ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"

انتهى الكلام عزيزي القارئ ، وبكل تأكيد كلام جميل وسهل ويُرشح بقوة لأن يصير من مقومات سلوكنا اليومى وما أكثر هؤلاء الذين استعانوا على قضاء حوائجهم بالكتمان وكذبوا باسم الكتمان وبخلوا على أنفسهم وعلى الناس باسم الكتمان. 

ثم كانت المأساة الكبرى فى هذا الحسد الذى يصيب الجميع ليل نهار بلا هوادة حتى باتت الأمة الإسلامية كلها وقد تلقت الحسد نيابة عن سائر الأمم!..

كثير من المأثورت أجمع الشراح على أنها ليست من الحديث حتى وإن كان بعضها يحمل مدلولاً طيبًا.

وهذا يعني أن كلمات صارت تُردد نسبة إلى الرسول الكريم طوال قرون دون أن تكون من الحديث وهذا يعني أيضاً أنك ستصبح كمن ينحت فى الصخر عندما تقول لمن استقرت هذه الكلمات في نفسه وانعكست على سلوكه ومنهاج حياته أنها ليست حديث ثم تطلب منه بعد ذلك أن يقتلعها هكذا من رواسخه!..

هنا يقترب الأمر من المستحيل إن لم يكن المستحيل بعينه لا سيما مع كل هذا الإنغلاق الفكري والعقلي الذى نعانى منه اليوم على السواء.

والعبارات والمقولات التى على شاكلة هذه كثيرة جدًا جدًا وبدت تحتل للأسف مرتبة راسخة في عقول الناس ونفوسهم أكثر من النصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة وهذا واضح من كثرة ما نتداوله منها ونستدل عليه بها!..

قرأت (حديث) عن ثمار التمر ومدى علاقة تناولها و محاربة الجن!..

وقرأت حديث أسهب كثيرًا فى تناول الفوائد الصحية لثمرة البطيخ!..

وما أعلمه ويعلمه غيرى أن التمر ثمار تنمو فى مثل بيئة صحراوية غنى بقيمته الغذائية وأن ثمار البطيخ لا تنمو فى مثل البيئة الحارة كأرض مكة والمدينة ومن ثم لا ضير أبدًا من التساؤل حول مدى صحة أحاديث تتناول العلاقة بين تناول ثمرة ومحاربة الجن والاسهاب فى مزايا ثمرة لم تُزرع فى البيئة التى عاش بها الرسول الكريم !..

إن هذا التساؤل ليس ضد الثوابت بل يقيم الثوابت.

إن هذا التساؤل يخاطب أولى الألباب الذين خاطبهم الله من فوق سبع سموات.

لم نكن نحتاج كل هذا الكم من الرواة وكل هذا الكم من العبارات التى ألبسناها ثوب الحديث.

وقد بلغ الأمر ذروته عندما ضربت الصراعات السياسية أرجاء الدولة الإسلامية فى نهاية حكم الخلفاء الراشدين ثم ظل صراعًا طويلاً انقسم فيها حكم هذه الأمة بين أموى وعباسى!..

إن تنقية الحديث من الماثورات التى دخلت عليه واجب على العلماء لأن هذا هو الانتصار الحقيقي للرسول الكريم!..

ودعونا نتفق على إن إعمال العقل فريضة ومن ثوابت الدين لكنها بكل آسف الفريضة الغائبة بيننا وبات أثر غيابها على سلوكنا ومنهاج حياتنا وطريقة تفكيرنا ومستوى تعليمنا وقدراتنا ثم فى النهاية انعكس كل ذلك على رؤيتنا للمستقبل فقد أضحت مشوشة ضبابية وليس هناك خطر أكبر من أن تكون رؤيتنا للمستقبل هكذا

فهل نحن منتبهون!..

(الصورة لعالم الرياضيات والفلك الخوارزمى)
تم نسخ الرابط