ads
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي: "حرب أكتوبر كانت بمنزلة زلزال تعرضت له إسرائيل، ولم نملك القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى، فقد استخدم المصريون الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات بدقة شديدة"، ففي ذكرى نصر أكتوبر العظيمة سوف استرشد بما قيل عن عظمة الجيش المصري وسأبدأ بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا منها جندًا كثيفًا فهم خير اجناد الأرض وهم فى رباط الى يوم القيامة"، قال نابيليون بونابرت : " لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم"، كما قيل عن المصريين أنهم  أصلح الامم لأن يكونوا من خيرة الجنود ومن صفاتهم العسكرية الأمتثال للأوامر والشجاعة والثبات عند الخطر والتذرع بالصبر فى مواجهه المحن والاقدام على المخاطرة والاتجاه الى خط النار وتوسط ميادين القتال بلا وجل ولا تردد، كما قال المارشال الفرنسى مارمون عندما تولى قيادة الحلفاء فى حرب القرم لا ترسلوا لى فرقة تركية ولكن ارسلوا لى كتيبة مصرية، كما قال يعقوب عميدور ( ظابط مخابرات) : "الجندى المصرى بالفعل أقوى جنود الله" ، وقال إرييل شارون: " برهن المصريون على مقدرة جنودهم على القتال وقدرة ضباطهم على القيادة وقدرتهم على استخدام أحدث الأسلحة"، كما قال جابي إشكينازي أحد أفراد سرية إسلاائيلية :"امتاز الجندى المصرى بالقدرة الفائقة والأداء العالى الذى مكنه من اقتحام خط بارليف وعبور القناة فى وقت قياسى الأمر الذى أثار الرعب بداخلنا فقد انتابتنا حالة من الذهول بمجرد وصولنا أرض المعركة فقد فوجئنا بأن جميع معدات فرق الكتيبة الجنوبية قد دمرت "، كما قال إزحيل باشوت أحد جنود العمليات الخاصة : "لقد برهن الجيش المصرى على أنه أفضل تدريباً، وأحسن تشكيلاً واستعداداً ، وأشد جلداً ، وأفضل عداداً"، فالمصريين أثبتوا للعالم عقب حرب أكتوبر أنهم صُناع التاريخ، ومصر حققت التوازن السياسي والعسكري في المنطقة ، واحتلت القوات الجوية المصرية رقم 8 عالميًا من حيث عدد الطائرات و3 عالميًا فى طائرات التدريب ، كما نشر موقع "جلوبال فاير باور" المتخصص فى الشئون الدفاعية والعسكرية، تصنيفًا جديدًا لجيوش العالم من حيث قوتها، احتلت فيه مصر المرتبة العاشرة، متفوقة بذلك على جيوش ألمانيا وإيطاليا وتركيا وإيران.

دروس حرب أكتوبر

تعلمت من دروس حرب أكتوبر أن الحياة كساحة حرب يجب أن تتأقلم على كل الظروف، فبعض من تدريبات الكلية الحربية (الصاعقة) يعوّدوا أبناء الكلية الحربية كيفية التأقلم على جميع الظروف ويضع الأفراد في أصعب الظروف، فتعلمت أن اعتبر أي عقبة تصادفني في هذه الحياة أحاول اتغلب عليها ، حتى تجعل مني شخص أفضل قوي يستطيع التعامل مع المستقبل بشكل افضل، ، فمن شعار الكلية الحربية (الواجب-الشرف-الوطن) فقد وضعت ذلك الشعار أمامي فعليًا، فهناك واجب يجب أن أقوم به تجاه وطني الحبيب مصر، وشرف الدفاع عنها حتى الموت، والوطن هو السند والظهر وتذكرت انشودة كان السوفييت في الحرب العالمية الثانية ينشدونها تقول : إذا فقد الجندي ساقيه في الحرب، يستطيع معانقة الاصدقاء، إذا فقد يديه، يستطيع الرقص في الأفراح، و إذا فقد عينيه، يستطيع سماع موسيقا الوطن، و إذا فقد سمعه، يستطيع التمتع برؤية الأحبة، و إذا فقد الإنسان كل شيئ , يستطيع الإستلقاء على أرض وطنه، أما إذا فقد أرض وطنه ، فماذا بمقدوره أن يفعل ؟! وأيضا شعار أكاديمية ناصر العسكرية ( الفكر- الإيمان- النصر) ، فتعلمت من ذلك الشعار كيف استغل الفكر في كل ما هو مفيد وكيف استخدم فكري واسخره لتطوير بلدي وعند سماع شائعات كيف نستخدم الفكر حتى لا يستقطبنا كل ما يريد العداء للبلد ، كما تعلمت من شعار الإيمان ان حب الوطن من حب الله ، أما آخر كلمة في الشعار فأعطتني أمل أن وراء كل محنة منحة والنصر دائمًا امدًا حليف لمصر وجيش مصر ووضعت في اعتباري أما النصر وإما النصر، فيجب أن نُعلم أبنائنا ما معنى الوطن وعظمة الجيش المصري ويجب أن يتم تعميم شعارات كل من الكلية الحربية وأكاديمية ناصر العسكرية على جميع الطلاب في جميع المراحل التعليمية من الابتدائية حتى المرحلة الجامعية حتى يعلموا ما معنى الوطن ويعرفوا قيمة هذا الوطن وأن يحافظوا عليه بل أن يفنوا حياتهم في سبيل حمايته والدفاع عنه حتى الموت. 

العنصر البشري.. صانع الفارق بكل المقاييس

ومن أهم دروس حرب أكتوبر ان العنصر البشري هو الأهم ، فهو الذي يصنع الفارق بكل المقاييس! فقد ذَكّرّ سيادة الرئيس اثناء أداء القسم أن المرحلة القادمة ستشهد بناء الانسان المصري على أساس شامل ومتكامل بدنيًا وعقليًا وأضيف عليه نفسيًا ، وبالفعل بدأت الدولة تهتم بصحة الانسان وأطلقت الدولة عدة حملات لعلاج المواطنين فكانت نتائج البرنامج القومي المصري للكشف عن الفيروس الذي نجح في مسح قرابة 50 مليون مواطن، بخلاف اطلاق حملات توعية نحو أضرار سوء التغذية ، كما أن مصر الدولة الوحيدة التي تصدت لأزمة وباء كورونا بكل حرفية وبمنتهي الصرامة في وقت أعلنت دول متقدمة عن استسلامها ! وأطلق سيادة الرئيس أيضا مبادرة بداية للاهتمام ببناء الإنسان؛ كما أن حرب أكتوبر أظهرت للعالم مدى قوة الجيش المصري، فواجهت القوات المسلحة المصرية اكثر من مانع في مقدمتها المانع المائي والساتر الترابى وخط بارليف بتحصيناته المعقدة لتعطي لنا درس عظيم بأن النجاح في اي عمل يتطلب توافر العزيمة الصلبة والارادة القوية الى جانب التخطيط السليم فكل شيء ينجح اذا تم التخطيط الجيد له، بالإضافة للوعي والضمير الوطني والعمل كفريق واحد مع توزيع المهام بحرفية لتجاوز كل الصعاب والعراقيل ، ففي ضوء ذكري حرب أكتوبر العظيمة يجب أن يستلهم الشعب المصري الروح التي عاشها المصريين في تلك الفترة والالتفاف خلف القيادة المصرية للتغلب على التحديات التي تواجها مصر ومواجهة الارهاب في الداخل والخارج وايضًا مواصلة السير والتقدم الذي تعيشه مصر اليوم من خلال المشروعات القومية التي تمتد من قبلي لبحري بخلاف إقتلاع الفساد من جذوره، ويجب أن يفتخر كل مصري بأنه في الوقت الذي قال فيه خبراء السوفيت والفرنسيين ان تدمير الساتر الترابي يحتاج إلى قنبلة نووية أقوى بكثير من قنبلة هيروشيما وناجازاكي، تمّكن المهندسين المصريين من تدميره، كما أن أهم دروس أكتوبر ادراك الجميع أهمية موقع مصر الجغرافي ، فهي بمثابة العمود الفقري لدول العالم ويطمع في الحصول عليها الكثيرون لذا لن تتوقف الحرب على مصر ولكن ستتخذ أشكال عدة فحرب أكتوبر كانت على أرض الواقع وجهًا لوجه اما اليوم فالحروب اتخذت أشكال عدة منها الكترونية ونفسية وفكرية، فيجب أن يعي الجميع ذلك فبعد درس أكتوبر ١٩٧٣ أيقن كل من يعادي مصر أن الخيار العسكري ضد الجيش المصري معروف نتائجه مسبقًا وهي الهزيمة الساحقة لذا اتجهوا الى حروب الجيل الرابع والخامس المعتمدة على سلاحي الفكر والنفس، كل عام ومصر العظيمة في نصر وعزة وكرامة وتقدم وازدهار.

تحيا مصر بجيشها وشعبها، وفي ذكري حرب أكتوبر أتمنى لوطني الغالي مصر كل الخير والآمان تحيا مصر بجيشها وشعبها.

تم نسخ الرابط