لقد وضع النقيب الكبير ( دو بوى ) حدود العلاقة بين النيابة العمومية والمحاماة وضعاً صريحاً دقيقاً فى رد له على اتهام النيابة بأنه تجاوز الحد المسموح به ، قال :
ولقد شكا المحامى العام من حدة الكلام الذى وجهته إليه، بل أضاف مالم أكن أنتظره فى حق المترافع...
ليس مطلوباً منى أن أبرر حدتى فى المرافعة، فإننى أعتقد أنها كانت فى الحدود الضيقة لواجبى وحقى كمحام ، ولكن يكفينى أن يكون السيد المحامى العام قد أساء فهم عواطفى لأقدم له علناً - دون أن يكلفنى ذلك شيئاً - تفسيراً أرجو أن يرضيه..
إننى أحترم وظيفة النيابة العامة احتراماً أصيلاً عميقاً وأفضل أنواع الاحترام ذلك الذى يصدر حراً ومن تلقاء ضميرى للرسالة السامية التى تؤديها وضرورتها للهيئة الاجتماعية ، وإذا كان لابد أن أضيف شيئاً فإننى أقول ان تقديرى الشخصى لأخلاقه وكفايته كبير ، وإن كان المحامى العام لايطلب منى ذلك
وقد لايأبه له..أما وقد قلت ذلك فهو لايستطيع أن يطلب أن يمتد احترامى وتقديرى لمرافعته..فلست مطالباً بالنسبة إليها لابالاحترام ، ولابالتقدير ، بل ولابالرعاية ، إنما جئت هنا لأحاربها وأهاجمها ، وأقضى عليها إن استطعت بجميع الوسائل ، ولاأستبعد من بينها ولاشك الحدة إن كانت لازمة لنجاح قضيتى..
إن المتهمين إنما جاءوا هنا ليدافعوا عن أنفسهم ، إن شرفهم وحريتهم فى خطر ، ويجب أن تتساهلوا مع من يتكلم باسمهم ولو تخطى الحدود..وأنا لاأعتقد أننى تخطيتها..أقول حتى ولو تخطى الحدود ، فيجب أن يكون عندكم من الكرم ومن السماحة مايجعلكم تغضون الطرف عن ذلك ..
ما أحوجنا أن نتلوا على شبابنا تلك الروائع لكى يعرفوا قيمة المحاماة وضرورة التسلح بالعلم وبالقراءة والمعرفة .