الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

هل نحن أمام كارثة أخلاقية وأطروحات سلبية تقودنا نحو المجهول؟!!..أم إننا أمام خطر يحيط بنا وبقيمنا الروحية وثوابتنا العقائدية، ويجعل العلم علي حافة الهاوية، ويزلزل أركان العقيدة، ويعبث بالثوابت والمقدسات الدينية؟!!..أم إننا أمام تخوف كبير من تصاعد التطورات التقنية والجنوح نحو الهرطقات التي تتنافي مع القواعد الثابتة والأطر الدينية الحاكمة.
فرغم الإضافات الثرية والإسهامات الجليلة التي قدمها الذكاء الاصطناعي للبشرية في شتي المجالات فالأمر لا يخلو من مثالب لهذه التقنيات، وثمة تحديات ومخاطر تحدق بالبشرية، وشطحات لبعض العلماء تتنافي مع السنن الكونية والحقائق الكونية والثوابت العقدية التي لا تتغير ولا تتبدل مهما بلغ التقدم العلمي ما بلغ، ومهما خطي من خطوات واسعة في سبيل تقدم ورفعة البشرية.
تداعت في ذهني هذه التساؤلات وتفكرت كثيرا في العلاقة بين العلم وثوابت الأديان،  وبين الأمور الغيبية التي لا يستطيع العلم أن يحددها، ولا يستطيع كائن أن يدرك مداها، وبين الأمور التي تقع في نطاق عقله والتي يستطيع كشف غموضها بالعلم والدربة والمعرفة...ولم لا وقد أخبرنا بذلك رب العالمين في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث قال في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان:٣٤].
ما أثار حفيظتي ودفعني للتطرق  لهذا الأمر ما تم نشره بأحد المواقع الإلكترونية عن استحداث «آلة حاسبة» تعلم الموعد الحقيقي لموت الإنسان وفقا لحسابات معينة، وتحدد مقدار ثروته في حالة وفاته.
فقد زعم بعض العلماء أن هناك آلة قادرة علي تحديد تاريخ وفاة الإنسان، حيث تمكن مجموعة من العلماء الأمريكيين والدانماركيين من اختراع أول «آلة حاسبة» من نوعها في العالم تعتمد علي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقوم بحساب عمر الإنسان وتستنتج الموعد المقترح لوفاته. ففي تقرير نشرته صحيفة «Metro» البريطانية قالت فيه إن «حاسبة العمر Life2vec »تتنبأ بموعد الوفاة، وتحدد مقدار الأموال التي يمتلكها الفرد عندما يدركه الموت ، وهي تعتمد علي إدخال بيانات من السجلات الصحية والديموجرافية التي تعتمد عليها في ذلك التنبؤ.
وهذا الطرح الذي يتطرق لبعض الغيبيات يحتاج إلي كثير تأمل في تقنيات الذكاء الاصطناعي والأخطار والتحديات التي تشكلها علي الأفراد والمجتمعات بما يستدعي طرح الرؤي الثاقبة ووضع الحلول الناجزة لكيفية التعامل مع المنجزات الحضارية والتطورات التقنية، والإفادة من إيجابياتها، ومواجهة تحدياتها وأخطارها التي تفت في عضد المجتمع، وتسعي لخلخلة ثوابته الدينية ومرتكزاته الأخلاقية.

تم نسخ الرابط