**يستنكف البعض عند الخطأ أن يعتذر للطرف الآخر.. يعتبرها مساساً بكرامته أو مكانته.. فى حين أن الاعتذار يعيد التوازن إلى حياتك ومعاملاتك ويهيئ المناخ للاستفادة مما حدث بتصحيح الخطأ.. وينقذ علاقة من الضياع.. ويمنع من فقدان صديق.
**دائرة الاعتذار ينبغى أن تتطور وتتوسع إلى منظومة مجتمعية هى ثقافة الاعتذار.. خاصة أن التوسع الاقتصادى والخدمى جعل من الخدمات والمنتجات التى تقدمها الشركات والمصالح والبنوك والتعاونيات نزولاً بما يقدمه أصحاب المهن من جهود.. ومعهم الآلاف ولنقل الملايين الذين يملكون مشروعات صغيرة.. (مكتبة.. بقالة.. مقهي.. محل خضر وفاكهة.. محصل.. عيادة طبيب.. مزارع بسيط.. سباك.. عامل معمار.. الخ.. تجعلهم تحت سقف التعامل بالحسنى مع الزبون.. بعيداً عن الجشع والخداع.. أو اللعب بالميزان.. أو بيع السلع منتهية الصلاحية مثلاً.. ترسم لهم الطريق للفوز بالمنافسة وتربية الزبون كما قال الأقدمون.. فقط الكلمة الحلوة والوجه البشوش والترحيب والمعاملة الكريمة.
**هذه العناصر سالفة الذكر.. ومعها التعامل باحترام وصدق مع العميل أو الزبون.. يجب أن تمر عن طريق ثقافة الاعتذار التى ابتدعها المصريون القدماء.. ثم نقلها عنهم وطوروها وأضافوا لها شعوب كثيرة.. تقدمت وأصبحت يشار إليها بكل تقدير وعندما نزورها نعود إلى الوطن مبهورين بهذا السلوك الجاذب للمستهلك والمعتمد فى نواح مختلفة للحياة.
**وبعد الإشارة إلى قاعدة ثقافة السلوك.. نؤكد على أهمية اعتمادها فى أمور أكبر.. وخدمات أكثر ضرورة وإقبالاً وأهمية.. يشعر المواطن باستخدامها بأنه يمارس حياته ويحقق تطلعاته.. ويفخر بانجازات البناء والعمران.. ولنبدأ بالخدمات الضرورية من سكك حديد.. ومواصلات عامة.. ومؤسسات الاتصالات والبريد.. التى تحرص على تكامل خدماتها واستمراريتها فى جميع الظروف والمناسبات.. ل
**كن الأمر لا يخلو من حادث طارئ.. يتسبب فى تأخير قطار أو أتوبيس للنقل العام بين المحافظات أو عطل فنى بكابينة تليفون أو سنترال.. ولا ننكر الجانب الأساسى من الاهتمام الذى يتمثل فى الإصلاح العاجل والصيانة السريعة والاهتمام بشكوى المواطن من خلال رقم ساخن معروف للجميع.. ولكننا نذهب إلى الكواليس.. وما يبذله المستفيد بالخدمة من جهد حتى تعود الأمور إلى نصابها.. على الرغم من حرصه على سداد مقابل الخدمة الثابت فى موعده دون تأخير.
**قد يكون لهذا المواطن ظروفاً خاصة ومصالح تعطلت مع التداعيات.. صحيح أنه يسعد بعودة الخدمة للانتظام.. لكنه سيكون أسعد.. إذا ما التزمت هذه الجهات وغيرها بثقافة الاعتذار.. لأن ذلك يزيل جبال الجليد ويعيد العلاقات قوية صديقة بين الطرفين.. ولا أنسى فى النهاية الإشارة للاتجاه المحمود لبعض الشركات الكبري.. الحريصة على سمعتها عند المستهلكين، واستجابتها المشكورة والسريعة للشكاوى التى تحمل ملاحظات المواطن.. وقد تأثر سلباً فى استخدامه للسلعة أو الخدمة مستقبلاً.. هؤلاء تحت مظلة العلاقات العامة النشطة يبادرون بإصلاح الخطأ والاعتذار.. ويجعلون من المستهلك سفيراً لهم لدى المعارف والأصدقاء فيما هو قادم فى الأيام.