أمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 من سبتمبر، بخريطة الشرق الأوسط الجديد ، وصنف دوله بحسب اعتقاده إلى دول النعيم :- وتشمل سلطنة عمان، السعوديه، ومصر، والسودان، والهند ، وقد يشملهم جميعا خطا استراتيجيا يصل إلى أوربا، وبقية دول العالم.
ودول اللعنه:- وتشمل إيران ودول الهلال الشيعي في سوريا ،والعراق، ولبنان، والحوثيين في اليمن، ثم حركة حماس السنيه من قطاع غزه .
على هذا الأساس يخوض نتنياهو حروبه المستعرة في الشرق الأوسط ، غير أن هذا التصور ليس بجديد فكثيرا ما ردده حسن نصر الله على مدى عقود قبل أن يتم استهدافه:( محور الاعتدال ؛ومحور الممانعة) وصنف نفسه وحزبه على أنه المقاوم الأول في العالم، والثلث المعطل ليس فقط في لبنان، وإنما في السياسة العربيه بشكل عام، وفي الأدبيات الغربية، الأمريكيه منها على نحو خاص تأطير وفرز من هذا النوع، غير أن التاريخ يشي بحالة دائمه من الاستقطاب و الاستنزاف العنيف للدول العربيه السنيه ما بين احتلال اسرائيلي صهيوني بغيض في فلسطين ، وخطر إيراني دائم يحتل بالفعل أو النفوذ في العديد من المناطق الاستراتيجيه العربيه، ولعل هذا ما يفسر حالة الحياد والترقب، فضلا عن الاستنفار الذهني والعصبي في المزاج العربي العام .. منذ العام ٢٠٠٣م، وقد دخل العالم العربي إلى نفق مظلم من دورية الأزمات ، و الاغتيالات، و الاسقاط للنظم الحاكمة ، على وقع نظرية الدومينو ، والأواني المستطرقة، ودخل الجميع في جدلية مستهجنة، تثير البكاء، والحزن المرير، والسخرية في أن معا ، وهي:(حرب تلد أخرى) ، وكانت البدايه في ذلك إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في فجر عيد النحر، وما يمثله ذلك الاستهداف من رمزيه لدى المسلمين، صحيح أنه كانت لحكومة البعث كوارث تاريخيه أبرزها جريمة غزو الكويت عام ١٩٩٠م، لكن العقل الإستراتيجي العربي، لم يكن موفقا أبدا، عندما ترك العراق يذهب إلى حيث مصيره المحتوم، وعلا صوت القلة القليلة من النخبة المفكرة لتحذر من مغبة هذا الترك ، أو بمعنى أدق الوقوف في خندق العدوان بالترك، وظهرت كتابات خجوله تؤكد على أن مشاريع التفكيك ،والتجزيئ، والتقسيم للعالم العربي على أسس من الفئويه، والجهويه، والطائفية المصنوعه إمبرياليا والمعده سلفا، من حكومة العالم الخفيه، قد دخلت حيز التنفيذ، لتبدو ملامح وخرائط الشرق الأوسط الجديده على النحو التالي:-
أولا:- الإنهيار المروع للمشاريع العربيه التي تسربلت بسرابيل الدين ،وهي أبعد ما تكون عنه، حيث انتهت إلى غير رجعة ترهات القاعدة في جزيرة العرب والدواعش في سوريا والعراق، والإخوان في مصر ، والنصرة في سوريا ، والجبهة في السودان ، وأبحاث المظلة والمظنة عن العثمانية الجديده ، ودولة (الخلافه) المتوهمة، في مقابل صعود تدريجي للمشاريع غير العربيه ، مثل : ( إسرائيل الكبرى ) بالعدوان على غزه ، ثم المواجهة مع (المشروع الايراني) ممثلة في حزب الله في الجنوب اللبناني ، والحوثيين في اليمن، وحرب اسناد غزه ، كما أن الحضاره الانجلو - سكسونية تعمل بكل طاقتها وحمولتها الايدلوجية ضد حضارة العرب والمسلمين.
ثانيا :- حرب الفوضى الاقتصادية الخلاقة، حكومة العالم الخفية، والتي منها مجلس العلاقات الخارجية، وتكتل دافوس، وتجمع العائلات المالية الكبرى تحت مظلة أل روتشيلد، يديرون حروب استنزاف لاقتصاديات العالم ، عبر سياسات جائرة، ومجحفة لثالوث الدم والنار ( صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي ، ومنظمة التجاره العالميه ) ليتولى المركز (وول ستريت) الإفقار الممنهج في الأطراف تحت زعم خطط التكيف وإعادة الهيكله، وبرامج التثبيت الاقتصادي، والاحتيال البريئ ، وجميعها تستهدف السيطره على الأموال بالأوراق والمستندات ، بمحض إرادة الزبائن، وفق ديالكتيك الدمج والنبذ ومزاعم أن الرأسمالية تجدد نفسها . والفوضى التي لم تتحقق بالسياسة، يتولى الاقتصاد معاركها بنجاح منقطع النظير.
ثالثا :- السقوط المروع للتكتلات السياسية الكبرى ، بوصفها -بحسب حكومة العالم الخفيه - تجمعات تعمل ضد المصالح الإمبريالية، فانتهت تماما فاعلية كيانات تاريخيه مثل: جامعة الدول العربيه، ومجلس التعاون الخليجي، وحتى تجمع البريكس الذي كان يبحث عن العدالة، والتوازن في الإدارة السياسية والاقتصادية للعالم، لم يقوى على إنجاز أية أعمال حقيقيه على أرض الواقع، بل إن هناك دولا قد فوجئت باختيارها عضوا في البريكس، وهي غارقه حتى الثمالة في النيوليبرالية المتوحشة، وإذا كانت مثل هذه التكتلات قد مثلت الحد الأدنى من التماسكات القوميه، والنوعيه ، إلا أن هذا الحد الأدنى ذاته قد أريد له التفكيك، والتفكك الممنهج ، على وقع المثل العربي الشهير:( لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض).
رابعا:- قانون الفراغ في العصبوية السلطوية العربيه، وهو مالم يقله ابن خلدون في مقدمته الشهيره عن أحوال العمران ،والتعاقب الدوري للحضارات، بحسب أيضا مقولات أرنولد توينبي ،ونيتشه في المطرقه، والماوردي في الأحكام السلطانيه، ولأن للنخب المفكرة قيمة عظمى في الدول الغربيه، ولمراكز الأبحاث، وخزانات التفكير فقد برع الغربيون في دراسة الشرقيون، وقد أحيلت الأفكار إلى إستراتيجيات وسياسات، والذي حدث ان التخطيط كان قد عمد إلى استهداف القوى الناعمه في المجتمعات العربية، وذوبان هذه الشعوب في الحداثه السائله بتعبير زيجمونت باومان ، بل إن العقل العربي المأزوم - بعضه - قد راح يصفق لسلسلة الاغتيالات الممنهجه:(رفيق الحريري- صدام حسين- علي عبد الله صالح- معمر القذافي- إسماعيل هنيه - حسن نصر الله) فيما البعض الأخر قد جلس عبر الشاشات، ووسائل الإعلام المختلفه يحتسي نخب النضال الثوري ، ويصفق لرحيل وسقوط الأنظمه:( علي زين العابدين- حسني مبارك- عمر حسن البشير -وغيرهم) من دون أن يكون هناك ثمة عصبيه جاهزه لتقيم دولتها بحسب النص الخلدوني ، فاندفعت عصبيات عديده على أسس عرقيه، ومذهبيه، وفئويه، وجهويه إلى ساحة الوغي محاولة ملء هذا الفراغ الكبير، وهذا التحول الذي لم يحدده ابن خلدون، ولا توينبي بمدى زمني قد يستغرق عقودا طويله،ولازال يراوح مكانه منذ ربع القرن وزياده، ووحدها مصر قد نجت من هذا الفخ الكبير ، بفضل الكتله التاريخيه الوازنه، والمعادل الموضوعي للقوات المسلحه المصريه.
خامسا:- مشاريع الارباك والاشتباك، والهجوم المتقدم، تعتمد خزانات التفكير الغربيه ،والعقل الإستراتيجي الإمبريالي، على ألية الحروب الاستباقية غير التقليديه في محاولة لضرب المركز ، والمناطق العصية على التفكيك،والاسقاط، وفق نظريات ( وخذ الإبر- شد الأطراف- حافة الهاويه)، ويطالعنا في ذلك المتاعب والتحديات التي شكلتها مشكلات البناء ،والتعليه، والملئ لسد النهضه الأثيوبي على مدى عقد من الزمان، والوقوف على أطراف الأصابع لما تمثله مياه نهر النيل من أهميه عظمى للحياه في مصر، وكما هو معروف أن الاستثمارات السامه العديده في هذا السد المشؤوم كانت بغرض إلحاق الضرر بمصر واشغالها بعيدا عن المهمات والحروب المعده سلفا في المنطقه، وهذه طرق لا أخلاقيه يتبعها حتى الافراد العاديون عندما يستهدفون من يتهدد مستقبلهم الإجرامي.
غير أن التحركات المصريه في الصومال بهدف وضع حد للتجاوزات المريبه في موضوع السد، ومدخل البحر الأحمر ،وقناة السويس، يجب أن تلقى الدعم والتأييد من الدول الخليجيه تحديدا، لأن الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد غزه يبدو أنها مرشحه للتوسع في المنظور القريب.
سادسا:- لم ينهي بيان العلا ٤ يناير ٢٠٢١م حالة القطيعه بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولم يعد الحال كما كان عليه قبل أزمة سحب السفراء عام ٢٠١٤م ، فقد سرت مياه عديده تحت الجسر ، والاستقطابات، والتجازبات على أشدها، فالقياده المركزيه الأمريكيه الوسطى في السيليه وخور العديد بدولة قطر، وعلى بعد أمتار منها القواعد التركيه، والتنسيق مع إيران لم ينقطع، فيما إسرائيل قد عقدت اتفاق ابراهام مع الإمارات والبحرين في ١٣ اغسطس٢٠٢٠م، وقطار التطبيع مع السعوديه، لم يوقفه إلا حرب السيوف الحديديه على غزه، والكويت قد أريد لها تخطيطا من نوع آخر حيث تجاوز البعض ممن يرتبطون بأجندات خارحية بحق نظام الحكم ،والدوله، والأمير ، ما دفع الأخير إلى تعليق العمل بالدستور لمدة أربع سنوات للحد من غلواء التحديات الداخليه والحفاظ على مقدرات الشعب والدوله ، على الجانب الأخر صعدت إيران من حدة المواجهه، واستجمعت قواها ، وقامت في الأول من أكتوبر ٢٠٢٤م بدك تل ابيب بوابل من الصواريخ في إعلان حرب صريح ، لتواجه إسرائيل لأول مره في تاريخها حرب شيعيه مطلقه في لبنان ، وسوريا ، والعراق ، والحوثي في اليمن ، فالحرب على أسس دينيه بحته ،لم تشمل هذه الجولة العرب السنه باستثناء حماس في غزه ،
فالثأر لاغتيال إسماعيل هنيه على أراضيها، واغتيال رجل إيران الأول حسن نصر الله، وغيرهما قد جعل من الحرب الشامله الخيار الأوحد .
سابعا :- حكومة العالم الخفيه...إن حكت عن خرائط جديده للشرق الأوسط:
- لن يفلح فيها أبرهة الحبشي هذا العصر في هدم الكعبه، قبلة العرب السياسيه، والبلد المحفوظه بالقرأن الكريم، والأزهر الشريف، وقد أرسلت إليه جند من خير اجناد الأرض ، يسمعونه: ( السلام على من اتبع الهدى) ، ومن لم يتبع فعلى الباغي تدور الدوائر.
- حكومة العالم الخفيه..إن حكت عن( أبرهه) أخر يستتر خلف مقاصد ( ابراهام ) ، وقد ذهب أبرهه هذا الزمان (نتنياهو) بأفياله الجراره إلى قدس الأقداس، حيث المسجد الأقصى المبارك، ليحنث بكل إتفاقيات السلام ، ويريد تطبيع اذعان،وفرض القوه الغاشمه لتحقيق دولة النيل والفرات ،وقد نسي أو تناسى ان العلو الكبير لم ولن يدوم ، وأن الله سيقيض لهم عبادا لله أولي بأس شديد.
- حكومة العالم الخفيه إن حكت.... عما يفعله( كسرى) هذا العصر،( الولي الفقيه) جديده ،وسعد بن أبي وقاص ، والقعقاع بن عمر التميمي ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم الموحده لكل الأباطره والملوك، والحكام..(... أسلم تسلم....)وهي رسالة الإسلام والسلام في أن معا ليكف يده عن التخريب في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، والبحرين، والمنطقه الشرقيه في السعوديه،......
وهل بعد كل هذا الذي حدث لا يزال لديكم أدنى شك في:في طهران، ومدى حاجته إلى قادسية ( أن التاريخ يعيد نفسه....!!)
- مصر
- الدستور
- رئيس الوزراء
- غزة
- حماس
- فلسطين
- قطاع غزة
- صندوق النقد
- اسرائيل
- السودان
- الشرق الاوسط
- الاستثمار
- طابا
- العراق
- السعوديه
- حركة حماس
- سوريا
- نتنياهو
- الاستثمارات
- بنيامين نتنياهو
- سلطنة عمان
- رئيس الوزراء الإسرائيلي
- حسن نصر الله
- الحوثيين في اليمن
- الحوثيين
- الجمعية العامة للأمم المتحدة
- دولة قطر
- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
- مصر والسودان
- العالم العربي
- استثمارات
- نصر الله
- خلف الحدث