الأحد 29 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الصليب اليوم الجمعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأ الأقباط صباح اليوم التهاني بمناسبة "عيد الصليب"، الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غدًا، الموافق السابع عشر من شهر توت القبطي، ويستمر الاحتفال به لمدة ثلاثة أيام.

 

تاريخ عيد الصليب

 

تحتفل الكنيسة بعيد الصليب مرتين في العام، المرة الأولى تكون في 17 توت، والتي تأتي بعد عيد النيروز الذي يمثل رأس السنة القبطية، يعود أصل الاحتفال إلى الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين، التي قامت في عام 326 م برحلة إلى أورشليم بحثًا عن الصليب المقدس، والذي يعتبر رمزًا مركزيًا في المسيحية.

عندما وصلت هيلانة إلى أورشليم، سألت عن مكان الصليب، لكن لم يعرفها أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، الذي أرشدها إلى منطقة الجلجثة، هناك، عثرت على ثلاثة صلبان؛ ولأنهم لم يستطيعوا تحديد أي منها هو صليب المسيح، أجروا اختبارًا بوضع ميت على كل صليب.

وعندما وُضع الميت على الصليب الثالث، قام فورًا، مما أثبت أنه صليب المسيح. فاحتفل الجميع بهذا الاكتشاف، وأرسلت هيلانة جزءًا من الصليب إلى ابنها قسطنطين، وأمرت بتشييد العديد من الكنائس.


الرمزية والمعاني

 

يعتبر الصليب رمز الفداء والتضحية، حيث يُمثل محبة الله للبشر. من خلاله، قدم يسوع المسيح نفسه فداءً عن البشرية، وغلب الموت على الصليب، مما يعكس أمل القيامة والحياة الأبدية. يُعتبر عيد الصليب أيضًا رمزًا للغلبة، حيث استخدمه قسطنطين كعلامة للنصر في معاركه، مما ساهم في إلغاء عبادة الأوثان.

 

عيد الصليب يحمل في طياته عدة معانٍ مهمة، منها:

 

الفداء: تذكير بتضحية المسيح من أجل خلاص البشرية، مما يُظهر عمق محبة الله.
وجود الأمل: يُشير إلى الرجاء في الحياة الأبدية، ويعزز الإيمان بأن الموت ليس نهاية، بل بداية حياة جديدة.
إعلان التوبة: يشجع المؤمنين على الاعتراف بخطاياهم والعودة إلى الله، في دعوة للمغفرة والتجديد الروحي.

 

الاحتفال الثاني

 

الاحتفال الثاني بعيد الصليب يحدث في 10 برمهات، ويعود تاريخه إلى عام 627 م، في ذلك العام، واجه الإمبراطور هرقل الفرس بعد أن انتصر عليهم في معارك عدة، أثناء مروره على بيت المقدس، شهد أحد أمراء الفرس نورًا ساطعًا من قطعة خشبية في كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة، حاول الأمير أخذ القطعة، لكن النار خرجت منها وأحرقت أصابعه، مما جعله يدرك أنها قطعة من الصليب.

في محاولة للاستيلاء على القطعة، قام الأمير بإعطاء رشوة للشماسين الذين كانوا يحرسونها، لكن بعد اكتشاف أمرهم، أمر بإعدامهم ودفن الصندوق في حديقة منزله، اكتشفت إحدى السبايا، ابنة كاهن، مكان الصندوق وأخبرت هرقل، الذي قاد جيشه للبحث عنه. بعد حفر الأرض، وجدوا الصندوق بما فيه، وأخذ هرقل القطعة المقدسة إلى القسطنطينية، حيث تم حفظها بتقدير كبير.

يمثل عيد الصليب مناسبة مميزة للأقباط، حيث يجسد الإيمان بالفداء، ويعزز الأمل في الحياة الأبدية، ويدعو إلى التوبة والرجوع إلى الله. يظل الصليب رمزًا قويًا للغلبة والانتصار على الموت، مما يذكّر المؤمنين بأهمية الإيمان في حياتهم.

تم نسخ الرابط