<< فى عالم الثقافة والإبداع.. مسموح للمتلقى العودة إلى المنتج الإبداعي.. مرة.. ومرات بالتأكيد فى الإعادة إفادة.. وحاجة لدى المتلقي.. البحث عن رؤية جديدة.. أو اكتشاف للحظة تنوير شاردة.. أو مقارنة برصيد سابق لابداعيات مقاتلة أو متنافرة.. أو غير ذلك.. ولكنها فى كل الأحوال.. ظاهرة تعكس تأثيراً ايجابياً للمنتج.. ينتظره الفؤاد فى حوار مع النفس يخط نتائجه على الورقة.. بالقلم.. ويجدد فى النهاية الحوار ويشعل الاقبال.. ويضيف معنى لاصرار الانسان تكوين مكتبته الخاصة.. فى حدود ما يمتلكه من امكانيات. << بوابة الحلوانى مسلسل فى هذا النوع الحافز على الاهتمام والمتابعة والتفكير.. المظلة والبنيان الدرامى قصة حفر قناة السويس.. وما صاحبها من أحداث وملاحم سياسية وانشائية.. لذلك الشريان الحيوى العظيم هدية مصر المحروسة للعالم كله.. اليوم وغدا.. كتبه بأسلوب موسوعى الكاتب العملاق محفوظ عبدالرحمن ليخلد اسمه بين الدراميين العظام.. واستطاع مع المخرج إبراهيم الصحن.. من خلال قراءة جيدة للنص.. صحبها تشريح دقيق لجميع الشخصيات.. الجمع بين حسن الاختيار والمواءمة.. واستنفار الممثلين إلى عالم من الأداء المثالي.. امتزجت فيه الرومانسية وحسن التعبير.. ليشعر الجميع بالفخر والرضا عن العمل بالكامل ويثقون ان جهدهم وإبداعهم جاء فى المكان الصحيح.
<< نجح المسلسل منذ البث الأول فى الحصول على العلامة الكاملة.. ودخل وجدان الكثير من المشاهدين.. وبات جزءاً من حوار الأسرة والمجتمع.. وموضعاً للترحيب فى كل مرة.. يعاد البث فيها.. على شاشات الفضائيات والمنصات.. هذه المرة تابعت حلقاته الطويلة على النيل للدراما.. حريصا رغم موعد اللقاء فى الواحدة بعد منتصف الليل.. ومع الامتاع والمتابعة.. بفعل جودة العمل وأداء الممثلين.. والتصوير الدقيق لطابع عصر للخديو إسماعيل.. وما يدور فى القصور وبيوت الرعية.. وكذلك الفرما (بورسعيد) حيث مدخل القناة.. عند بوابة الحلوانى التى تحتضن رموزا وأحداثاً وشخصيات.. من حصن للدفاع عن الوطن.. وربطها بأصول العمارة والحضارة مؤكدة باختصار.. «اللى بنى مصر فى الأصل حلوانى».
<< مع توالى الحلقات.. وظهور الشخصيات.. وتتابع الأحداث نلمح الحب يتصدر سلوكيات الدراما.. الجميع يحب.. وبراعة المؤلف نجحت فى استخدام الصدفة لاسدال الستار بشكل طبيعي.. مثل ظهور الطفلة جهاد ابنة أحمد الخازندار ورامز لتضع نهاية لحب صعب الولادة.. مع شقيقتها الصغري.. التى جاءت من اسطنبول غصبا لاغتيال الخديو.. فوقع فى حبها لجمالها الفائق وصوتها المثير.. وهناك أشرقت هانم.. الشمس فائقة الجمال الذى تجمع حولها الجميع.. الخديو.. اسماعيل المفتش.. عبده الحامولي.. واختارت الجندى حمزة الحلوانى الذى فسخ خطوبته لقريبته.. فتتزوج ربيع ابن الفرما.. وفى الطريق خصص حب لم تنجح مثل حب الأميرات للخازندار.. وشريف بك لأصيلة (ألمظ) وعشق صوتها.. بدون فائدة تذكر.. بينما نجح سلامة الحلوانى فى الزواج من وداد بشتك.. طليقة شريف.. بالإضافة إلى قصة حب لم توفق بين شقيقها نيازى بك.. والوالدة باشا.. ناهيك عن ارهاصات هنا وهناك.
<< والتنوير هو الجناح الثانى فى دراما بوابة الحلواني.. وكان عبدالرحمن موضوعيا فى تناول رغبة الخديو إسماعيل فى جعل مصر قطعة من أوروبا بعد حفر القناة.. وألقى الضوء على رموز التنوير.. رفاعة الطهطاوى وروضة المدارس وعلى مبارك والسكة الحديد ودار العلوم وغيرها.. بالإضافة للنهضة التعليم والصحة والأندية والجمعيات الخيرية ورعاية خديوية ليعقوب صنوع.. أبو المسرح المصري.. وتشجيع عبده الحامولى لدراسة الموسيقى فى إيطاليا.. لو سمحت بذلك الظروف.. وتنتهى حلقات بوابة الحلوانى نجد عقولنا ومشاعرنا يقظة ومستعدة لمشاهدتها من جديد.. بعكس مسلسلات أخري.. قد تقابل بالترحيب والاستقبال الحار.. ولكنها تدخل بعد ذلك إلى عالم الدراما.. فى حالة سكون وانتظار تتمسك خلالها بموقعها فى الترتيب.