بعض الشخصيات قد تلتقي مع شخصية لها شأنها ومكانتها في مناسبة ما، كمؤتمر، أو ندوة، أو احتفالية فتلتقط لها صورة مع هذا الشخص، ثم يختار الله هذا الشخص لمنصب آخر رفيع له جلاله ووقاره، فيفاجئك صاحب الصورة بنشرها مع تهنئة يؤكد فيها على متانة العلاقة التي بينهما والتي تكشف عنها تلك الصورة، مع أن الصورة الملتقطة لا تتناسب أبدا مع مقام وجلال المنصب الجديد الذي تولاه ذلك الشخص، فكان من الكياسة والفطنة ألا تُنشر تلك الصورة التي قد تستغل إعلاميا في الإساءة لمقام تلك الشخصية وكما يقولون : إن لكل مقام مقال، ولكل حدث حديث، فإنه أيضا لكل صورة ما يناسبها من الأحداث والوقائع، وقد تضع هذه الصورة ذلك الشخص صاحب المقام العالي والمنصب الرفيع في حرج شديد.
ومن أجل هذا أقترح أن يكون من ضمن المحاضرات العامة التي تنظمها الكليات في جامعتنا العريقة، محاضرات عن فن المراسم والإتيكيت، فإن هذا الفن يستطيع الشخص إن فهمه وأتقنه ان ينظم به أسلوب حياته ، ومن هذا التنظيم على سبيل المثال، أن لكل اجتماع إتيكيته الذي يحدده موضوع الاجتماع، وأهميته والأشخاص الذين سيحضرونه، فيعرف كل شخص من خلال البروتوكول الذي تعلمه الزي الذي سيرتديه في هذه المناسبة من جهة نوعه ولونه، ومدي التناسق بينه وبين رابطة عنقه وحذائه.
كما يعلمه، أين يجلس، ومتى يجلس، وكيف يجلس، ومتى يتكلم، وكيف يتكلم، ومتى يسكت؟؟ الخ .
وقد قمت أيام عمادتي لكلية اللغة العربية بعقد دورة لطلاب الكلية عن فن الإتيكيت والمراسم حاضر فيها أحد أساتذة الإعلام في كلية الإعلام جامعة الأزهر وقد أفاد منها الطلاب ومن حضرها من الموظفين وأعضاء الهيئة المعاونة أفادة عظيمة.
————