الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

في اليوم العالمي للمسنين.. مركز الأزهر يوضح كيف يكون بر الأبوين في الكبر

مركز الأزهر للفتوى
مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية

يحتفل العالم كل عام في غرة أكتوبر باليوم العالمي لكبار السن «المسنين»، إذ حددت الأمم المتحدة هذا اليوم للتوعية بالاهتمام بهم، وبمناسبة هذا اليوم وضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في بيان له كيف يكون بر الأبوين في كبرهما. 

وقال مركز الأزهر في بيانه إن برّ الأبوين قد يبدو أمرًا سهلًا حال صِحتهما ويسارهما، وقدرة الوالدين على القيام بشئونهما وشئون الأبناء في كثير من الأحوال، وهذا لا يُهَوِّن مطلقًا من برُّ الوالدين، الذي أمر به سبحانه حين قال:«وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، الإسراء: 23، وأن طاعتهما من أجلِّ وأعظم الطَّاعات؛ وبرُّهما يحقق أسمى المقاصد والغايات.

بر الوالدين يكون عظيم الأجر عند بلوغهما الكبر 

وأوضح أن يتأكد برُّ الوالدين ويعظم أجره حين بلوغهما الكِبر، وما يقتضيه من ضَعف وقلة تدبير وحاجة للمال والرعاية والأُنس، بل إن بَذْل البر والإحسان والرعاية والتَّلطف في القول والمعاملة هو معيار البِرِّ الحقيقي؛ لذا خصَّ الحق سبحانه هذه المرحلة بمزيد وصية، فقال سبحانه:«إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، الإسراء: 23، 24. 

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى في الوصية بالوالدين بين كِبر الوالدين وتربية الأولاد في الصِّغر، لحثِّ الأبناء على ردِّ جميل آبائهم وأمهاتهم، ولكون الوالد حينما يُحسن في تربية ولده فإنه يربي أبًا له في صِغر شيخوخته.

وأشار المركز أنه حين يُعطي الابن جزءًا من ماله لوالديه فقد كان بالأمس يتمتع بعموم أموالهم، وحين يقتطع جزءًا من وقته لرؤيتهم والقيام على شئونهم، فقد كان بالأمس محطّ نظرهم وقرة عينهم، وحين يجاهد نفسه في برهم والإحسان إليهم فقد كانا يبذلا الصعب لخدمته بطيب نفس ورضا وسرور.

ترك الوالدين في كبرهم من أشد أنواع العقوق 

وأكد أن إهمال الأولاد لآبائهم وأمهاتهم في الكِبر، وتركهم يتقلبون في مآسي المرض والحاجة والوحدة، بعدما ربوهم وعلموهم وأهّلوهم للنجاح في مجالات الحياة؛ يُعدُّ لونًا من أشد ألوان العقوق التي توعد الله سبحانه المتصف بها بعقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة؛ يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليهوسلم: «كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ»، أخرجه البخاري في الأدب المفرد. 

تم نسخ الرابط