ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

نجيب محفوظ في ذاكرة الأدب العربي.. المحطة والسرداب الذاكرة التي لا تكفر عن الزمن

خلف الحدث

نجيب محفوظ الأديب والمحطة، السرداب الذي لا ينضب في حياة الأدب العربي والعالمي، أسلوب فريد وصورة تعكس المجتمع المصري في فترات هى الأبرز في تاريخ القرن الماضي، محطات سينمائية ودرامية صعبة التكرار جسدها قلم الأديب الراحل فنقلتها الشاشة و حفظتها الذاكرة .

وُلد الأديب الراحل نجيب محفوظ في القاهرة عام 1911، ويعد أحد أعظم الروائيين في تاريخ الأدب العربي. حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، حيث يعتبر أول كاتب عربي ينال هذا الشرف، مما يعكس تأثيره العميق على الأدب العالمي. تميز محفوظ بقدرته على تصوير الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر بأسلوب سردي متقن ورسالة قوية وجريئة تناولها خلال أعماله.

اهتم محفوظ خلال كتاباته بالتركيز بشكل كبير على تصوير الحياة اليومية في القاهرة، وناقش القضايا الاجتماعية والسياسية التي تواجهها الطبقات المختلفة. أعمال خالدة مثل "الثلاثية" التي تشمل ثلاثة أجزاء هى "بين القصرين"، و"قصر الشوق"، و"السكرية" ، قدم محفوظ من خلال هذه الملحمة  صورة شاملة للمجتمع المصري في القرن العشرين بداية من الأسرة المصرية إلى مظاهر الاحتلال الإنجليزي والانتقالات السياسية وتأثيرها على الوعي الوطني .

تناولت رواياته التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها مصر خلال القرن الماضي، مع التركيز على تطور الشخصيات والعلاقات الإنسانية في سياق تاريخي متغير، أمثلة على ذلك الثلاثية والتي تعتبر الأبرز بين أعماله، بداية ونهاية ، ميرامار ، ثرثرة فوق النيل ، الحب تحت المطر ، المدق ، اللص والكلاب ، 
الحرافيش .

نظرة عميقة في الحياة تناولتها روايات محفوظ إذ حين تصل إلى نهاية رواية من رواياته تواجه ما يشبه المفارقة إذ تشعر بالاسى لما حدث للشخصيات في انحدارها الطويل البطئ بفعل عوامل الزمن والحياة،  في رحلة نهايتها لا تماثل بدايتها، نجح نجيب محفوظ في تسجيل الزمن تسجيلا لا يكفر عما به، إنه يخترق الذاكرة ليخرج كل ما قد يبدده النسيان فيعيد تشكيله ورصفه من جديد ليصبح صورة واضحة مكتملة المعالم يمكنك أن تلمسها فلا ترحم ذاكرتك .

لم تقتصر أعمال محفوظ على مجرد وصف للواقع أو الخوض في الذاكرة ، بل تجاوزت ذلك إلى نقد عميق للقيم والمعتقدات في المجتمع، إذ تعرضت روايته "أولاد حارتنا" للجدل بسبب تناولها لقضايا دينية بطريقة غير تقليدية، مما يعكس قدرته على طرح موضوعات شائكة بجرأة فنية نافذة وشائكة.

تُرجمت أعمال محفوظ إلى العديد من اللغات، مما ساهم في تعريف العالم الأدبي العالمي بالأدب العربي. تعد ترجماته جزءًا من إرثه الأدبي؛ إذ تسهم في فهم الثقافات المختلفة وتبادل الأفكار بين الشعوب.

تم نسخ الرابط