنا يقول : أصبح في الوقت الحالي يوجد انقسامات داخلية على مسمى الشعر ذاته، من الذين يكتبون الشعر بروح النثر، منددا بأن كل لون أدبي هو فن له أسسه وقواعده التي يجب احترامها، لافتا إلى هرب كثير من الشعراء لكتابة الرواية لتحصيل نوع من الشهرة بإتباع اللون الرائج الذي تطلبه دور النشر والمسابقات الآن، خلافا للكتابة في الماضي التي كانت أولا للذات دون البحث عن الشهرة، كما أبدى استيائه من بعض الدخلاء على المجال الذين يكتبون بشكل تجاوزي للفت الأنظار، مؤكدا أن الأدب متمثلا في الشعر هو فن أخلاقي للتعبير عن واقع بإيصال فكرة وخلق حالة من الوعي لدى الجمهور.