الجمعة 05 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

القراءة النسوية للمصادر الإسلامية في دكتوراه بجامعة الازهر بالقاهرة

خلف الحدث

تناقش صباح السبت القادم بكلية اللغات والترجمة جامعة الازهر رسالة علمية بقسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية –  وقد حملت الرسالة التي قدمها الباحث السيد زكريا السيد ‏أبو عامر، المدرس المساعد بالقسم، لنيل درجة العالمية الدكتوراه عنوان: القراءة النسوية للمصادر ‏الإسلامية: دراسة تحليلية نقدية للمقاربات النسوية ‏للقرآن الكريم. 

وقال الباحث إن القراءة النسوية محل الدراسة تركز على إعادة قراءة الآيات القرآنية المتعلقة بالمرأة ‏من منظور نسوي، كما أنها تفترض مسبقًا أن التفاسير السابقة كلها كانت متحيزة ضد المرأة؛ لأن ‏المفسرين الرجال أرادوا من خلال تفسيراتهم إلى إبقاء المرأة خاضعة لسلطة الرجل، ومن ثم فإنهم ‏استخدموا التفسير أداة لقهر المرأة.

كما ترى القراءة النسوية أيضًا أن هذه التفاسير فشلت في أن ‏تقدم الصورة الكاملة كما يريدها النص المقدس الذي يركز بشكل عام على مبادئ المساواة والعدل ‏والإنسانية المشتركة، ومن ثم تتم هذه القراءة النسوية في ضوء هذه المبادئ الكلية.‏

ومن ثم يتناول هذا البحث بالدراسة المقاربات النسوية المختلفة للقرآن الكريم ويبحث النتائج ‏والتداعيات التي جاءت نتيجة هذه المقاربات، وما إذا كانت هذه النتائج والتداعيات قد جاءت ‏نتيجة طبيعية لهذه المقاربات أم أنها استخلصت من قراءة تعسفية للنص القرآني. 

وإذا كانت ‏الحاجة ماسة بالفعل لتجديد النظر في القرآن الكريم من أجل التعامل مع التطورات التي طرأت في ‏كل مناحي الحياة، بما في ذلك وضع المرأة وعلاقاتها بالرجل، فهل تكفل هذه المقاربات النسوية ‏إعادة قراءة القرآن الكريم وفق منهجية منضبطة تصون النص القرآني من أن يتم إفراغه من ‏مضمونه باسم القراءة الجديدة ؟.

وقد قسّم الباحث رسالته إلى مقدمةٍ, وأربعة فصول, وخاتِمة. تتناول المقدمة خلفية عامة عن ‏الموضوع، وتعرض مشكلة البحث وأهمية الدراسة وأسئلتها وأهدافها، فضلا عن المنهجية المتبعة ‏فيها. وتحدد المقدمة أيضًا نطاق الدراسة وحدودها، كما تناقش الدراسات السابقة.‏

وقد جاءت عناوين فصول الرسالة الأربعة كالتالي: الفصل الأول: الحركة النسوية بين الشرق ‏والغرب، والفصل الثاني: مشاريع التجديد في التفسير في القرن العشرين، والفصل الثالث: كيف ‏تعاملت النسويات المسلمات مع نصوص القرآن الكريم؟ دراسات حالة، والفصل الرابع: المنهجية ‏النسوية في التعامل مع القرآن

وقد خلصت الدراسة في خاتمتها إلى العديد من النتائج, من أهمها: أنه على الرغم من أن ‏النسويات المسلمات تؤكدن على أنهن تؤمنّ بالأصل الإلهي للقرآن، فإن تبنيهن وتطبيقهن ‏لمنهجيات التأويل (الهرمينوطيقا) الغربية على القرآن، وإهمال سنة النبي (صلى الله عليه ‏وسلم) والتراث التفسيري الإسلامي أدى بهن في بعض الأحيان إلى تقرير أحكام غريبة عن ‏القرآن، أو ربما معارضة له، كما أدى بهن ذلك أيضًا إلى حصر القرآن في المجتمع الأول ‏الذي نزل فيه القرآن، وهو مجتمع شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، حيث ‏تجادلن أن العديد من الآيات والأحكام تتعلق فقط بأسباب نزولها، والسياقات الثقافية ‏والاقتصادية التي نزلت فيها.‏

‏كما توصلت الدراسة إلى أن بعض النسويات المسلمات قد رفضن العديد من الأحكام ‏القرآنية؛ حيث زعمن أن الآيات القرآنية التي تركز على ‏المبادئ والأهداف العامة تمثل ‏مبادئ ثابتة وأبدية، في حين أن الآيات التي تقرر أحكامًا تفصيلية هي أحكام مؤقتة يمكن ‏‏أن يمكن تغييرها أو إيقاف العمل بها مع تغير الزمن.‏ ومن ثم يصبح القرآن - وفقًا ‏لمنهجية النسوية الإسلامية- مفتوحًا لعدد لا نهائي من ‏التفسيرات لأن القارئ، بالنسبة لهن، ‏هو صانع المعنى.‏

‏وتؤكد الدراسة أيضًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين علماء التفسير والنسويات المسلمات فيما يتعلق ‏‏بالمؤهلات التي يجب على المرء أن يستوفيها ليصبح مؤهلاً لتفسير القرآن؛ ‏حيث يشترط ‏العلماء العديد من المتطلبات والشروط الصارمة لأي شخص ‏ليكون مؤهلاً لهذه المهمة، ‏والتي تشمل مؤهلات علمية وفكرية ودينية وخلقية. ‏أما النسوية الإسلامية فترى أن المجال ‏مفتوحٌ لأي شخص لتفسير القرآن.‏

‏كما تؤكد الدراسة أيضًا أن النسويات المسلمات تعقدن نقاشات مطولة لإثبات أن ممارسة ‏معينة غير ‏إسلامية وأن القرآن لا يقرها، على الرغم من أن سبب الظلم الواقع نتيجة هذه ‏‏الممارسة لا يرجع في كثير من الأحيان إلى الإسلام. فقضية ضرب الزوجة، ‏على سبيل ‏المثال، تناقشها جميع النسويات المسلمات تقريبًا. وحقيقة الأمر أنها ‏ظاهرة عالمية تعاني ‏منها جميع دول العالم. والمثير للدهشة أن معدلات العنف ‏الأسري في العديد من البلدان ‏غير الإسلامية أعلى من الدول الإسلامية. وهذا ‏يدل على أن هذه المشكلة ليست مشكلة ‏دينية، وليست في النص المقدس أو ‏فهمه بقدر ما تتعلق بجوانب أخرى، ومن ثم يجب ‏دراستها من الجوانب ‏الاجتماعية والاقتصادية والقانونية وما إلى ذلك.‏

وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور محمود  الصاوي‏ أستاذ الثقافة الإسلامية ‏بكلية الدعوة الإسلامية والوكيل ‏السابق لكليتي الدعوة الإسلامية والإعلام بنين – ‏جامعة ‏الأزهر "مناقشًا خارجيًا".‏

والأستاذ الدكتور عبد الرحمن أحمد سيد، أستاذ اللغويات المتفرغ بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها ‏‏بكلية اللغات والترجمة - جامعة الأزهر "مناقشًا داخليًا".‏

والأستاذِ الدكتور ليلى عبد الرازق عثمان, أستاذ اللغويات بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية ‏‏بكلية الدراسات الإنسانية - جامعة الأزهر "مشرفًا".‏

والأستاذِ الدكتور عبد الله على سمك، أستاذ الأديان والمذاهب بقسم الأديان والمذاهب بكلية ‏‏الدعوة الإسلامية بالقاهرة - جامعة الأزهر "مشرفًا".‏

تم نسخ الرابط