الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

شفيعة الوكيل.. تحكي قصص مصرية بالأحجار الكريمة والفضة

خلف الحدث

من هواية بسيطة جدًا لصناعة الحُليّ، «شفيعة الوكيل» تأثرت بالفن منذ طفولتها، حيث كان والدها فنان تشكيلي، ومن هنا بدأ حبها للفنون وكان سببًا لدراستها الهندسة المعمارية، بدأت رحلتها بالصدفة في عالم تصميم الفضة واصبحت محترفة وخبرة لأكثر من 20 عام، استوحت أفكارها في تشكيل الفضة من فن التل السوهاجي حيث أنهم ينسجون خيوط الفضة على الملابس، فاستخدمت هي خيوط الفضة لنسج حكايات مختلفة عن الحضارة والتراث المصري، فدمجت بين حبها للفن وشغفها بالتراث المصري؛ فصنعت قطع بتصاميم مختلفة كل قطعة تحكي حكايتها الخاصة والمميزة.  

كانت كأي سيدة مصرية تساعد ابنائها في الأنشطة المدرسية التي تحتاج للفن اليدوي والرسم، وتمارس عملها كمهندسة معمارية ولكنها استقالت لتتحمل تربية بناتها، لرؤيتها أنها أهم من عملها بكثير، وذات يوم حصلت على هدية من أحجار الكهرمان ففكرت «شفيعة» في استغلالها لنفسها وصنع حُليّ خاصة بها، وبعدها فكرت في أن تصنع زينتها فيما بعد، وسريعًا حازت هذه القطع على اعجاب صديقاتها وتحولت للاحتراف، وقالت ل«خلف الحدث»: «التشجيع مهم أوي هما شجعوني واعجبوا جدا بيها وطلبوا اعملهم زيها فعملت وفكرت ليه بدل ما اشتري أعمل ليا وليهم»، ومن هنا اعتادت يدها على ملمس الفضة والأحجار؛ فاسست اسم «شفيعة الوكيل» في عالم الفن وصناعة الحلى، « ومع الاستمرار وشوية شوية بقيت ببتكر وببدع في طريقة اللضم والرسم على القطع وكل قطعة شبه اللي بيطلبها وكمان لو حد طلب مني حاجة معينة بعملهاله» وفقًا لما ذكرت شفيعة. 

«شفيعة» تنشر الهوية والثقافة المصرية

دائمًا ما تصقل «شفيعة» موهبتها بالدراسة و المعرفة المفيدة في مجال تصنيع الحُليّ ودرست أنواع الأحجار الكريمة وتأثيرها ومراحل صناعة الفضة وكيفية التشكيل من قص ونشر تركيب ولحام، استوحت أفكارها و تأثرت في تصميماتها للحُليّ بالفنون و التراث و التاريخ المصري علي مر العصور، حيث تأثرها بفن التلي السوهاجي في احد مجموعاتها، و كما أنهم يطرزون خيوط الفضة على الملابس استخدمت هي خيوط الفضة لنسج حكايات مختلفة عن الحضارة والتراث المصري «بشوف أيه اللي محتاج يتسلط الضوء عليه واللي الناس فهمينه بشكل غلط في الحضارة وبعمله قطع تعبر عنه بالشكل الصحيح» وفقًا لشفيعة. 

تصاميم «شفيعة» تحكي قصص مصرية من التراث

صنعت «شفيعة» قطع بتصاميم مختلفة، كل قطعة تحكي حكايتها الخاصة والمميزة وكل مجموعة لها تتميز بطابع خاص من التراث والتاريخ والمعمار أو الطبيعة المميزة للمناطق المختلفة في مصر، فهناك مجموعات عن النوبة والريف المصري القديم وتاريخ الأسكندرية الروماني والإغريقي والبطلمي، ومجموعة الصوفية والخط العربي ومجموعة الطبيعة، ونجد أيضًا مجموعة التلي ومجموعة بنات بلدي، تلقي الضوء بكل فخر على بنات مصر مصريات من جميع أنحاء مصر بزيها وثقافتها وتأثيرها على محيطها، « علشان كدا أي قطعة بتساعد على نشر الهوية والثقافة المصرية» كما ذكرت شفيعة.

‎حلم «شفيعة» للوصول للعالمية

اكتسبت «شفيعة» خبرة كبيرة  في المجال وأصبحت قادرة على التطوير وإضافة لمستها الخاصة، وازدادت خبرتها علي مدار آخر عشر سنوات من خلال المشاركة على التوالي في أكبر معارض للحرف اليدوية، منها المعرض الدولي للصناعات اليدوية IHS‎ «هاندي كرافتي  إيجيبت» بمكتبة الأسكندرية، المشاركة المتوالية بمعرض تراثنا‎، كما تم اختيار منتجاتها بكل فخر للعرض بمتحف الحضارات بالتزامن مع موكب المومياوات، واعتبرتها «شفيعة» خطوة مهمة في حياتها ونقلة خاصة في عملها‎، و كذلك كان لها الفرصة للمشاركة بأكبر معرض دولي يقام في بريطانيا في «برمنجهام» ضمن البعثة المصرية التي كانت تشارك هناك لأول مرة، و ما زالت شفيعة لديها حلم التواجد علي الخريطة العالمية و بكل فخر تتباهي بكونها مصممة حلي مصرية و تقدم حلي تحكي قصص مصرية من التراث و تظهر بصورة عصرية .

تم نسخ الرابط