الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

رئيس اتحاد الأثريين المصريين: الوعي الأثري هو السياج الحقيقي لحماية تراث الأمة

أ.د. أيمن وزيري،
أ.د. أيمن وزيري، رئيس اتحاد الأثريين المصريين

في تصريح خاص لموقع «خلف الحدث»، أكد أ.د. أيمن وزيري، رئيس اتحاد الأثريين المصريين وأستاذ الآثار والحضارة المصرية، على أهمية الوعي الأثري كركيزة أساسية لحماية التراث الأثري.

وأوضح وزيري أن الوعي الأثري يمثل الإدراك الحقيقي لقيمة وأهمية التراث الذي خلفه الأجداد، والذي يعد المصدر الأساسي لكتابة التاريخ الصحيح.

وقال في تصريحاته لــ«خلف الحدث» "إذا ما أرادت أي أمة من الأمم أن تحافظ على تراثها الأثري، فلن تجد أفضل من الوعي الأثري سياجاً يحتضن هذا التراث، وكم يحتاج هذا التراث الأثري ويتطلع إلى هذا الوعي، ويتلهف على إيجابيته اليوم وغداً.

ويعني الوعي الأثري في أبسط كلماتٍ إدراكاً حقيقياً لمعنى التراث وأهميته وقيمته، وهو من إنجاز الأجداد القدماء. ويفتح هذا الإدراك كل السبل أمام العناية والمحافظة على هذا التراث، ومن ثم يتبني هذا الوعي الأثري على مستوى الجماهير كلَّ موجبات البحث والاهتمام بهذا التراث الأثري المعروف، وكل ما نتوقع الكشف عنه باعتباره المصدر الأساسي والبكر لكتابة التاريخ الصحيح الذي يجسد مبلغ اجتهاد أولئك الذين خلفوا هذا التراث، وهم الأجداد المتحضرون.  
وأشار وزيري الي الوعي الأثري، عندما ينتشر على مستوى الجماهير العريضة من أبناء الشعب - خيرَ تعبيرٍ بالفعل عن مبلغ ما وصل إليه التحضر عند الشعب.

وقال وزيري خير أمة هي التي يمتلك أبناؤها الوعي الأثري، ويقدِّرون تراث الأجداد، ولا يفرطون فيه أبداً. وخير شعب متحضر هو الذي يحافظ على هذه الثروة الأثرية، ويعكف على دراستها، وإتاحة الفرصة للآخرين للتعرف على قيمتها من وجهة النظر الحضارية.  
ولا يبلغ الشعب هذه المرتبة من الوعي من غير أن يعي تماماً أن مَن لا ماضيَ له لا خيرَ في حاضرٍ أو مستقبلٍ له.

بل ويجب أن تبقى جذور الحضارات القديمة قويةً ثابتةً ونابضة بالحيوية في الأرض الطيبة التي نبتت فيها.

وفي نفس السياق قال رئيس اتحاد الأثريين المصرية، من غير الوعي الأثري (الذي يجسد معنى المحافظة على الجذور الحضارية) يغيب عن الشعب فهم الحقيقة التي تؤكد أن صياغة وبناء الحاضر والمستقبل لا يمكن أن يبتَنَيا إلا على أساس هذه القاعدة الحضارية الراسخة العريقة.

كذلك الأمر إذا غابت عنه أيضاً الحقيقة التي تؤكد على أن قوة وأصالة الحاضر الحاضري والتي لا تنفصل عن جذور الماضي الحضاري- تبثان القوةَ والعزمَ والتصميمَ في التطلع نحو المستقبل الحضاري.  
والوعي الأثري هو نقطة البداية في العمل الأثري، وهو الذي يهييء المناخ البشري المناسب لكل ضروب العمل المتخصص، في المسح الأثري، والتصوير، والتسجيل، والتنقيب الأثري. وهو الذي يضع العناية والمحافظة، وحسن عرض الآثار، على الدرب الصحيح من وجهة النظر العلمية والعملية على حد السواء.

وختم أستاذ الحضارة المصرية حديثه مع «خلف الحدث» قائلاً: في غيبة هذا الوعي الأثري يمكن أن نتوقع كل شيء إلى حد انتهاك أو إهدار التراث الأثري، أو التفريط فيه. بل قل في غيبة الوعي الأثري يتبلد الحس الأثري تبلداً تتضرر بموجبه معايير التقويم الصحيح للتراث الأثري، بل ولا نبالغ حين نقول أن مثل ذلك يؤدي إلى قدر من التبلد الوطني، أعني فقدان الانتماء، وذلكم أخطر ما في الأمر.

تم نسخ الرابط