الأحد 10 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

**يستنكف‭ ‬البعض‭ ‬عند‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬يعتذر‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر‭.. ‬يعتبرها‭ ‬مساساً‭ ‬بكرامته‭ ‬أو‭ ‬مكانته‭.. ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الاعتذار‭ ‬يعيد‭ ‬التوازن‭ ‬إلى‭ ‬حياتك‭ ‬ومعاملاتك‭ ‬ويهيئ‭ ‬المناخ‭ ‬للاستفادة‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬بتصحيح‭ ‬الخطأ‭.. ‬وينقذ‭ ‬علاقة‭ ‬من‭ ‬الضياع‭.. ‬ويمنع‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬صديق‭.‬
**دائرة‭ ‬الاعتذار‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬وتتوسع‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬مجتمعية‭ ‬هى‭ ‬ثقافة‭ ‬الاعتذار‭.. ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬التوسع‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والخدمى‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والمنتجات‭ ‬التى‭ ‬تقدمها‭ ‬الشركات‭ ‬والمصالح‭ ‬والبنوك‭ ‬والتعاونيات‭ ‬نزولاً‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬من‭ ‬جهود‭.. ‬ومعهم‭ ‬الآلاف‭ ‬ولنقل‭ ‬الملايين‭ ‬الذين‭ ‬يملكون‭ ‬مشروعات‭ ‬صغيرة‭.. (‬مكتبة‭.. ‬بقالة‭.. ‬مقهي‭.. ‬محل‭ ‬خضر‭ ‬وفاكهة‭.. ‬محصل‭.. ‬عيادة‭ ‬طبيب‭.. ‬مزارع‭ ‬بسيط‭.. ‬سباك‭.. ‬عامل‭ ‬معمار‭.. ‬الخ‭.. ‬تجعلهم‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬التعامل‭ ‬بالحسنى‭ ‬مع‭ ‬الزبون‭.. ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الجشع‭ ‬والخداع‭.. ‬أو‭ ‬اللعب‭ ‬بالميزان‭.. ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬السلع‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬مثلاً‭.. ‬ترسم‭ ‬لهم‭ ‬الطريق‭ ‬للفوز‭ ‬بالمنافسة‭ ‬وتربية‭ ‬الزبون‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الأقدمون‭.. ‬فقط‭ ‬الكلمة‭ ‬الحلوة‭ ‬والوجه‭ ‬البشوش‭ ‬والترحيب‭ ‬والمعاملة‭ ‬الكريمة‭.‬
**هذه‭ ‬العناصر‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭.. ‬ومعها‭ ‬التعامل‭ ‬باحترام‭ ‬وصدق‭ ‬مع‭ ‬العميل‭ ‬أو‭ ‬الزبون‭.. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ثقافة‭ ‬الاعتذار‭ ‬التى‭ ‬ابتدعها‭ ‬المصريون‭ ‬القدماء‭.. ‬ثم‭ ‬نقلها‭ ‬عنهم‭ ‬وطوروها‭ ‬وأضافوا‭ ‬لها‭ ‬شعوب‭ ‬كثيرة‭.. ‬تقدمت‭ ‬وأصبحت‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بكل‭ ‬تقدير‭ ‬وعندما‭ ‬نزورها‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬مبهورين‭ ‬بهذا‭ ‬السلوك‭ ‬الجاذب‭ ‬للمستهلك‭ ‬والمعتمد‭ ‬فى‭ ‬نواح‭ ‬مختلفة‭ ‬للحياة‭.‬
**وبعد‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬ثقافة‭ ‬السلوك‭.. ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬اعتمادها‭ ‬فى‭ ‬أمور‭ ‬أكبر‭.. ‬وخدمات‭ ‬أكثر‭ ‬ضرورة‭ ‬وإقبالاً‭ ‬وأهمية‭.. ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬باستخدامها‭ ‬بأنه‭ ‬يمارس‭ ‬حياته‭ ‬ويحقق‭ ‬تطلعاته‭.. ‬ويفخر‭ ‬بانجازات‭ ‬البناء‭ ‬والعمران‭.. ‬ولنبدأ‭ ‬بالخدمات‭ ‬الضرورية‭ ‬من‭ ‬سكك‭ ‬حديد‭.. ‬ومواصلات‭ ‬عامة‭.. ‬ومؤسسات‭ ‬الاتصالات‭ ‬والبريد‭.. ‬التى‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تكامل‭ ‬خدماتها‭ ‬واستمراريتها‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الظروف‭ ‬والمناسبات‭.. ‬ل
**كن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬حادث‭ ‬طارئ‭.. ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬تأخير‭ ‬قطار‭ ‬أو‭ ‬أتوبيس‭ ‬للنقل‭ ‬العام‭ ‬بين‭ ‬المحافظات‭ ‬أو‭ ‬عطل‭ ‬فنى‭ ‬بكابينة‭ ‬تليفون‭ ‬أو‭ ‬سنترال‭.. ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬الجانب‭ ‬الأساسى‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذى‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬الإصلاح‭ ‬العاجل‭ ‬والصيانة‭ ‬السريعة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بشكوى‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رقم‭ ‬ساخن‭ ‬معروف‭ ‬للجميع‭.. ‬ولكننا‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬الكواليس‭.. ‬وما‭ ‬يبذله‭ ‬المستفيد‭ ‬بالخدمة‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭.. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬مقابل‭ ‬الخدمة‭ ‬الثابت‭ ‬فى‭ ‬موعده‭ ‬دون‭ ‬تأخير‭.‬
**قد‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬المواطن‭ ‬ظروفاً‭ ‬خاصة‭ ‬ومصالح‭ ‬تعطلت‭ ‬مع‭ ‬التداعيات‭.. ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬يسعد‭ ‬بعودة‭ ‬الخدمة‭ ‬للانتظام‭.. ‬لكنه‭ ‬سيكون‭ ‬أسعد‭.. ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬التزمت‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬وغيرها‭ ‬بثقافة‭ ‬الاعتذار‭.. ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يزيل‭ ‬جبال‭ ‬الجليد‭ ‬ويعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬قوية‭ ‬صديقة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.. ‬ولا‭ ‬أنسى‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬الإشارة‭ ‬للاتجاه‭ ‬المحمود‭ ‬لبعض‭ ‬الشركات‭ ‬الكبري‭.. ‬الحريصة‭ ‬على‭ ‬سمعتها‭ ‬عند‭ ‬المستهلكين،‭ ‬واستجابتها‭ ‬المشكورة‭ ‬والسريعة‭ ‬للشكاوى‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬ملاحظات‭ ‬المواطن‭.. ‬وقد‭ ‬تأثر‭ ‬سلباً‭ ‬فى‭ ‬استخدامه‭ ‬للسلعة‭ ‬أو‭ ‬الخدمة‭ ‬مستقبلاً‭.. ‬هؤلاء‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬النشطة‭ ‬يبادرون‭ ‬بإصلاح‭ ‬الخطأ‭ ‬والاعتذار‭.. ‬ويجعلون‭ ‬من‭ ‬المستهلك‭ ‬سفيراً‭ ‬لهم‭ ‬لدى‭ ‬المعارف‭ ‬والأصدقاء‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬فى‭ ‬الأيام‭.‬

تم نسخ الرابط