الأربعاء 30 أكتوبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

بالصور..مائدة مستديرة لجمعية الصداقة المصرية الروسية بالبيت الروسي.

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

بالتعاون مع البيت الروسي في القاهرة عقدت جمعية الصداقة المصرية الروسية مساء الاثنين الموافق ٢٩ من سبتمبر مائدة مستديرة وسمت ب.. "التعاون السياحي المصري الروسي نموذجًا"؛ أدار النقاش د. شريف جاد أمين عام جمعية الصداقة المصرية الروسية، والتي استأنفت عملها قبل عدة أشهر من العام الحالي برئاسة الدكتور إبراهيم كامل.
واستضافت المائدة للنقاش، الدكتور سيد نوفل المستشار السياحي السابق بموسكو، ولواء طيار سمير محمد علي الخبير السياحي عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية، وأ. هاني أسامة نائب مدير عام إحدى الشركات العاملة بالقطاع السياحي، وأ. د. فتحي طوغان أمين عام الجمعية المصرية لخريجي الجامعات والمعاهد الروسية والسوڤيتية. 
فضلا عن العديد من أعضاء جمعية الصداقة والشخصيات العامة.
بدأ اللقاء بترحيب شريف جاد بالحضور متحدثًا عن أهمية السياحة كمحور من محاور النهوض بالاقتصاد القومي، مشيدا بأهمية التعاون بين مصر وروسيا في مجال السياحة وأهمية وجود السياحة الروسية في السوق المصرية، والتي قدرت نسبتها في وقت سابق ب.. ثلاثة ملايين سنويًا، 
وعن الاختلاف النوعي الذي يميز السائح الروسي أضاف جاد: إن السائح الروسي له ميلا شديدا نحو مصر؛ حتى أن بعض المواطنين الروس قد يعاودون زيارتها لعدة مرات قد تصل إلى عشرين مرة، وما يميز مصر أن لديها مختلف ألوان السياحة؛ فتتنوع فيما بين سياحة الآثار والسياحة الشاطئية والدينية والعلاجية، وتحاول مصر الآن العودة إلى المعدلات المأمولة.
ثم قدم جاد المخرج أحمد عبد العليم ليتحدث عن الفيلم التسجيلي الذي قام بإخراجه عن افتتاح المتحف المصري الجديد، وأعمال الترميم، وأعرب عبد العليم عن سعادته أنه استطاع تصوير لحظات خالدة في التاريخ المصري الحديث، كتصوير المسلة المعلقة قبل رفعها إلى مكان العرض، وهي الوحيدة من نوعها في العالم، وقد نقش اسم مصر عليها بجميع لغات العالم، واللقاءات المميزة مع بعض أعضاء فريق الترميم وهو بمثابة رسالة شكر على ما بذلوه من جهد مميز، وقد نال الفيلم استحسان الحضور وإعجابهم.
وفي كلمته وجه لواء طيار سمير محمد علي الشكر لجمعية الصداقة على الدعوة معربا عن فخره بالحديث عن مستقبل مصر خاصة مع اقتراب ذكرى انتصار أكتوبر التي نعتز بها جميعا، وأننا كمصريين لم ننس أبدًا أننا انتصرنا في تلك الحرب بالسلاح الروسي، والعلاقات الممتدة منذ عقود بين البلدين، وعن تجربته الرائدة تحدث علي قائلا:
أنه عمل بالقطاع السياحي منذ عام  ١٩٨٨ وقت أن كانت معدلات السياحة الروسية تقدر بنحو ثلاثين ألف سائحا روسيا سنويا، وقد بدأت باستقبال حوالي ٢٥٠ سائحا أسبوعيا حتى وصلت إلى معدلات قدرت بملايين، مثمنا التزام السائح الروسي ومدى احترامه للقوانين والقواعد، وعن استهداف مصر لإعاقة حركة السياحة قال علي: إن هذا لا يمكن إنكاره؛ لكن الدولة المصرية على يقظة وتتصدى لمثل تلك المعوقات .
وملتقطا الحديث عاد جاد ليؤكد: مدى شرف وعراقة الشعب المصري؛ ولا عجب إذ أنه يتمتع بموروث حضاري يجعله بمنأى عن عادات دخيلة حتى وإن تأثر بها لوقت أو لظروف، وأن محاولات النيل من استقرار المجتمع المصري تبوء بالفشل دائما مهما دفع من أموال وبذل من مجهود؛ فمجرد ابتسامة في وجه السائح والمعاملة الدمثة تجعله يعاود المجىء.. وكما أن السائح الروسي يحب مصر فإن القائمين على صناعة السياحة من المصريين شعروا بافتقاد السائح الروسي حتى وإن تجاوزت نسب الحجوزات في فنادقهم ومنتجعاتهم النسب المعتادة.
وتحدث هاني أسامة عن تجربة شركته في السوق المصرية والروسية والتركية، موضحا اختلاف ثقافة الشعب المصري في التعامل مع السائح الروسي عن بلدان أخرى تحاول استقطابه؛ غير أن كفة المعادلة تميل إلى صالح مصر دائما، وأن السياحة والثقافة وجهان لعملة واحدة؛ فنحن نسافر لنحصل على المتعة والمعرفة في الوقت ذاته، مضيفا أنه في وقت سابق كان لنصيب شركته حوالي ثلث أعداد السياحة الروسية إلى مصر، وعقب استئناف الرحلات الروسية كان الفوج الأول والبالغ عدد أعضائه ٦٠ عضوا  من فريق التايكوندو للمشاركة في إحدى المسابقات، وكم كانت سعادته بنجاح التنسيق في استقبال الفريق الذي كان بداية لاستئناف الرحلات السياحية.
بينما تحدث د. سيد نوفل في كلمته عن ذكرياته أثناء فترة عمله كمستشار سياحي لمصر، وعن رسالة الدكتوراه التي اهتمت بالسياحة فيما بين البلدين وأنه رفض أن يقتصر وجود السائح الروسي على موسم الشتاء فقط، وثمن نوفل التطور الذي شهدته مصر في الطرق وكيف أنه كان يشعر بالخجل عندما تشاهد الوفود القادمة من طريق المطار مشاهد الجبانات وأن التطوير الذي تشهده مصر سينعكس ولا شك على زيادة معدل السياحة ليفوق الأعداد المتوقعة أيضا ما دام هناك التخطيط السليم والمناسب.
وفتح جاد باب المداخلات، فتحدث د. فتحي طوغان عن أهمية العلاقات بين السائح الروسي وارتباطه بمصر وأن تنوع وتفرد مصر بسياحة شاطئية ودينية وسياحة آثار يعد ميزة يجدر بالجميع استثمارها، وأن السياحة العلاجية من أهم الأنشطة السياحية التي تستهدفها مصر فضلا عن السياحة الشاطئية ومدى حب الشعب الروسي للوجود في دهب والغردقة وكيف بدأت السياحة بمقومات بسيطة ومناطق غير مؤهلة، إلا أن يد التطوير امتدت إليها؛ ليتم إنشاء عشرات السلاسل لفنادق عالمية ومصرية تمتلك قدرة تنافسية عالية، وأن البلد الذي يمتلك هذا القدر من الآثار والأماكن المتعددة والمناخ المعتدل لابد وأن يحتل مكانة مرموقة يستحقها.
وقد أعربت د. عزيزة الصادي نائب رئيس القسم العسكري بوابة الغد عن سعادتها بهذا النقاش الثري الذي حمل تنوعا فكريا ورؤى عديدة مهمة لافتة النظر إلى أهمية السياحة العلاجية والتي يجب أن تجد المرتبة التي تستحقها كالسياحة الشاطئية وسياحة الآثار، وأن يتم الترويج لها وفق خطط منهجية والعمل على جذب حركة السياحة؛ فالاستشفاء والحصول على الترفيه في الوقت ذاته حيث المناخ المعتدل لمصر سيساهم مما لا شك فيه في دعم هذا النوع المهم للسياحة، بينما تحدثت الناقدة الأدبية منال رضوان عن تصريح د. سيد نوفل في جريدة المصري اليوم والمنشور بتاريخ ٢٠٠٦ حول المعوقات التي تواجه الجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عن روسيا بعد تفكك الاتحاد السوڤيتي، وتتلخص في عدم وجود الطيران المباشر من وإلى مصر وأن نظام شارتر كان هو النظام المتبع، وتساءلت هل تم تلافي هذه المعوقات على مدار السنوات الماضية، وعن السياحة الدينية قالت رضوان: من حسن الطالع أن روسيا تتبع الكنيسة الأرثوذكسية وهو المذهب ذاته الذي تتبعه الكنيسة المصرية، ولذا يمكن أن يكون هناك عدة اتفاقيات فيما بين الكنيستين على المستوى الشعبي أيضا بإرسال واستقبال الأفواج السياحية على مدار العام وألا يقتصر الترويج للسياحة الدينية على مسار العائلة المقدسة فقط؛ إذ أن لدينا العديد من الأديرة والكنائس في جميع محافظات مصر والتي يمكن أن تستقبل السياحة على مدار العام. كما تحدث العديد من أعضاء الجمعية وقدموا عدة مقترحات مهمة على إثرها وجه د. شريف جاد بعمل لجنة مصغرة لبحث المقترحات وتقديم توصيات بشأنها إلى الجهات المعنية. 
وفي ختام اللقاء التقط الجميع الصور التذكارية احتفالا بنجاح اللقاء.

تم نسخ الرابط