من سهر إلى مأوى..أشهر الملاهي الليلية في بيروت يصبح ملجأً
يعتبر ملهى "ذا سكين" بمثابة نقطة التقاء فريدة في بيروت، حيث يوفر ملاذًا لعائلات نازحة تعرضت للتشريد بفعل القصف المتواصل على الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان، وهما منطقتان معروفتان بارتباطهما الوثيق بحزب الله.
وقد جاء قرار غاييل عيراني، المديرة العامة للملهى، بفتح الأبواب في يوم الانفجار المدمر الذي أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ليعكس روح التضامن والمقاومة في زمن الأزمات.
عدد النازحين
اليوم، يستضيف الملهى حوالي 400 شخص، يمثلون عائلات نازحة، بالإضافة إلى آخرين يقيمون في محيطه. وعلى سطح الملهى، المعروف باسم "سكاي بار" والذي كان يُعرف بكونه وجهة أنيقة للزبائن بملابس السهرة، باتت الأجواء تحمل طابعًا مختلفًا تمامًا، حيث تتدلى الملابس المغسولة على الجدران لتجف، مما يضفي طابعًا مأساويًا على المكان.
تناقض المشهد داخل الملهى
داخل الملهى، تتداخل الصور المتناقضة؛ حلبة الرقص التي كانت يومًا ما تعج بالراقصين، أصبحت الآن ملعبًا للأطفال الذين يستمتعون باللعب والتزلج على الألواح، في حين أن بعضهم يستمعون إلى الموسيقى في زوايا المكان، كما أن قرب الطاولات، لا تزال كؤوس النبيذ وأكواب الكحول الفارغة تذكّر بليالي السهر الماضية، بينما تظل منصة منسقي الأغاني في انتظار عودة الحياة الطبيعية إلى هذا المكان الذي يحمل في طياته قصص الأمل والصمود.
فهذه الأجواء تعكس صورة مريرة لواقع معقد، حيث يجتمع الفرح والحزن في مساحة واحدة، مما يجعل "ذا سكين" أكثر من مجرد ملهى ليلي؛ بل رمزاً للحياة في ظل الأزمات.