الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

قبل مباراة السوبر الإفريقي.. مركز الأزهر العالمي للفتوى يحذر من التعصب الرياضي

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في بيان له بمناسبة مباراة السوبر الإفريقي، من التعصب الرياضي، وأكد أن السخرية والتنابز بالألقاب والسب والغيبة والعنف اللفظي، جميعها سلوكيات محرمة، تنافي الروح الرياضية الراقية، وتُهدد السلم المجتمعي.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن الإسلام أباح ممارسة الرياضة والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية، إلا أنه وضع ضوابط الألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه ونفسه وماله ووقته وسلامته وسلامة غيره.  

حرمة سلوكيات التعصب 

وأكمل أن الحفاظ على الوحدة مقصد شرعي نبيل يراعي هذه الضوابط، واستدل بقول الله سبحانه:«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، سورة آل عمران: 103، وأن زوال  مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فُرقَة؛ ويدل عليه قوله تعالى لنبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد ضرار:«لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ»، سورة التوبة: 108.

وأكمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان، فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ»، أخرجه مسلم. 

وأكد أنه ما يحدث عقب المباريات الرياضية من ممارسات سلوكية غير أخلاقية سواء على الشّاشات التلفزيونية أو على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي تتضمن إشارات بذيئة وألفاظ نابية وأوصاف مشينة، لا تتناسب مع أخلاق ديننا، وتاريخ أمتنا وثقافتنا وحضارتنا ولا تعد أمرًا هينًا فالكلمة أمانة ومسئولية سيحاسبنا الله سبحانه وتعالى عليها.

حرمة سلوكيات التعصب والسب 

وحرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على تأكيد حرمة هذه السّلوكيات وما تضمنته من سخرية، أو تنابز بالألقاب أو تعصب أو سبٍّ أو غيبة أو عنف لفظي وبدني، فأدلة الشرع على تحريم هذه السّلوكيات وأمثالها كثيرة ومن ذلك قول الحق سبحانه:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون»، سورة الحجرات: 11، وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً؛  يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»، أخرجه البخاري وغيره، وقوله ﷺ: «ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ، ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحش، ولا البذيءِ»، أخرجه الترمذي والحاكم. 

الأزهر يناشد المسؤولين لمحاربة التعصب 

ويناشد المركز مسؤولي منظومات الرياضة أن يواجهوا هذا التّعصب الرّياضي بوسائل توعويّة وعقابيّة تمنعه بالكلية، كما يهيب بالرياضيين أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائنا، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطئ على من جاء به من أي فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا في النشء الانتماء الخالص للدين والوطن.

تم نسخ الرابط