مفكر سياسي: حزب الله وإيران مخترقان .. ودخول عباس لغزة قد يشعل حربًا أهلية
كشف الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي الكبير، أن حزب الله اللبناني تعرض لاختراقات كبيرة أدت إلى اغتيال أكثر من 300 من قادته وعناصره، بما في ذلك المسؤول عن الصواريخ.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» على قناة «صدى البلد»، أن حزب الله لم يعد قادرًا على الحفاظ على سرية تحركاته الداخلية، مما يعكس ضعفًا كبيرًا في هيكله الأمني.
وأضاف سعيد أن إيران أيضًا تواجه تحديات كبيرة نتيجة الاختراقات التي طالتها، حيث أدت إلى عمليات مؤثرة مثل اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، داخل منطقة نفوذ الحرس الثوري الإيراني. وأكد أن هذه الاختراقات تشير إلى تراجع قدرة إيران على فرض الردع، خاصة في مواجهة الضغوط الغربية.
واقعة السابع من أكتوبر
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار سعيد إلى أن عملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في 7 أكتوبر كانت حدثًا ضخمًا أثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه أضعفت الموقف الفلسطيني وجعلت إسرائيل تشدد من حصارها وحربها.
وأكد أن الولايات المتحدة حركت أكبر أسطول من السفن والغواصات لحماية إسرائيل منذ اندلاع هذه العملية، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها واشنطن لأمن إسرائيل.
دخول عباس إلي غزة
وفي جانب آخر، تناول الدكتور عبد المنعم سعيد قضية دخول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة، محذرًا من أن دخوله دون ترتيبات مسبقة قد يشعل حربًا أهلية فلسطينية. وأوضح أن حماس قد تقوم باغتياله إذا لم يتم تنسيق هذا الدخول بعناية، ما قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية الفلسطينية.
وأشار سعيد إلى أن سمعة السلطة الفلسطينية تعاني من تراجع كبير، ما يستدعي تحسينها من خلال إصلاحات جذرية تعيد الثقة إلى الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الانقسام الفلسطيني يعتبر مرضًا خطيرًا يجب التخلص منه لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا الحلم لا يزال قائمًا رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه.
وقف إطلاق النار
وفيما يخص المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، أكد سعيد أنها لم تفشل بالكامل، رغم أن جولة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط لم تحقق النتائج المرجوة. وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى لإحلال السلام في المنطقة دون تدخل عسكري مباشر، مشيرًا إلى التغيرات الكبيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ الربيع العربي، وإلى الدور المهم الذي تلعبه دول مثل مصر، السعودية، الأردن، والإمارات في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
ختامًا، أوضح سعيد أن هناك تحولًا في استراتيجيات القوى الكبرى تجاه الشرق الأوسط، حيث تسعى للسيطرة على الدول الغنية دون اللجوء إلى القوة العسكرية، وهو ما يتطلب من الدول العربية تعزيز استقرارها الداخلي وتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات المشتركة.