بالفيديو..مرافعة النيابة في قضية الدراك ويب: مأساة تهز الأبدان وتخلد في الأذهان
بينما يسير الزمان في مساره المعتاد، تظهر أحيانًا جرائم تتخطى حدود الفهم الإنساني، لتترك أثراً لا يمحى في ذاكرة المجتمع، في القضية المعروفة إعلاميا بقضية الدراك ويب أو مقتل طفل شبرا.
في قاعة المحكمة، وقف رئيس النيابة المستشار محمد جمال عبد الناصر، لا ليعرض جريمة عادية، بل ليصف مأساة تتجمد لها الدماء في العروق، ويصعب على العقل أن يستوعب بشاعتها. جريمة نفذها وحش في هيئة إنسان، ضحيتها شاب صغير، كان الأمل لعائلته والضوء الذي يخترق عتمة حياتهم. هذا المشهد المروع لا يُمكن اعتباره فقط كجريمة قتل، بل هو صورة مروعة للفساد الأخلاقي والانحدار الإنساني إلى أدنى مستويات
قال المستشار محمد جمال عبد الناصر رئيس النيابة بالمكتب الفني للنائب العام، في مرافعته أمام محكمة جنايات شبرا الخيمة برئاسة المستشار أيمن فؤاد وعضوية المستشارين محمد البحيري ووليد أبو المعاطي، بأمانة سر إيهاب سليمان، أنه لم يأت للمحكمة بجريمة أو جريرة، ولكنه أتى بمأساة تقشعر منها الأبدان، ويشيب لها الولدان، تلك المأساة التي تلبس فيها إبليس عقل غلام، ونفذها وحش في صورة إنسان، وهذا نبأ عظيم.
النيابة: لم يأت الزمان بشبه أو مثيل لتلك الجريمة
أوضح المستشار محمد جمال عبد الناصر، في مرافعته، أنه لم يأت الزمان بشبه أو مثيل لتلك الجريمة، ووصفها بأنها فساد وغدر ووحشية وتنكيل، خيانة وخسة، خطف وقتل وتمثيل، إنه مشهد فظيع مريع مرير، إثم كبير وشر مستطير، لا شبيه له ولا نظير، لا في عالم الإنسان ولا في عالم الحيوان، وتساءل ممثل النيابة العامة قائلا" بالله عليكم، أسمعنا عن حيوان يقتل حيوانا من بني جلدته، ويمثل بجثته!!.
وجه المستشار محمد جمال عبد الناصر رئيس النيابة، حديثه إلى المحكمة، مذكرا بأسرة الضحية، فوالده شيخ كبير جاوز الستين من عمره، رزقه الله البنات والبنين، وكان نهاية العقد صبي كريم، أحمد محمد سعد ابن الخمسة عشر عاما، هذا الغلام الحليم، جميل الخلقة ذو خلق قويم، عون لأبيه سند أمين، فلما آنس الأب من أفعاله آية الرشد، أنجزت فيه المنايا وعيدها، وأخلفت الآمال ما كان من وعد.
ثم وجه رئيس النيابة حديثه واصفا الجناة قائلا" وحوش كاسرة، ونفوس فاجرة، لا شفقة فيها ولا رحمة، قلوبهم مسودةـ ترهقها قترةـ أولئك هم القتلة الفجرة.
استطرد المستشار محمد جمال عبد الناصر، واصفا المتهم الأول طارق أنور عبد المتجلي، قائلا بأنه عاقر المخدرات، وهاتك الأعراض، وسافك الدماء، ومفرق الأشلاء، كما وصف المتهم الثاني بأنه زرع شيطاني اسمه علي، إبليس في صورة صبي، نبت في أرض لا نعرف طينتها، أظلته سماء لا ندري وجهتها، شرب كأس اللعين، طعم طعام الأثيم، طعام أهل الجحيم، يبلغ من العمر 15 عاما، أتى من الإثم ما لم يأته أعتى المجرمين فحشا وطغيانا.