هل أفسدت إسرائيل ضربة حزب الله بالهجوم الاستباقي؟.. سمير فرج يحلل فشل العملية العسكرية
كشف اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الإستراتيجي، في تحليل عسكري شامل، تفاصيل الضربة التي شنها حزب الله اللبناني على إسرائيل صباح اليوم، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال قامت بتنفيذ ضربة استباقية استهدفت جنوب لبنان. وأوضح اللواء فرج أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل جاءت نتيجة شعورها بتحرك حزب الله، استناداً إلى المعلومات الاستخباراتية التي رصدت تحركات لعناصر الحزب في المنطقة، مما دفعها إلى التحرك السريع قبل أن يتمكن الحزب من تنفيذ ضربته بشكل كامل.
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى خلال برنامج "على مسئوليتي" على قناة صدى البلد، أشار اللواء فرج إلى حالة الذعر التي سادت في إسرائيل إثر هذه التطورات، حيث أغلقت دولة الاحتلال مطار بن جوريون وفتحت الملاجئ، بالإضافة إلى إعلان حالة الطوارئ. وأوضح أن هذه الإجراءات كانت استجابة لحالة التوتر المتزايدة عقب اغتيال فؤاد شكر، الرجل الثاني في حزب الله والمسؤول عن منظومة الصواريخ، الذي كان أحد أهم المطلوبين من قبل الولايات المتحدة، التي رصدت 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله.
وأكد فرج أن إسرائيل نجحت في اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، التي تُعد المعقل الرئيسي لحزب الله. هذه العملية دفعت حزب الله إلى التحرك للرد على هذا الهجوم، حيث أطلق صواريخ كاتيوشا كخطوة أولى بهدف إشغال منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، ومن ثم أطلق الطائرات المسيرة لضرب أهداف إسرائيلية محددة.
وفيما يتعلق بنتائج العملية، كشف اللواء فرج أن حصيلة الضحايا من الجانب الإسرائيلي كانت محدودة للغاية، حيث أُصيب جندي إسرائيلي واحد فقط، مما يشير إلى نجاح القبة الحديدية في التصدي لهجمات حزب الله. وأضاف أن هذه النتائج تُثير تساؤلات حول فعالية الضربة التي شنها حزب الله، خاصة وأنه لم يتم توثيق أي نتائج مرئية لهذه العملية، سواء عبر صور أو مقاطع فيديو، مما يجعل من الصعب تقييم حجم الأضرار أو تحديد مدى نجاح الهجوم.
وأضاف اللواء فرج أن حزب الله كان قد تسبب في فضيحة كبيرة لإسرائيل منذ أسابيع، عندما نجح في إدخال طائرة مسيرة إلى المجال الجوي الإسرائيلي، حيث حلقت لمدة 11 دقيقة فوق مدينة حيفا وصورت كل ما يخصها. هذا الأمر زاد من حدة التوترات بين الطرفين وجعل إسرائيل أكثر حذراً في التعامل مع أي تحركات قد يقوم بها حزب الله.
وفي نهاية تحليله، أشار اللواء فرج إلى أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، قد يرى في هذه الضربة نوعاً من الانتقام لاغتيال فؤاد شكر. ومع ذلك، فإن غياب أي توثيق مرئي لنتائج العملية يطرح العديد من التساؤلات حول مدى فاعلية هذا الهجوم. وأكد على أن علينا الانتظار لحين انتهاء التحقيقات والتحليلات الاستخباراتية لمعرفة الصورة الكاملة لما جرى، وكيف سيؤثر ذلك على ميزان القوى بين حزب الله وإسرائيل في المستقبل.