حرب أكتوبر.. انتصار عربي على الكيان الصهيوني يُعيد رسم ملامح التاريخ

في إطار الاحتفال بالذكرى الـ51 لحرب أكتوبر، أكد الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، أهمية تقييم قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وأوضح عفيفي خلال لقاء تلفزيوني، أن الظروف العالمية حينها كانت تتطلب اتخاذ هذا القرار، خاصةً في ظل الاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط لتفادي نشوب حرب عالمية ثالثة.

أشار عفيفي إلى أن قرار السادات بالدخول في الحرب كان يمثل شجاعة كبيرة، لأنه كان سيتحمل وحده نتائج أي هزيمة، وكان الشعب سيتطلب محاكمته. كما سلط الضوء على دور السادات في توحيد الصف العربي لمواجهة الاحتلال، موضحًا أن سقوط القاهرة كان يمكن أن يتسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة.

سرقة النصر.. كيف تحاول إسرائيل تشويه انتصار العرب الوحيد؟

وأضاف أستاذ التاريخ الحديث، أن انتصار أكتوبر 1973 يعد النصر العربي الوحيد الذي أُحدث تحولًا في الخريطة العالمية، مشيرًا إلى غياب الأعمال الدرامية التي تعكس عظمة هذه الحرب، رغم أنها تمثل مادة غنية يمكن استغلالها في الإنتاج السينمائي.

كما تناول عفيفي محاولات إسرائيل لتشويه هذا الانتصار، مشددًا على أن المنطقة العربية تتمتع بحساسية عالية وأي صراع فيها يجذب انتباه العالم. ورأى أن ما حدث في 6 أكتوبر 1973 يمثل نصرًا مصريًا عربيًا لا يمكن مقارنة الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر 2023 بها، حيث اعتبر الأخيرة عملية عسكرية لم تحقق نفس النتائج.

الذكرى الـ51 للنصر.. كيف غيّرت حرب أكتوبر موازين القوى في المنطقة؟

وفي سياق متصل، أشار إلى أن قوات الاحتلال تمتلك نفوذًا كبيرًا في وسائل الإعلام، مما يمكنها من توجيه المعلومات بما يتناسب مع مصالحها، محذراً من أن إسرائيل تسعى لسرقة النصر العربي عبر تزوير التاريخ.

تطرق أستاذ التاريخ الحديث، إلى هزيمة 1967، معتبرًا أنها كانت نقطة تحول في إصلاح الجيش المصري، وأكد أن هذه الهزيمة تتحملها جميع الأطراف، مشددًا على أنه لم يكن بالإمكان استمرار عبد الحكيم عامر في منصبه بعد تلك الهزيمة.

اختتم عفيفي حديثه بالتأكيد على أن انتصار أكتوبر كسر غرور الجيش الإسرائيلي وأحدث تحولًا في موازين القوى في المنطقة، مما خلق حالة من الفخر لدى المصريين والعرب.