الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في ذكرى رحيله ال 18..رحلة لاكتشاف أسرار عبقري الرواية

الروائي نجيب محفوظ
الروائي نجيب محفوظ

اليوم الذكرى ال 18 لرحيل نجيب محفوظ، أحد أعظم الأدباء في الأدب العربي، الذي ترك إرثًا أدبيًا هائلاً، وتظل أعماله خالدة حتى الآن، فهذه الذكرى تُذكرنا بأهمية مساهماته في الأدب فضلاً عن أنها تعيد إحياء إرثه الثقافي الذي أثرى الأدب العربي والعالمي.


نشأة والمسيرة العلمية لنجيب محفوظ

 

نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر 1911 في حي الجمالية بالقاهرة، التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول( القاهرة حاليًا)، وحصل على ليسانس الفلسفة عام 1930، وشغل الكثير من المناصب وكان آخر منصب له رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما، وبعدها تقاعد ليكون أحد كتاب مؤسسة الأهرام.


والمفاجأة التي قد تكون غائبة عن الكثيرين أن اسمه نجيب محفوظ باسم مركب؛ وسبب تسميته بهذا الاسم؛ تقديرًا من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.

 

أفكار نجيب محفوظ

 

استوحى نجيب محفوظ من حي الجمالية ومحيطه معظم رواياته وقصصه، والتي شكلت عالمه الخاص ومنها انطلق إلي العالمية، وبدأ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، وكانت أول قصة نشرها بعنوان همس الجنون عام 1938.


كما أنه عُرف بحبه للشاي كان محفوظ يعشق الشاي لدرجة أنه كان يتناول عدة أكواب منه يومياً، واعتاد أن يطلب شاي من نوع معين من المحلات المفضلة لديه، حتى أنه كان يعتبره جزءاً أساسياً من طقوس الكتابة لديه.

 

عدد الروايات التي كتبها نجيب محفوظ

 

كتب نجيب محفوظ أكثر من ثلاثين رواية وتم إنتاجها تلفزيونيًا أو سينمائيًا، وفي عام 1939، نشر روايته الأولى "عبث الأقدار" التي تتحدث عن الواقعية التاريخية.


محاولات اغتيال نجيب محفوظ

 

نجيب محفوظ، الكاتب المصري الشهير، تعرض لمحاولة اغتيال واحدة فقط في 14 أكتوبر 1994، حيث تعرض نجيب محفوظ للطعن أمام منزله من قبل شخص متطرف كان يعارض رواياته،  التي اعتبرها سخر من الذات الإلهية والأنبياء خاصة روايته "أولاد حارتنا"، كما أن المهاجم استخدم خنجرًا وطعن محفوظ عدة مرات في الرقبة واليد، ونجا من الهجوم، وتم تقديم العلاج له في المستشفى.


الأعمال الأدبية لنجيب محفوظ

 

كتب محفوظ العديد من الروايات التي تناولت مواضيع متنوعة مثل الصراع الاجتماعي والسياسي في مصر، ومن أبرز أعماله:

"بين القصرين" (1956): جزء من ثلاثية القاهرة التي تتناول الحياة في القاهرة خلال فترة الانتداب البريطاني.

"قصر الشوق" (1957): الجزء الثاني من الثلاثية.

"السكرية" (1957): الجزء الثالث من الثلاثية.

"أولاد حارتنا" (1959): رواية مثيرة للجدل تناولت مواضيع دينية واجتماعية.
"الضوء والعتمة" (1995): واحدة من آخر رواياته والتي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية.

حيث ترجمت أعماله إلى عدة لغات كما أعلن مارك لينز، رئيس قسم النشر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن أعمال الأديب المصري نجيب محفوظ قد تُرجمت إلى 30 لغة حتى الآن.

 


مقولات مشهورة لنجيب محفوظ

 

مقولات نجيب محفوظ تعكس فلسفته العميقة ورؤيته للحياة، والتي تأثرت بتجاربه الشخصية والأدبية.

على سبيل المثال:

-"الإنسان هو من يصنع قيمه ومبادئه."تعكس هذه المقولة اعتقاد محفوظ بأن القيم والمبادئ ليست ثابتة، بل هي نتاج اختيارات الإنسان وتجاربه الشخصية، مما يوضح أهمية الحرية الفردية في تشكيل الهوية.

-"العمل ليس عبئاً، بل هو قيمة وإضافة للحياة."هنا، يظهر محفوظ تقديره للعمل كوسيلة لتحقيق الذات والمساهمة في المجتمع، بدلاً من اعتباره عبئاً أو واجباً ثقيلًا.

-"كل شيء في الحياة هو إما تجربة أو درس."تعبر هذه المقولة عن نظرته للحياة كرحلة تعلم مستمرة، حيث كل تجربة تعتبر فرصة للتعلم والنمو الشخصي.

-"الإنسان قد يكون في قمة سعادته وهو يشعر بمرارة الألم."تعكس هذه المقولة فهم محفوظ العميق للطبيعة المعقدة للسعادة والألم وكيف يمكن أن يتعايشوا في نفس الوقت.

-"الحرية ليست شيئاً يُعطى، بل شيئاً يُنتزع."تعكس هذه المقولة إيمان محفوظ بأن الحرية ليست هبة بل نتيجة للنضال والصراع المستمر.


الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ

 

حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لأعماله الأدبية، ومن أبرزها والتي تمثل اعترافاً دولياً بمكانته كأحد أبرز الأدباء في القرن العشرين:-

-جائزة نوبل في الأدب (1988): وهي واحدة من أرفع الجوائز الأدبية العالمية، ومنحها لنجيب محفوظ تقديراً لإسهاماته الكبيرة في الأدب العالمي، وهذه الجائزة لم يتسلمها بنفسه وأرسل إبنتيه لاستلامها؛ لأنه مصاب ب" فوبيا الطيران".

-جائزة الدولة التقديرية في الأدب (1991): وهي جائزة تمنحها مصر للأدباء المتميزين.

 

ألقاب نجيب محفوظ

 

نجيب محفوظ حصل على عدة ألقاب تكريمية على مدار مسيرته الأدبية، أبرزها:

"أديب النيل": نظراً لتأثيره العميق في الأدب العربي ولأعماله التي تعكس ثقافة وواقع مصر.

"روائي القرن": تكريماً لإسهاماته الكبيرة في الأدب الروائي، خاصة بعد حصوله على جائزة نوبل في الأدب.

"الحكاء الكبير": لقدرته على رواية القصص بأسلوب سردي متميز.

 

تاريخ وسبب وفاة نجيب محفوظ

 

صعدت روحه في صباح يوم الأربعاء 30 أغسطس 2006 في مستشفى الشرطة بحي العجوزة بالقاهرة.

وسبب وفاته كان مضاعفات ناتجة عن قرحة نازفة، والتي تفاقمت بسبب هبوط مفاجئ في الضغط وفشل كلوي، وكان قد تعرض لحادث سقوط في الشارع عام 2005، مما أدى إلى إصابته بجرح كبير في الرأس تطلب عملية جراحية.

تم نسخ الرابط