قبل ٧٥ عاماً استهدفت الحركة الصهيونية أرض فلسطين العربية، وبقوة السلاح، وتحت التهديد والإرهاب والقتل والتشريد إحتل اليهود أرض فلسطين، وقاموا بطردهم وتهجيرهم قسرياً من بيوتهم ومزارعهم وإبادة كل المعالم الحضارية والبنية التحتية فى المدن والقرى وتحويلها إلى مستوطنات تحمل الاسماء اليهودية تنفيذاً لوعد وزير الخارجية البريطانى وقتذاك «بلوفر »بانشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين فيما سميت نكبة ٤٨.
طوال تلك السنوات ظلت الأراضى الفلسطينية محتلة، وظل الفلسطينيون لاجئين تقطعت بهم السبل وتفرقوا في البلاد ،لكنهم ظلوا ومازالوا يجاهدون لاسترداد أرضهم وقد فقدوا آلاف الشهداء في مذابح فردية وجماعية.
..وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد كل هذه السنين جاءت نكبة غزة التى بدأت أحداثها بعد موقعة ٧ أكتوبر الماضى عندما غزت قوات كتائب القس-ام بحركة حماس منطقة غلاف غزة المحتل، وأهدروا كرامة قوات الاحت -لال الإسرائي-لى، وقتلوا من قتلوا، وأسروا من أسروا منهم فى موقعة «طوفان الأقصى» التى هزت عرش الأمن الإسرائيلى فتحركت أمريكا مساندة ومؤيدة وداعمة لجيش الإح -تلال بالسلاح والمال والعتاد، وتعرضت غزة لحرب ضروس وإبادة جماعية وقصف جوى وبرى وبحرى استهدفت البشر والحجر فى محاولة لتهجير سكان قطاع غزة كنكبة جديدة فى العصر الحديث، ووقف الصهاينة يتفرجون لا يحركون ساكناً وهم يشاهدون عبر الفضائيات والقنوات الاخبارية معاناة الشعب الفلسطينى الذى فرضت عليه قوات الاحتلال حصاراً لم تشهده دولة فى العالم.
حرب إبادة وتجويع وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية من ماء وطعام ودواء وكهرباء وكل متطلبات البقاء علي قيد الحياة يعاقب عليها القانون الدولى والإنسانى وظل الفلسطينيون متمسكين بأرضهم يدافعون عن عرضهم بأقل الامكانيات.. ظلوا صامدين، مثابرين، يقاومون آلة الحرب الإسرائيلية.
ما يحدث فى قطاع غزة من إبادة شعب ومحاولات تهجيره قسرياً وتجويعه وإرهابه واستهداف اطفاله ونسائه ومنشآته الطبية ومدارسه ومساجده وكنائسه وبنيته التحتية سوف يسجله التاريخ الأسود لجيش الاحت-لال الإسرائيلى ولكل من تخاذل لنصرة الشعب الفلسطينى.
أبدا لن يستسلم الشعب الفلسطينى ولن تستسلم المقاوومة لنكبته الجديدة، وستظل المقاومة جيلاً بعد جيل حتى زوال الاحتلال.