إن المحامى الذى يقتصر عمله على القوانين واللوائح غير جدير بأن يوصف بأنه محام مثقف ، إذ أن المحامى أولاً مستشار لكل من يقصده طالباً المشورة أياً كانت حرفة الطالب أو مهنته، وما من نشاط إنسانى إلا والمفروض أن يكون للمحامى فيه رأى يبديه إذا التمست مشورته .
ومن أجل ذلك كان لزاماً عليه الإحاطة الواعية بكل دقائق الحياة الانسانية فإن قيل عن شخص أنه محام فمعنى ذلك أنه ألم إلماماً واقعياً بأحوال البشرية .
المحامى بدوره محتاج إلى مخالطة الأدباء والعلماء والتلقى عنهم ، إذ المعرفة المبنية على الواقع وحده لاتكفى، بل يلزمه أيضاً ذلك العمق فى التفكير وتلك الدقة فى الإحساس التى لا تأتي إلا من دراسة الآداب والعلوم.
وعلى المحامى بين الحين والحين أن يرفع رأسه عن مكتبه لينظر من النافذة إلى العالم الواسع إذ أن الانكباب على مادة بعينها خليق بأن يورث المحامى ضيقاً فى الأفق وسطحية فى النظر .
ويحضرنى فى هذا المقام ماكتبه سير والتر سكوت فى وصف محام ذائع الصيت يدعى ( بليدل ) إذ يقول :
دخلت عليه فى مكتبه فوجدته جالساً فى حجرة منسقة علقت على جدرانها لوحات فنية أحاطت بها كتب الأدب والتاريخ من كل جانب ، ولما لاحظ أنى أنظر إليها قال هذه هى أدوات مهنتى " اللورد ماكميلان فى خطابه أمام نقابة المحامين بشيكاجو " .
لغتنا الجميلة
لُغتنا الجميلة (لُغتنا العربية يُسرُُ لا عُسر ونحن نَمِلكُها كما كان القُدماء يَملِكوُنها ولنا أن نُضيفَ إليها كُلُ ما نحتاجُ إليهِ من ألفاظٍ لم تكن مُستعملة في العصر القديم)..طه حسين
بهذه الكلمات كان يفتتح فاروق شوشة برنامجه الذي تربينا عليه(لغتنا الجميلة)
يا تري ماذا تبقي للأجيال الجديدة من جمال تلك اللغة والتي ضاق بها فاخترع لغة غريبة لم نسمع بها من قبل..
ولم يعد أحد يهتم باللغة وجمالها حتي أن كبار القوم أصبحوا يخطئون فيها ولايشعرون بالخجل..
متي نعيد للغتنا بهاءها وجمالها..أم أنها غدت من الماضي..علي أية حال هي بداية ذوبان الهوية وإن شئت الدقة هي بداية الانحطاط..