رحلة عبر الزمن.. المتحف المصري الكبير يستقبل زواره في افتتاح تجريبي

يشهد العالم حدث تاريخي بافتتاح المتحف المصري الكبير أبوابه جزئيا للجمهور، ليصبح أكبر متحف في العالم لعرض الآثار من دولة واحدة، حيث يأتي هذا الإنجاز الضخم تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب، ويعد نقلة نوعية في عالم الآثار والتراث العالمي.

افتتاح المتحف المصري الكبير

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن بدء التشغيل التجريبي الجزئي للمتحف المصري الكبير، حيث سيستقبل المتحف آلاف الزوار يوميًا، بدءا من غدا الأربعاء، ويعد هذا الحدث علامة فارقة في تاريخ مصر، حيث يقدم المتحف تجربة فريدة لاستكشاف الحضارة المصرية القديمة.

تم تصميم المتحف وفقًا لأحدث المعايير العالمية، مع مراعاة العناصر الجمالية والإضاءة المناسبة لعرض الآثار، ويضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسية، تعرض لأول مرة مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تبلغ حوالي 24 ألف قطعة، وتغطي هذه القطع فترات زمنية شاسعة، بدءا من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، مما يقدم رؤية شاملة لتطور الحضارة المصرية القديمة.

كما يوفر المتحف تجربة غامرة للزوار، حيث يمكنهم استكشاف مختلف القاعات التي تعرض قصص الحضارة المصرية بطريقة شيقة ومبسطة، في حين تم استخدام أحدث التقنيات في عرض الآثار، مما يجعل الزيارة تجربة تعليمية ممتعة.

والغرض من التشغيل التجريبي هو تقييم استقبال المتحف وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير، على أن يتم تحديد موعد الافتتاح الرسمي من قبل رئيس الجمهورية في وقت لاحق.

في العام السابق، تم تكليف جزء صغير جداً من المتحف، بما في ذلك القاعة الرئيسية والمسلة والدرج الكبير ومعرض توت عنخ آمون ومنطقة التسوق، وكان هذا الجزء أكثر اكتمالاً ونجاحاً مما كان متوقعاً.

وخلال الافتتاح الرسمي، سيتم إزاحة الستار عن قاعة الملك توت المشهورة عالميا والتي ستعرض حوالي 5390 كنزا أثريا سيشاهد الخبراء بعضها لأول مرة.

تصريحات زاهي حواس حول المتحف المصري الكبير

أكد الدكتور زاهي حواس عالم الآثار، على أهمية هذا الحدث العالمي، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير يعد إنجازا حضاريا كبيرا لمصر، وأوضح أن المتحف يضم العديد من القطع الأثرية الفريدة التي تعرض لأول مرة، مثل مجموعة "حتب حيرس" وابن الملك خوفو، والتماثيل العاجية التي تعود إلى عصر ما قبل الأسرات.

من المتوقع أن يساهم افتتاح المتحف المصري الكبير في زيادة أعداد السياح الوافدين إلى مصر، مما يساهم في تنشيط الحركة السياحية وزيادة الدخل القومي.

وبعد النجاح الكبير الذي حققته المرحلة التجريبية الأولى، يستعد المتحف المصري الكبير لاستقبال أعداد أكبر من الزوار من خلال فتح المزيد من القاعات، ومن المتوقع أن يستقبل المتحف حوالي 4 آلاف زائر يوميًا خلال هذه المرحلة، حيث يأتي هذا التوسع في ظل حرص القائمين على المتحف على تقديم تجربة زيارة استثنائية للجمهور، وتحديد أي تحديات قد تواجههم قبل الافتتاح الرسمي الكبير.