الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حراك مصري جاد متواصل تزداد تفاعلاته اليوم الأحد مع وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، بالتزامن مع اليوم الثاني لمفاوضات فتح وحماس بالقاهرة لبحث عدة نقاط يأتي على رأسها التوافق حول مستقبل غزة ما بعد الحرب، بصوت فلسطيني واحد، وبتوافق بين الفصائل الفلسطينية وبالأخص فتح وحماس والسلطة الفلسطينية، وهو الصوت الذي تسعى القاهرة لتوحيده، قبيل عدة مسارات حاصلة في المنطقة للتوصل لحل شامل للأزمة في غزة فضلا عن التصعيد الإقليمي، تلك المسارات جميعها تأتي بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تحسم بعد غد الثلاثاء، تلك المسارات تشمل التوافق مع حماس حول صفقة تدريجية للإفراج عن المحتجزين مقابل الإفراج عن السجناء، وكذلك وقف لإطلاق النار، وهذه المبادرة ربما تأخذ دعماً من الإدارة الأمريكية الجديدة أي كانت وجهتها، ترامب أو كامالا هاريس، وهي تأتي في إطار تنسيق مع واشنطن برز من خلال زيارة مدير السي آي إيه الأخيرة للقاهرة، فضلاً عن مسار تفاوضي حاصل في الدوحة ليس ببعيد عن القاهرة، إلى جانب تواصل مصري مباشر مع إسرائيل من جهة، التحضير لمبادرة يمكن طرحها في القمة العربية الإسلامية المشتركة في 11 نوفمبر الجاري بالمملكة العربية السعودية.

القاهرة التي بذلت، ولا تزال، جهوداً كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة، ولبنان، وغلق كافة جبهات التصعيد الإقليمي، تتوافق مع كافة الجهود الرامية لوقف إطلاق النار، وإنهاء الأزمة، لكنها في الوقت ذاته لديها تحفظات على بعض الأطروحات التي جرت خلال الفترة الأخيرة لحل الأزمة، خاصة مع رفضها لوجود قوات أجنبية أو عربية، فضلاً عن وجود قوات مصرية، إلى جانب رفض الوجود العسكري الإسرائيلي في معبر رفح، أو في محور فلادلفيا، فضلاً عن دعمها لوجود السلطة كممثل للطرف الفلسطيني في غزة، وهو الأمر الذي يجعل أبوابها مفتوحة لأبومازن، الذي لا زال يتخوف من مجيء ترامب للبيت الأبيض ، فضلا عن أن القاهرة تملك ادوات قوية للتواصل مع واشنطن أي كان ساكن البيت الأبيض الجديد.

إن القاهرة وهي تسعى من جديد لتوحيد الصف الفلسطيني، تؤكد للجميع أنها تبذل قصارى جهدها لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط من مصير مجهول يدفع نتنياهو تجاهه بقوة، وهو ما ترفضه القاهرة بكل أدواتها، ولا زالت في سبيل ذلك تتواصل مع كافة القنوات الداعمة لإنهاء الأزمة، وتجهز أوراقها المكتملة للتواصل مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض أي ما كان.

مساعى القاهرة تتكامل دون أدنى شك مع مساعى عواصم عربية إقتربت بشكل كبير من الأزمة واعلنت أن القضية لم تعد في إنهاء أزمة غزة، فحسب، بل تخطتها لفرض حل الدولتين، وفرض سلام عادل، يعقبه تطبيع للعلاقات، وهو أمر لو تحقق في ظل الظروف الراهنة لأصبح إنجازا حقيقيا وفاء للدماء التى أريقت وللمآسي الإنسانية التي لم يعد ثمة محتمل لإطاقتها.

ويبقى الرهان باق على توحيد الصف الفلسطيني، تبنى عليه عمليات توحيد للرؤى العربية الإسلامية لحل جذري كامل للأزمة، وهو الأمر الذي تتوافق فيه القاهرة مع الدوحة طرفا الوساطة العربيين، فضلا عن التوافق مع السعودية والإمارات، والأردن والعراق والجزائر للتوصل لحل كامل للأزمة في المنطقة برمتها.

تم نسخ الرابط