الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النيابة في واقعة جنيت بطرس: الأدلة وشهادة الشهود تؤكد خطف وقتل الرضيعة

وكيل النائب العام
وكيل النائب العام محمود عادل

استعرض ممثل النيابة العامة، الأدلة في قضية قيام عامل بانهاء حياة الرضيعة السودانية جنيت بطرس بعد خطفها وهتك عرضها، والتي قررت فيها محكمة الجنايات إحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.

تضمنت الأدلة الفنية التي استندت اليها النيابة العامة في واقعة انهاء حياة الرضيعة السودانية جنيت بطرس، ما ورد بتقرير الصفة التشريحية وشهدت به بعد الطبيبة الشرعية من وجود إصابات بجثمان الرضيعة بالوجه حول الفم هي إصابات رضية احتكاكية حدثت من الضغط بغرض سد المسالك الهوائية، فضلا عن وجود إصابات أخرى رضية احتكاكية تحدث من التصادم والاحتكاك بجسم أو أجسام صلبة، وانتهىلأن بين سبب الوافة لاسفكسيا كتم النفس وجواز حدوث الواقعة كالتصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة.

وأما الأدلة المادية، فتمثلت فيما ثبت من تعرف شقيقة المجني عليها على المتهم حين عرض عليها أثناء التحقيقات عرضا قانونيا، وما ثبت بمحضر المعاينة التصويرية من قيام المتهم بمحاكاته للواقعة وتفصيلاتها على نحو لم يخل وباقي مجريات الواقعة، مما توافر به التناغم بين جميع أدلة الدعوى.

المتهم 

أكد محمود عادل وكيل النائب العام، في مرافعته، أمام المحكمة برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني وعضوية المستشارين بولس رفعت ومحمد عاطف بركات، بأمانة سر عادل الشيخ، على أن الأدلة التي قدمتها وعرضتها النيابة العامة، لا ينازعها فيها أحد، ولا ينال من ذلك ما أبداه دفاع المتهم من دفع بجلسة محاكمة سابقة، تمثل في القول بوجود أحد موانع المسئولية لدى المتهم، ولكن كفانا قولا أن الدفاع بما تمسك به من دفع يخلص منه لأن الدفاع توافق ضمنيا مع النيابة العامة في الثبوت، إلا أنه نازع في شرائط توافر المسئولية الجنائية قبل المتهم، مشيرا إلى أن المحكمة قد أجابته في دفعه، وندبت من أجل تنفيذه المختصين لذلك من المجلس القومي للصحة النفسية، ليؤكد التقرير، أن المتهم محمد سيد أمين عبد السلام، لا يوجد لديه في الوقت الحالي ولا في وقت الواقعة محل الاتهام أي أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي يفقده أو ينقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ والصواب مما يجعله مسئولا عن الاتهام المنسوب إليه في القضية محل المحاكمة.

وشدد محمود عادل وكيل النائب العام، على أن واقعات القضية، خطف وهتك عرض وقتل، وأفعال عمدية انصرفت لها نية الجاني في غير لبس، وما بين أدلة وأسانيد المجتمع يستصرخكم بحكمكم العادل، يستصرخكم بإعدام المتهم الماثل.

واستكمل محمود عادل وكيل النائب العام، مرافعته في القضية، قائلا" نعزى أنفسنا في قيم ضاعت ومبادئ تاهت، وأخلاق ما عاج لوجودها سبيل، نعزى أنفسنا في شباب زاغ فضل فأثم، نعزي أنفسنا في وفاة نفس بريئة لم تجد من الدنيا أمانا، نفس لم تفارقنا في سلم، بل فارقتنا في فاجعة كبرى، فجريمة اليوم يا سادة، فساد في الأرض، خرق لشرع الله، خرق للنسيج الاجتماعي المتميز بل للآدمية بأسرها، مأساة فظيعة، جريمة بدأت بضلال لتنتهي بآثام، فيا لهذا القلب القاسي المتحجر، ويالهذه النفس المتدنية الشريرة مدت يدها ليد الشيطان ليبارك لها سوء قصدها، يا له من يوم تحالف فيه المتهم وهو أحد شياطين الإنس مع أحد شياطين الجن، لخطف وهتك عرض وقتل طفلة بريئة، لقد انتهك المتهم كل الحقوق، حقوق الجوار، حقوق الصغير، حقوق العرض، والحق في الحياة، فحق عليه قول الحق" ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم".

النيابة لوالدي جنيت بطرس: نقدر فرط اشتياقكما لها واحتسباها عند الله

وجه محمود عادل وكيل النائب العام، الخطاب لوالدي الرضيعة جنيت قائلا" نقدر فرط اشتياقكما لها لكن احتسباها عند الله، فهو وحده خير من تحتسب عنده الودائع، ألم ترياها اليوم حين أتت، وقد تزينت كعرائس الجنان، فهي عند الله حتى تلقياها وهو وحده العدل، نعم فهو اسم من أسماء الله، ونحن اليوم في حضرة خلفاء الله في الأرض واقفون، نسأل حق الصغيرة، أتظنان حقها بين الله العدل وخلفائه سيضيع، لا والله، كلا ثم كلا ثم كلا، فقد قال الله وقوله الحق" ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب".

وانهى المرافعة قائلا" إن الإنسانية تستصرخكم لما أصابها من جراء تلك الفظائع التي ارتكبها المتهم، لاستئصال جرثومة خبيثة يخشى منها على أعراض وأرواح بناتنا وفتياتنا ونطالب بتطبيق أقصى عقوبة على المتهم وهي الإعدام شنقا، ونحن نطالب بذلك بطمأنية كاملة، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

تم نسخ الرابط