في ذكرى ميلاد سيدة مصر الاولى.. تعرف على أهم انجازاتها
سيدة حياتها حافلة بتاريخ مشرف من الإنجازات، فهي باحثة وسيدة مجتمع ومصرية بارزة، وأطلق عليها لقب لم يُطلق على أحد قبلها، فكانت أول سيدة مصرية تخرج إلى دائرة العمل العام وكان لها دوى محوريًا في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، فمن هي جيهان السادات سيدة مصر الاولى؟
في 29 أغسطس 1933 ولدت جيهان صفوت رؤوف في حي الروضة بمدينة القاهرة، لأب مصري وأم إنجليزية تدعى «جيلاديس تشارلز كوتريل»، كان لجيهان اربعة أخوات هي الثالثة بينهم، كان أخاها مجدي يكبرها بعشر سنوات، ويكبرها أخاها علي بسبع سنوات، لما تكن تعلم أنّ اسمها هو «جيهان» حتى بلغت الحادية عشر من عمرها، لأن والدتها أطلقت عليها اسم «جين»، ولم تعرف اسمها الحقيقي إلا عندما تلقت شهاداتها الإبتدائية وتفاجأت به، كما ورد في مذكراتها في كتاب «سيدة من مصر».
تلقت «جيهان» تعليمها في مدرسة الإرسالية المسيحية، ثم درست بمدرسة الجيزة الثانوية، كانت جيهان في الخامسة عشر من عمرها عندما التقت بالرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1948 في السويس، عن طريق قريبها حسن عزت زوج ابنة عمتها الذي كان صديقًا للسادات، وكان وقتها قد ترك الخدمة بالجيش بعد محنته وسجنه في قضية اغتيال وزير المالية أمين عثمان، الذي توفى في يناير 1946، وقالت جيهان في كتابها أن فصول المحاكمة في القضية قد شدتها للسادات قبل حتى أن تعرفه ووقعت في غرامه، وبعد خطبة دامت لشهور تم زواجهما في 29 مايو 1949،وأنجبت له أربع أولاد هم لبنى وجمال ونهى وجيهان.
شاركت «جيهان» زوجها الرئيس الراحل السادات في جميع الأحداث الهامة التي شهدتها مصر، منذ ثورة 23 يوليو 1952 وجميع المناصب التي تولاها حتى تم اختياره رئيسًا لمصر خلفًا للرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970.
ولم تكن جيهان بعيدة عن الأنظار كما سبقها غيرها، وأدركت وضع المرأة وبدأت في التغيير، إذ أنشأت في عام 1967جمعية تعاونية في قرية تالا، بمحافظة المنوفية، التي ينتمي إليها زوجها، لتمكن النساء من تعلم الحرف اليدوية، وترأست جيهان الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم خلال حرب 1973،وكانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرى وكانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا التي كانت وظيفتها جمع المال لشراء الكتب والملابس للطلاب، ورئيسة لجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، وأنشأت دور للأيتام، وشاركت في المؤتمر الأول للمرأة العربية والإفريقية والذي حضرته بالقاهرة 200 سيدة من 30 دولة، وأثرت على زوجها في عام 1979 لإصدار مجموعة من القوانين وخصصت 30 مقعدًا في البرلمان المصري للنساء، وحفظت حقهن في الطلاق لتعدد الزوجات وأيضًا الاحتفاظ بحضانة ابنائهن.
التحقت «جيهان» بجامعة القاهرة لدراسة الأدب العربي، وكانت تبلغ من العمر 41 عامًا، وتخرجت في عام 1978 وحصلت على الماجستير في عام 1980،وشاهدها الملايين وهي تناقش الرسالة عبر شاشة التليفزيون.
كرست جهودها للتدريس، وإلقاء المحاضرات في الجامعات العالمية ووزعت وقتها بين الإقامة في مصر وأمريكا ثم أصبحت إقامتها الدائمة في القاهرة، أصدرت كتابها عن ذكرياتها بعنوان «سيدة من مصر» وأصدرت بعد ذلك كتاب أملي في السلام.
إصدارات «سيدة مصر الأولى»
يقدم كتاب«سيدة من مصر مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسى كزوجة للرئيس الراحل أنور السادات، وأبرز ما جاء به «كثيرون قالوا إنه رجل سبق عصره، ولكنى لا أوافق كيف يمكن لفكرة السلام وإنهاء الحرب أن تكون سابقة لعصرها!؟، إن زوجى يمثل رأى الأغلبية فى مصر، وبفضل الله مرت حياته كرسالة، مكرسًا نفسه وأخيرًا مضحيًا بها من أجل بلده».
وقالت عن كتابها، الكتاب يقدم صورة لتاريخ مصر منذ قيام ثورة 1952 عبر زيارة زوجى التاريخية للقدس عام 1977، والسلام مع إسرائيل عام 1979م، حتى اغتيال زوجى عام 1981، واتسع الكتاب ليضم شرحًا لديننا «الإسلام» وتقاليدنا العريقة التى تلعب دورًا كبيرًا فى الحياة المصرية، وفى مجتمعنا الذى يدور حول الأسرة، لقد نما أكثر من قدرتى على تذكر كل التفصيلات، فألجأنى إلى تاريخ مصر الحديثة فى المؤلفات الممتازة لمايتكبورلى، أستاذ السياسة فى جامعة لندن وجون ووتربرى، أستاذ العلوم السياسية فى مدرسة وودرو ويلسون بجامعة برلستون.
كتاب« أملى فى السلام»
الكتاب يمثل تحليل ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل الى سلام منشود وحقيقى، وبحسب مقدمة ناشر الكتاب: بطل السلام الحقيقى فى اتفاقية السلام لعام 1979 بين إسرائيل ومصر هو «أنور السادات»، ويذكرنا هذا الكتاب الذى هو من تأليف زوجته جيهان بأن حلم «أنور السادات» بسلام إقليمى مازال قائمًا.
وبعد حياة حافلة بالإنجازات توفيت سيدة مصر الأولى في 9 يوليو 2021 بعد معاناة مع المرض، ونعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديرًا لجهودها الكبيرة ومنحها «وسام الكمال» مع اطلاق اسمها على محور «الفردوس».