الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي..الإفتاء توضح

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية توضح حكم الاحتفال بمولد النبي

مع اقتراب المولد النبوي الشريف، الذي يوافق هذا العام يوم الأحد 15 سبتمبر الجاري، يحتفل الكثير من المسلمين بتلك الذكرى الشريفة والمحببة، بينما يرى البعض الآخر بأنها بدعة وأن كل بدعة ضلالة، مما جعل دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول هذا الموضوع ببيان شرعية وجوب الاحتفال أم تحريمه، وما مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي؟ 

حكم الاحتفال بمولد النبي

نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على الفيس بوك، عدة منشورات لتبين بالشرع حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعنوان «قالوا وقولنا عن النبي صلى الله عليه وسلم» فذكرت أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي العظيم عبادة وطاعة تقرِّب إلى الله تعالى؛ فمعنى الاحتفال هو إظهار الفرح والسرور، ومعنى العبادة هو أداء الأقوال أو الأفعال التي يُقصد بها القربة لله تعالى سواء كان ذلك بالفرائض مثل الصلاة والصيام والزكاة أو النوافل مثل الصدقات وذِكر الله وجميع أوجه البر، فالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو إظهار الفرح بنعمة الله المتمثلة في بعثة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين.

واستشهدوا على ذلك بقول الله تعالي:«قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا»، يونس: 58، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما:«فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وآله وسلم»، لذا فإن الاحتفال يكون بالصيام أو الصدقات أو الذكر وتلاوة القرآن، وكل ذلك من جنس العبادات المأمور بها شرعًا.

الاحتفال بمولد النبي هو تقرب إلى الله تعالى

وذكرت الدار أيضًا أن الاحتفال بمولد النبي هو تقرب إلى الله تعالى، وقد تقرب بها الرسول والصحابة، إذ تقرب الرسول إلى الله بشكره على إرساله للناس هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وذلك في يوم مولده الشريف، وذلك ثابت بالحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، فقد سُئِل صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الإثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم، وإذا كان صيام يوم مولده بسبب شكر الله على نعمة إرساله رحمةً للعالمين، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر الصحابة بهذا النوع من الصيام حين أمرهم بصيام يوم عاشوراء، شكرًا لله على نجاة موسى عليه السلام من فرعون، أفلا يكون صيام يوم مولده شكرًا لله أولى من ذلك.


المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى المولد الشريف

وأوضحت دار الإفتاء مظاهر الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قالت إن لمظاهر الدينية للاحتفال بذكرى مولد النبي الشريف، كقراءة القرآن الكريم وتلاوة السيرة العطرة وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة، كل ذلك جائز ومستحب شرعًا.

وقالت دار الافتاء: «دَرَجَ سلفُنا الصالح على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نصَّ على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى».

وأضافت أيضًا أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

تم نسخ الرابط