نشاهد بداية الارتباط للكثير مليئة بالحب والشغف ثم تختلف المراحل التالية في كل علاقة؛ فنشاهد عند حضور اي مناسبة لعروسين سواء أكانت خطوبة او زواج نشاهد الفرحة والحب وكأن هذا الحب يدوم للأبد وسرعان ما نجد مع مرور الوقت بعض العلاقات انتاباها الفتور وعلاقات اخرى انتهت انفصال وعلاقات اخرى زاد فيها الحب وهذا يعتمد على المراحل التي تمر بها العلاقة وكيف تعامل الطرفين خلال العلاقة؛ فأول مرحلة للعلاقة الإعجاب ومن ثم الحب وهذا يحدث في بداية التعارف الخطوبة فكل طرف يكون حريص علي استمرار تلك الفترة للانتقال للمرحلة التي تليها وهي الزواج؛ فكل طرف يظهر أجمل ما لديه ويتغاضى عن اي سلبيات او عيوب يشاهدها فكل هدفه اتمام هذا الزواج ولكن لم يتمعن ويركز في كيف تبدو العلاقة بعد الزواج! فالهدف الأهم ليس اتمام الزواج بل استمرار ذلك الزواج بعد اتمامه!؟ فلو سألنا كل طرفين لما تزوجت هذه ولما اختارتي هذا ستجد إجابات مختلفة؛ فمنهم من وجدها زوجة مناسبة من وجهة نظره طبقا لما ظهر في مرحلة الخطوبة فالبعض يخبرني انه وجدها مطيعة وآخر وجدها غير مفتعلة للمشاكل وآخر وجدها هادئة الطباع؛ وهناك من اختارته لانها تريد ان تتزوج وتنجب وهناك من وجدته شريك للحياة؛ والجميع يعبرون عن مرحلة الخطوبة بأنها اجمل مرحلة فبكل تأكيد لان ليس بها مسؤوليات وأيضا كل طرف يكون حريص على إسعاد الطرف الآخر وحريص علي إظهار اجمل الصفات وإخفاء العيوب بخلاف ذلك حتى العيوب التي تظهر يترجمها الطرف الآخر بطريقة إيجابية ولو استمر كل طرف يرى تلك العيوب بطريقة إيجابية بعد الزواج كما يراها قبل الزواج لعاش الجميع في مرحلة الخطوبة بنفس الحب والحماس! نأتي للمرحلة التانية وهي مرحلة التعود والضمان وإنتهاء الحماس؛ فكل طرف ضمن الطرف الآخر بما يسمى بعقد الزواج! وتعود كل طرف على الآخر وكأنه امتلكه وانتهى الحماس الذي كان بمرحلة الخطوبة! فيبدأ كل طرف بإظهار العيوب بلا إكتراث وإخفاء المزايا وتبدأ مرحلة الاعتياد والروتين!؟ وإذا حدث إنجاب فيكسر الروتين ولكنه يخلق تحديات ومسؤوليات جديده فتبدأ المرأة بالاهتمام بالطفل وعدم الاكتراث بالزوج ويبدأ الزوج الشعور بالمسؤولية وعدم اهتمام المرأة به فيبدأ بالشعور بأنه كبر عشرة أعوام ويبدأ بالشعور بأنه يحتاج لكسر ذلك الروتين الزوجي الممل المكرر كل يوم على نفس الوتيرة وإذا لم يحدث ذلك يبدأ الشعور بالاستسلام والتأقلم على هذا الزواج الروتيني ومنهم من لا يستطيع التأقلم على هذا الروتين ويحتاج إلى كسره عن طريق الزواج مرة اخرى او تغيير نمط الحياة الزوجية؛ فيجب ان يدرك كل طرف عند الشروع في الارتباط انه ليس مجرد تجربة بل هو مشروع للزواج الناجح ودراسته دراسة جيدة وإدراك عوامل نجاح ذلك المشروع ويتعاملوا منذ بداية التعارف بكل صدق وصراحة ويعرف كل طرف ماذا يريد من العلاقة ولما اختار هذا الشخص ليكمل معه رحلة الحياة حتي يضمنوا نجاح ذلك المشروع والاستمرار فيه فالنجاح الحقيقي ليس الزواج بل الاستمرار فيه والزواج الناجح الذي يزيد فيه الحب والشغف والحماس وكل ما تطول العلاقة يكتشف الطرفين الاجمل فيهما ويعلموا ان إستمرار الزواج يحتاج إلى بذل مجهود من الطرفين ويحتاج إلى تجديد في الحياة الزوجية ونمط الحياة حتى يضمنوا زواج ناجح مليء بالمودة والرحمة والحب فالحياة لا تحتاج إلى زوجين لتستمر فقط بل تحتاج لشركاء حياة مدى الحياة.