الإثنين 07 أكتوبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

عقدت في العاصمة القطريه الدوحه مطلع أكتوبر ٢٠٢٤م ، الجوله الثالثه من حوار التعاون الإستراتيجي الأسيوي،  وقد أختير عنوانا فرعيا  لهذه الجوله تحت مسمى:( الدبلوماسية الرياضيه) ، صحيح أن المؤتمرون يقصدون الألعاب الرياضيه المختلفه ، ودورها في التقارب بين الشعوب والدول، وتذويب جبال الجليد في العلاقات، وبخاصة بعد نجاح دولة قطر في إستضافة كأس العالم ٢٠٢٢م، ما دفع المملكه العربيه السعوديه إلى استنساخ كأس عالم من نوع اخر مختلف عندما فتحت خزائنها لانتداب واستقطاب نجوم العالم في لعبة كرة القدم مثل :( كريستيانو رونالدو - و كريم بنزيما - وغيرهما كثر ) كنوع من مهام العلاقات العامه للدوله،ودورها في الدعايه الجيده، والترويج السياحي،  كما قامت دول الخليج العربيه بشراء انديه أوربيه بالكامل كنوع من الإستثمار، والنفاذيه للقوه الناعمه للدوله، وقد عالجنا كل هذه الارهاصات باستفاضة في كتاب صدر في دولة قطر تحت عنوان:
(قطر دولة الفيفا ٢٠٢٢م... نظرية المباريات والقوه الناعمه لكرة القدم ..) ، وأوضحنا فيه كيف كان الحدث في حد ذاته مناسبة استثنائية لعودة العلاقات القطريه مع دول مجلس التعاون ،وإنهاء قطيعة استمرت منذ العام ٢٠١٤م فيما عرف ب (أزمة السفراء) 
وكان بيان العلا بالمملكه العربيه السعوديه ، قد وضع حدا للمزيد من الانزلاق، 
غير أن حوار التعاون الإستراتيجي الأسيوي في الدوحه هذا العام قد جاء في ظروف اشتعال مباريات ، ومنافسات ، وصراعات من نوع أخر ، الأمر الذي ألقى بظلاله على كلمات رؤساء الدول ، والوفود، فبينما كان الملتقى رياضيا في عنوانه، كانت الكلمات سياسة بحته  بحيث صار السجال الرياضي/السياسي في عدة مباريات منفصله ومتصله على النحو التالي:-

أولا :- مباراة حراسة المرمى:
------------،،--------،،،--------
حيث المدافعون عن مرماهم فقط، اللاعبون المؤدلجون في الإقليم : ويتصدر المشهد فيها الحرب الإسرائيلية- الإيرانية حيث المواجهات المباشره، للدوجما السياسيه المزخومه بالأيديولوجيا الدينيه، وضربات العمق ، واستعراض للنفوذ ،والقوه ، وهي تتويج لاحتقان دام عقودا طويله ، تتمتع فيها إيران بأذرع الأخطبوط، ومناطق للنفوذ والقياده في دول ،ومناطق، وجماعات شيعية الهوى في العراق، وسوريا، والجنوب اللبناني ،والحوثيين في اليمن، كما تلعب إسرائيل أدوار تخريبية لخدمة يهود العالم،
وأن حربها التي انطلقت من قطاع غزه ٢٠٢٣/١٠/٧م لم تتوقف ،وقد مضى عليها عام كامل ، ولا زالت مشتعله، ولا تتورع فيها عن ممارسة أبشع أنواع الاغتيالات.

ثانيا :- مباراة خط الدفاع:
---------،،،،،--------،،،،،،--------
هنا تتجلى قيمة وأهمية اللاعبون الأساسيون في الإقليم ،  المدافعون عن العقيده والقوميه ، وهي الدول التي لها ثقل تاريخي في المنطقه ، مثل : ( مصر ،- والمملكه العربيه السعوديه ،- والدوله التركيه ) وهذه الدول ترقب عن كثب التطور على كافة الجبهات لوجود حلفاء لهم،  ومصالح استراتيجية وجب مراعاتها، وإن كانت هذه المجموعه من الدول ترى في الحرب الدائره مصلحة إستراتيجية كبرى، بالنظر إلى النزاعات التاريخيه مع طرفيها ، كما أن فائض القوه لدى كلا من إسرائيل،  وإيران، وقد وجدا نفسيهما بلا عمل حقيقي منذ عشر سنوات ،قد تطلب حربا من هذا النوع ، تصب بتداعياتها المستقبليه في مصلحة دول الاعتدال في الشرق  الأوسط، كما يلاحظ أن الحرب على هذا المحور ،هي :-
- حربا للتنميه،والتطور في السعوديه،
-  وحربا للخروج من عنق الزجاجه للاقتصاد المصري ، 
- وحربا للتعافي الإقتصادي في تركيا والتخلي عن نظرية :(العمق، والمكانه)

ثالثا:- مباراة خط الوسط:
---------،،،،،--------،،،،،------
وهي الدول التي تلعب أدوارا، واصله بين الفرقاء، وتستضيف اللقاءات، والمفاوضات بحثا عن حلول للنزاعات، والصراعات، فضلا عن دعم اقتصاديات الدول الكبرى في الإقليم، ومن هذه الدول :
- دولة قطر ،التي استضافت الجوله الثالثه من حوار التعاون الإستراتيجي الأسيوي، فضلا عن رعايتها للمفاوضات العديده بين الإسرائيليين، وحركة حماس،
وغيرها من النزاعات في السودان ، وليبيا .
- دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم الاقتصاديات الوطنيه العربيه ، وتنشط في مجال  الدبلوماسية الروحيه للمجمع الإبراهيمي( ملتقى الأديان )،  وغيرها من فعاليات الحضور الإقليمي والدولي. 
- ثم تأتي دولة الكويت، وسلطنة عمان ، ومملكة البحرين كدول ،تحاول قدر استطاعتها دعم الإستقرار والتهدئة في المنطقه.

رابعا:- مباراة خط الهجوم :
-------------،،،،،،--------،،،،،------
وهي الدول التي دأبت على إستغلال جهود الأخرين ، وفاعليتهم، والاستثمار في معاناتهم، لإحراز أهداف استراتيحيه كبرى، دول الهيمنه، والتنافس الدولي:
- الولايات المتحدة الأمريكية؛ والهيمنه الاقتصاديه، واختزال العولمه في مؤسساتها، ودعم إسرائيل بلا حدود، ورعاية تجارة السلاح عن طريق المجمع الصناعي ، والبنتاجون 
- روسيا الغارقه في الحرب ضد أوكرانيا منذ عدة سنوات ،ولم يعد لديها ترف الانخراط في هموم الشرق الأوسط، وفقدت الكثير من الحلفاء التاريخيين لتقاعسها عن تقديم العون لهم
- الصين: لم تحسم قرارها بعد بشأن مواجهة النفوذ الأميركي في المنطقه، واكتفت بتجمع البريكس كمحاوله هادئه ومتزنه للدخول إلى التنافس ، وأن الصعود الصيني قد حسم أمره في العديد من الملفات إلا من مواجهة أميركا في الشرق الأوسط.

هذه هي أهم الملفات التي دار السجال حولها في ملتقى التعاون الإستراتيجي الأسيوي هذا العام في العاصمة القطريه الدوحه، بينما كانت الدبلوماسيه الرياضيه هي محور الإهتمام على الورق ، وقد تطلع رؤساء الدول والوفود إلى أن يضطلع المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة في القلب منه إلى عقد مؤتمر عالمي لوقف الحروب ودعم مساعي السلام في الشرق الأوسط.

تم نسخ الرابط