لقاء عقد على قناة BBC عربية ، للقيادي الإخواني حلمي الجزار ، رئيس القسم السياسي بالتنظيم ، حول مبادرته لمصالحة جماعة الإخوان والنظام المصري .
أنكر الجزار أن يكون قد صدر عنه مبادرة للمصالحة مع النظام المصري ، ولكنها كانت طرح لتسوية شاملة للمعتقلين بالسجون المصرية ( على حد قوله ) في أطار لم الشمل بين كل القوى و الإتجاهات السياسية ، لمواجهة الظروف التي تمر بها البلاد ، والتي تحتاج إلى التوحد و نبذ الخلافات .
سبق وأن تناولت موضوع المصالحة في بوست سابق ، لكن الجديد ما جاء على لسان حلمي الجزار من مصطلح التسوية وليس المصالحة ، ولا أفهم ماذا تعني مبادرة للتسوية مع النظام وليس مصالحة مع النظام ، فأسباب رفض المصالحة هي نفسها أسباب رفض التسوية ، فما هو الجديد غير التلاعب بالألفاظ .
تلاعب الجماعة بالمصطلحات.. عادتها
لا أريد أن أخوض في جدل حول تلاعب جماعة الإخوان بالمصطلحات كعادتها حتى لا تدين نفسها أمام قواعدها ، فهذا ليس بجديد على جماعة الكذب عقيدتها ، فالشعب المصري قرأ بيان الجماعة ورفضه بلا أمل أو راجعة .
لكن استوقفني في حديث الجزار ما قرره أن مشكلة الجماعة مع النظام وليس مع الشعب المصري ، فالجماعة في صراعها مع النظام لم ترفع السلاح على الشعب المصري ، وأستشهد بضحايا الإخوان عند فض إعتصام رابعة والنهضة .
الكذب و التدليس.. عقيدة الجماعة
ولأن الكذب والتدليس وتغيير الحقيقة هي عقيدة الجماعة ، فلن أتحدث عن تنظيم " الكمالين " العسكري نسبة إلى القيادي الإخواني محمد كمال الذي سقط قتيلاً في تبادل أطلاق النار مع قوات الأمن لحظة القبض علية ، ولن أتحدث عن حركة حسم ولواء الثورة و…. و ….. وما مارسوه من عمليات إرهابية وسقوط ألاف الشهداء من الشرطة ، بعد فض إعتصام رابعة وحتى عام ٢٠١٩ ، ونجاح الأمن بالقضاء عليهم نهائيا بعد عام ٢٠٢٠ ، وسؤالي ألم يكن هذا رفع سلاح من الجماعة على الشعب المصري في تلك الفترة .
لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم ، ودون الدخول في جدل عقيم ، فسواء مصالحة أو تسوية ، لن يكون لكم وجود وسط الشعب المصري ، وخلافكم مع الشعب المصري قبل النظام المصري .