ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حديث شيخ الأزهر حول تفاضل الأديان يثير الجدل ومركز الأزهر يعلق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

علق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على اقتصاص جزء من  حديث الإمام الأكبر شيخ الأزهر في تفضيل بعض أنبياء الله على بعض، مؤكدًا على إخراج الألفاظ من سياقها من أجل تحويل معناها مما أعطوا بغرض التحريف؛ القذف والتدليس الذي يخالف الصدق وقواعد العلم.

وأكد على صفحته الرسمية"الفيس بوك"، لا يمكن فهم جملة من الكلام إلا بربطها بما قبلها وبما بعدها، لأنها تربط الكلام بهدف المتكلم، وتوضح جملته، وتنفي الاحتمالات والشبهات غير المقصودة، وهذه قاعدة عامة في فهم النصوص العربية ذات النسيج اللغوي المتماسك، فإذا كان كلام الله المعجز - الذي لا يضاهيه لفظ في الفصاحة - إذا أخرج من سياقه لم يدل على ما قاله، والمراد به حكيم عليم، فالأولى أن يحتاج إلى ما هو أقل منه من الألفاظ لفهمه على ضوء السياق.

وأشار إلى معرفة سياق كلام المتكلم في نص معين، وفي سياقات سابقة لنصوص أخرى، معبراً عن فكرته ومعرفته؛ ويحرم تفسير بعض عباراته -المخرجة من سياقها- على غير المراد، ومعلوم أن إخراج الألفاظ من سياقها من أجل تحويل معناها عما قصدت به؛ القذف والتدليس الذي يخالف الصدق وقواعد العلم.

 

كلمة شيخ الأزهر في الاحتفال بالمولد النبوي

 

وأوضح: خلال كلمة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر في الاحتفال بالمولد النبوي عام 1446هـ، تحدث فيها عن كمال أخلاق صاحب الرسالة السلام صلى الله عليه وسلم، وعلاقتها بخاتمة رسالته، وشموليتها، واتساعها لجميع العوالم: الإنسان والكائن، والكائن والجماد، والزمان والمكان؛ بينما كانت الرسائل السابقة مقتصرة على شعوب محددة وفي زمان ومكان محددين، ولم تمتد إلى أخرى.

 

وتابع: هذا بلا شك مؤشر على أهمية هذه الرسالة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، عدم وجود الخصائص المذكورة في ذاتها؛ بل لما ورد في هذا الأمر من أدلة تحكم التفضيل - وهو أعلى منزلة في التفضيل - فالمعنى أنه لا يتوقف على الصفات، بل على التفضيل الإلهي، وهو المراد بالاستثناء المستخرج من كلمة سماحة الامام حين قال: «اللهم إلا  اتباعًا لما يرد من الشرع الكريم في هذا الشأن»، مشيراً في هذا الاستثناء إلى ما ورد من الأدلة المعروفة للعامة والخاصة، ومنها، قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} آل عمران:11، وقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه} المائدة: 48، وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون). (رواه مسلم)، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر القبر، وأول شافع وأول مشفع" رواه مسلم.

 

وأكمل: لكن سماحة الإمام الأكبر أشار إلى أن تفضيل الرسالات -التي نزلت على الأنبياء في عصرهم- بعضها على بعض، والأنبياء بعضهم على بعض، لا ينبغي أن يكون محل خلاف وخلاف، أو مبني على وهو رأي خالٍ من الدليل، وذلك بفتح باب المقارنة فيه أمام الجمهور. ; لأن ذلك يشكل خطراً كبيراً على المجتمعات واستقرارها، والشواهد التاريخية تؤكد ذلك، بل الأصل هو تفويض الأمر إلى الله تعالى، والتسليم والإيمان بما أنزل عملاً بالأدلة الواردة في هذا الصدد، والمذكورة في كلام سماحة الإمام المتضمن قول الله عز وجل: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات)البقرة: 253، وكذلك قوله: {وَلَقَدْ فضلَنَا بَعْضُ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} الإسراء: 55، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تخيروني من بين الأنبياء» رواه البخاري، وفي لفظ آخر: «لا تخيروني بين الأنبياء» رواه البخاري. متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تخيروني على موسى» متفق عليه، وقوله لما جاءه رجل من أصحابه فقال: يا محمد! يا سيدنا وابن سيدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا: «ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله» (رواه أحمد في مسنده)، وهي مكانة النبوة والرسالة.

تم نسخ الرابط