جلال عبده هاشم: تمثالي الصمود و النصر كانا تعبيراً عن عبور الإسماعيلية من الهزيمة إلي النصر
حوار خاص مع جلال عبده هاشم أحد زعماء المقاومة الشعبية
جلال عبده من أبناء الإسماعيلية، وأحد زعماء المقاومة الشعبية بهيئة قناة السويس خلال فترة حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم، فقد كان جميع أفراد عائلته من المقاومة الشعبية في الفترة التي تلت نكسة ٦٧م ، ولد في ١٥ يناير ١٩٤١م، وعاصر الاحتلال الإنجليزي ومقاومته، ونكسة ٦٧ وحرب الاستنزاف ، وانتصار أكتوبر العظيم ۱۹۷۳م.
ظلت الإسماعيلية بعد هزيمة ١٩٦٧م في حالة من الضعف، فقد تم إخلاء المدينة بالكامل وأصبحت الشوارع فارغة والمنازل في حالة تدمير كامل، إلا أن أفراد المقاومة رفضوا عمليات الإخلاء وعاشوا على أنقاض المدينة يشاركون في العمليات الفدائية التي كانت تقوم بها قوات الجيش المصري ضد العدو، ومن بين هؤلاء ابن الإسماعيلية الفنان التشكيلي جلال عبده هاشم أحد زعم المقاومة الشعبية في ذلك الوقت وصاحب تمثالي الصمود والنصر، حيث التقت به وكان لنا الحوار التالي .
ماذا حدث في الإسماعيلية في الفترة التي التي أعقبت حرب ٦٧؟
في هذه الفترة تحولت المدينة من حالة الازدهار والرفاهية إلي دمار وخراب للمدارس والبيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات، وشهدت حالات . نزوح وهجرة واسعة للمدنيين إلى أماكن أخرى أكثر أماناً، ومن تبقى أهل الاسماعيلية ممن رفضوا الهرب وتسليم المدينة كانوا يعانون من ظروف معيشية صعبة، فكانوا يعيشون في تجمعات في المدارس وقد يصل حجم الأفراد في الفصل الواحد أكثر من ٧٥ فرداً، مع عدم توافر الاحتياجات الأساسية مثل المياه والطعام وهي الظروف التي واجهها سكان قطاع غزة في الحرب الأخيرة نحن عشنا ذلك من قبل، وكنا ننتظر الإمدادات من أجل الحصول على بعض المؤن وبرغم ذلك كان هناك تعاون وحب والفة بين جميع أبناء المحافظة وكنا نتقاسم أبسط الأشياء وهو الأمر الذي دفعني لأخلد ما حدث للأجيال القادمة، فصنعت تمثال الصمود.
ماهي فكرة تمثال الصمود؟
ترجع فكرة التمثال إلي رغبتي في تخليد حالة الصمود التي عاشها أهل الاسماعيليه رغم الآلام التي اعترضتنا فور النكسة وما لازمها من دمار للشوارع وحالة الانكسار التي لازمت البعض، فجمَعتُ شظايا القنابل التي ألقيت علي مدينتنا وخلفت وراءها العديد من الشهداء والمصابين وصنعت التمثال للتذكير بقوة وعظمة هذا الشعب المثابر الذي رفض الخضوع وبعث من رماده ليحقق انتصار أكتوبر المجيد.
وقد جاب التمثال الشوارع والميادين وعُرض في العديد من المعارض الدولية.
وماذا عن تمثال النصر ؟
صنعت التمثال بعدما عبرنا قناة السويس والساتر الترابي ودمرنا خط بارليف ، فأخذت الشظايا التي تناثرت جراء عملية العبور واستخدمتها في صناعة التمثال الذى تشكل على هيئة جندي مصري يقف بقدمه علي علي حطام طائرة إسرائيلية أسقطها الجيش المصري من طراز «فانتوم» مرسوم القنابل التي ألقيت على مدينتنا عليها نجمة إسرائيل، ورافعا يده اليمني بعلامة النصر.
كيف استقبل أهالي الإسماعيلية خبر بدء حرب أكتوبر ١٩٧٣؟
كانت فرحة لا توصف، كنت في هذا اليوم « ٦ أكتوبر» في وزارة الشباب أقدم طلب لعرض تمثال في الخارج في أحكي للعالم عن الفظائع ترتكبها إسرائيل في حق الشعب وكان لابد من مقابلة د. عبد الحميد حسن لكنه لم يكن موجوداً وقالوا أنه في مؤتمر، ولكن عرفنا بعد ذلك أنه كان في اجتماع مع الرئيس السادات بسبب الحرب ولم أعرف ذلك حتى اليوم التالي، فهرولت إلى الإسماعيلية وذهبت على رصيف نمرة ٦ وهناك رأيت مشهداً بديعاً لا أنساه الشعب يكبر "الله أكبر" والمقاتلون يهاجمون والمراكب المطاطية في البحر تنقل الجنود للضفة الأخرى.
لماذا تم اختيار يوم ١٦ أكتوبر ليكون العيد القومي لمحافظة الإسماعيلية؟
كان الاحتلال الانجليزي يحكم قبضته على أقدار الجميع من أهالي المحافظة ولابد من أخذ تصريح من المندوب السامي للتحرك داخل المدينة الأم، وهو الوضع الذي أزعج الجميع ودفع الأحرار إلى القيام بمظاهرة في مدرسة الإسماعيلية الثانوية يوم ١٦ أكتوبر، وكانت تلك المظاهرة بمثابة الشرارة التي أعقبها القضاء على الاحتلال ومن هنا اختير هذا اليوم ليكون العيد القومي للمحافظة.