النيابة في قضية جنيت بطرس: الشيطان وقف حائرا من فظاعة جرم الجاني
قال محمود عادل وكيل النيابة الكلية، خلال مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة، في قضية مقتل الطفلة الرضيعة السودانية جنيت بطرس، بعد خطفها وهتك عرصها، أنه أتى لقاعة المحاكمة حاملا بين يدية أمانة الدفاع عن المجتمع الذي نحيا فيه ويحيا فينا، ومنحه شرف تمثيله في واحدة من القضايا التي ينشد فيها الحق الكائن في ضمير المحكمة والعدل الذي في اشربته نفوسكم.
أكمل ممثل النيابة قائلا أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني وعضوية المستشارين بولس رفعت ومحمد عاطف بركات، بأمانة سر عادل الشيخ، " أقف اليوم في محرابكم المقدس، لا خطيبا يملك من الخطابة مقوماتها، ولا حكيما أوتى جوامع الكلم، بل ممثل عن النيابة العامة، ضمير الأمة النابض، لنعبر عن آلام المجتمع وآماله في تحقيق العدل وإرساء القانون، مضيفا بأنه جاء وهو يعلم أن المحكمة ملاذ المجتمع الآمن وملاذ المستجيرين من كل مكان وفي كل زمان، وأنها ملاذ كل الضعفاء على اتساع هذه الأرض.
أوضح محمود عادل وكيل النيابة الكلية، قائلا" جئنا اليوم في فاجعة كبرى تدمي القلوب وتدمع العيون، لنسوق للعدالة، مجرما ليس ككل المجرمين، ولكن الذي خلف القضبان، أ‘ماه هواه وأضله حتى جرده من كل ما يعرفه بنو البشر من طبع سليم وخلق قويم، فخرج عن كل نواميس الكون، وقوانين البشر وبدل فطرة الله التي فطر الناس عليها، حتى وقف الشيطان حائرا من فعلته ذاهلا من فظاعتها، قائلا" يا من جئت أغويك قد أغويتني".
ذكر ممثل النيابة أن المتهم الشاب ابن 22 عاما الذي تصاغر أمام شهواته ورتع في ضلالته، وآتي جرمه بكل خسة ووضاعة غافلا عن قول الله عزوجل" والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"، ومتناسيا قول عز من قائل" ومن يقتل مؤمن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".
أمر الإحالة
كانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة المتهم بقتل الطفلة -سودانية الجنسية- جنيت بطرس إلى محكمة الجنايات المختصة، وذلك لمعاقبته فيما نُسب إليه من ارتكاب جرائم خطف المجني عليها وهتك عرضها وقتلها عمدًا، والمعاقب عليها بالإعدام. وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا بالعثور على جثمان المجني عليها -التي تبلغ من العمر عشرة أشهر- بإحدى الحدائق العامة المجاورة لمسكنها، فبادرت بالانتقال لمعاينة مسرح الجريمة، ومناظرة الجثمان، وقد أبانت التحقيقات بسؤال والدي الطفلة، أن المتهم خَطف المجني عليها حال لهوها وشقيقتها أمام منزلهما، وتوجه بها إلى حديقة مجاورة، حيث قام بهتك عرضها، فلما تعالت صرخاتها قتلها خنقًا، وقد اعترف المتهم بالتحقيقات بارتكابه الواقعة وفق هذه الرواية، وهو ما تأكد بتقرير الصفة التشريحية.