بالصور..محمد صبري: الصوت تأثيره كالسحر وكان منقذا لي في إحدى فترات حياتي
- رابي حمزة: الدولبي اتموس جعلت الصوت أقرب للمتلقي وأي تقنية حديثة تواجه مقاومة
- طارق علوش: الصوت جزء لا يتجزأ من الصورة والمشاهد شعر بأصوات الانفجارات الحقيقية في «الاختيار»
- أسامه الهادي: الصوت عالم كبير وهو برواز يؤكد على الحدوتة
- مينا النجار: تأثير الصوت إيجابيا على المتلقي يختلف بحسب مستواه وتردده وحالة المتلقي النفسية وغيرها
أقيم ظهر اليوم السبت، جلسة نقاشية تحت عنوان
"المزيكا والصوت والسينما" على هامش فعاليات اليوم الثالث لمتلقى ميدفست- مصر، بحضور عدد من صناع الموسيقى المؤثرين وهم: رابي حمزة مدير المحتوي وتجربة العملاء الرقمية في الشرق الأوسط وأفريقيا لدولبي، المهندس طارق علوش المدير العام والشريك المؤسس لأستوديو فيدبالك، الفنان أسامة الهادي، محمد صبري مدير العمليات في رووم آرت سبيس ومهندس صوت حر.
بدأت الجلسة التي أدارها محمد صبري، متحدثا عن أهمية الصوت في حياته وكيف كانت المنقذ له في فترة من الفترات، عندما عرض عليه أحد الأشخاص العمل في صناعة المزيكا منذ١٦ عاما، حيث كان تأثيرها عليا كالسحر.
وأوضح صبري في كلمته أن احتياحنا للصوت بدأ في الستينات، خلال إحدى حفلات لفرقة البيتلز الشهيرة عام ١٩٦٢، حيث كان الصوت حينها منذ اختراع التليفون يستخدم فيه مايك على سماعه واحدة، وخلال هذه الحفلة لم يستمع الجمهور لشىء، ومن هنا وجدت الشركات الكبرى أهمية العمل على ابتكار سماعات جديدة تنقل الأصوات للجمهور، وحدث تنافس كبير من المملكة المتحدة وشركات اخرى في العالم ومنها «راي دولبي» ثم بدأ يحدث مشاكل في السماعات والكهربا والمغناطيس، فتطور الأمر للبحث عن التركيز على تقليل الإزعاج، وتوالت التقنيات لحين تم اختراع نظام الاستريو الذي يعمل على سماعتين ثم نظام ال 5.1 لحين وصلنا لتقنية الدولبي اتموس «نظام صوت ثلاثي الأبعاد».
خلال اللقاء، أكد رابي حمزة مدير المحتوي وتجربة العملاء الرقمية في الشرق الأوسط وافريقيا لدولبي، أنه بدأ العمل مع شركة دولبي بسبب حبه للفن والتكنولوجيا المتخصصة في هذا الشأن، حيث كانت دولبي الأولى في لعالم التي بدأت العمل بتقنية الصوت منذ عام ١٩٦٥ عبر مراحل متطورة في عمليات نقل الأصوات المحيطة لحين وصلنا للدولبي اتموس اليوم.
وأشار حمزة أن تقنية الدولبي اتموس جاءت لتقريب الصوت بشكل أقرب للمتلقي حيث أنهم تعاملوا فيها مع الصوت كعنصر يوحي بالفراغ أو القوة ويتم تحريكه بالسرعة التي يختارونها، فالهدف منه أن يشعر المتلقي بعمق أكبر في الصوت وكأنه في وسط الحدث مثل صوت الطائرة الحي حتى يكون قريبا من الأذن.
وأكد حمزة أن أي تكنولوحيا جديدة تحمل مقاومة لكنها تفرض ذاتها في البداية ضاربا المثل بما واجهته التقنيات السابقة للدولبي اتموس من اعتراضات من قبل صناع الموسيقى منوها أنه حين يتم تجريب الأحدث يتجه صانع الموسيقى إليه.
من جانبه، أكد المهندس طارق علوش المدير العام والشريك المؤسس لأستوديو فيدبالك، أن الصوت جزء لا يتجزأ من الصورة، لأنه يضيف للمشاهد تأثير عظيم، فالصوت يستطيع تحديد المشاعر وتوصيلها للمشاهد، كخط حواري مؤثر.
وأضاف علوش أن المهم في الصوت هو التصديق وعدم المباشرة، منوها أنه يتم استخدام ومزج الأصوات الطبيعية مع المؤثرات بحسب شكل الدراما المقدمة حيث أن الصوت طاقة نستطيع الاستفادة منها.
وتحدث علوش عن تجربته الخاصة مع المزيكا منوها انه يشعر خلال عمله كأنه يتحدث مع المتلقي مؤكدا أن شريط الصوت مر بعدة مراحل بداية من العمل بتقنية الاستريو ثم ال 5.1 والتي منحت المشاهد تجربة أكثر تأثيرا بالعمل.
وأوضح علوش أن شريط الصوت عالم كبير، حيث يحدث التصوير ثم يتم العمل على الصوت في شريط منفصل، وأنه في بعض الأحيان ربما تحدث عواكس صوتية لا نستطيع التحكم فيها تم تسجيلها خلال التصوير وهنا تأتي وظيفة مهندس الصوت الذس يجب أن يخرج الحوار في أفضل جودة حيث يتم تنظيف الصوت من كل الأصوات المحيطة في اللوكشن ثم تبدأ عملية تركيب المؤثرات الصوتية والتي تحتوي على مؤثرات مباشرة أو غير مباشرة.
ونوه علوش أن حجم اللقطة في التصوير ينعكس على مستوى الصوت وقوته، وضرب مثل خلال العمل على مسلسل «الاختيار» وكيف كان لابد أن تخرج أصوات الانفجارات وطلقات الرصاص إلى المشاهد بنفس درجات التردد والاهتزاز حتى يعيش أجواء المعركة حقيقيا.
وحول العمل التوسع في استخدام تقنية الدولبي اتموس في المستقبل القريب، أكد علوش أنها تطلب توفير وقت مناسب وميزانية ضخمة وهذا لا متناسب مع الأعمال في وطنا العربي نظرا للاسراع في اللحاق بعرضها، بخلاف ضرورة أن تكون قاعات العرض مجهزة لعرض الأعمال بهذه التقنية وهي مسألة سيتداركها الجميع خلال الفترة المقبلة حيث ستتوسع الأعمال في استخدام تقنية الدولبي اتموس.
ونحو مدى تأثير درجة الاستماع المناسبة للمتلقي في بعض الأحداث التي يتواجد فيها وتشهد استخدام سماعات ضخمة، أكد علوش أن النسبة المسموح بها هي عند ٨٥ درجة مشددا على ضرورة الا تكون هذه السماعات مؤذية للأذن.
الفنان أسامة الهادي، تحدث عن بداية علاقته بالصوت من خلال رحلة استماعه إلى الأغاني ثم التركيز في التمييز بين أصوات كل شخص واخر، وقال: بدأت أفهم أن الصوت عالم كبير وهو برواز يؤكد على الحدوتة ودخلت في عالم الأغاني والمزيكا وتقنيتها ودايما كان عندي تساؤل كيف يكون هناك أصوات حقيقية تظهر على الشاشة كصوت شخص بيجري مثلا.
وعندما بدأت ادخل في الإخراج وجدت أن أهم شىء في الفيديو هو شريط الصوت، وقديما أيام السينما الصامتة بدأ تصميم شريط الصوت وكان الصوت لايف كفرقة تتواجد تحت شاشة العرض،
فالصوت هو طريقة تجعل الفكرة حية خلال شريط الفيديو.
وتحدث أسامه الهادي عن أسلوب الحكي في الفيلم التسجيلي، ردا على تساؤل حول المستوى المحدد لاستخدام شريط الصوت به، حيث أكد أن الفيلم التسجيلي تحديدا، لا يرتبط بنسبة محددة فشريط الصوت يتحكم فيه مستوى الحوار أو المزيكا مع الإشارة لضرورة تحديد بطل الحكاية سواء كان حكي على لسان شخص فقد يكون غالب على استخدام المزيكا بشكل أكبر، وأنه في بعض الاحيان يكون الصمت شديد الأهمية في صناعة الأفلام لانعكاس مدى تأثير حدث معين على الشخص.
وردا على تساؤل آخر حول تأثير شريط الصوت على الصحة النفسية من أجل رفع الحالة المعنوية الإيجابية، أجاب مينا النجار مؤسس ملتقى ميدفست- مصر، الذي أكد أن المسألة ترتبط بعدة أمور كمستوى الصوت ودرجة تردده وإيقاعه ومدى تأثير ذلك في خلق مشاعر معينة لدى المشاهد بخلاف كيفية الاستماع لدى المتلقي، وحالته النفسية، والوسيط الذي يستمع من خلاله فهي مسألة ليست مسئولية صانع المزيكا بمفرده.
الجدير بالذكر أن ملتقى ميدفست- مصر هو أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تأسس في عام 2017، يستكشف المهرجان التداخل بين السينما والصحة، حيث يستخدم الأفلام السينمائية كوسيط ووسيلة لرفع الوعي بالقضايا الصحية الهامة.
يُقام المهرجان في الفترة من 12 لـ 15 سبتمبر الجاري في الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة في ميدان التحرير.
يجمع الملتقى عشاق السينما من صناع الأفلام والأطباء، ويهدف إلى مشاركة القصص الإنسانية مع الجمهور والطلاب والفنانين وصناع الأفلام والأطباء وخاصة الأطباء النفسيون، من خلال ورش عمل مختلفة، وحلقات نقاشية وعروض أفلام تعمل على مناقشات موضوعات غير مقبولة مجتمعيا بإرساء دعائم نهج أكثر قبولا للجمهور العام في جميع أنحاء مصر والعالم.