طلاق بسبب صلة الرضاعة في الشرقية يثير الجدل ويفتح باب النقاش الشرعي
شهدت محافظة الشرقية واقعة طلاق غريبة وغير متوقعة، إذ في حادثة نادرة بُطل عقد زواج استمر لثلاث سنوات، ونتج عنه إنجاب ثلاثة أطفال، لأنه وبمحض الصدفة اكتشف الزوج أنه عم زوجته في الرضاعة، وكانت الزوجة هي ابنة خاله الذي رضع من أمه وهو صغير، وأصبح أخاه.
وأثارت هذه الواقعة الجدل على على مواقع التواصل الاجتماعي ودفعت العديد للتساؤل عن مصير الأطفال وصحة العقد من البداية، وأيضًا ما هي شروط صحة الرضاعة ومتى يصبح الراضعون من المحارم؟
الرأي الشرعي في الواقعة
قال الأستاذ الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية والوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام جامعة الأزهر، في حديثه لـ «خلف الحدث» إنه اذا تبين الرضّاع بعد العقد والزواج أنهم لا يجوزا لبعضهم، فيجب التفريق الفوري بينهما لأن العقد أصبح باطلًا، وما نتج قبل ذلك منهما من الذرية فهو ابنهما ويظل على اسم أبيه، لأن العقد كان صحيحًا في بدايته، وأن العبرة بالنكاح الصحيح طالما أنهما لم يقصرا في جمع المعلومات والتحري قبل للزواج ولم يخبرهما أحد بأنهما اخوان من الرضاعة.
وأضاف أن التحريم بالرضاعة المعتبر عند الفقهاء يكون بخمس رضعات مُشبعات، وحد الرضعة أن يلتهم الصبي ثدي المرأة حتي يدعها من تلقاء نفسه، ويكون الرضاع بطبيعة الحال خلال الحولين مدة الرضاعة وليس بعدهما.
شروط صحة الرضاعة
ومن جانبه قال الدكتور فتحي عثمان الفقي، أستاذ الفقه
المقارن بجامعة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، إنه من شروط الرضاعة الصحيحة وأن يصبح الرضاع أخوه أن تكون الرضاعة في العامين الأولين، واختلف العلماء في عدد الرضعات، فقال الحانفية والمالكية إنه يصبح الراضّاع محرمين من مصة واحدة، والشافعية والحنابلة يقولوا من خمس رضعات متشابعاب، وهو ماتأخذ به دار الإفتاء المصرية، ولو كان اقل من ذلك فيجوز الزواج.
وأضاف أن الحولين الأولين هما من يحرما الزواج لقوله تعالى «والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة» ولكن خارج الحولين لم يحرم، وذكر قاعدة وهي أن أي أثنين التقوا على ثدي أمه أو ثدي أمها أو ثدي إمرأة أجنبية عنهما فيصبحوا أخوه من الرضاعة.